٧ ايار ٢٠٢٠.. مستقبل ضعيف، اشتراكي حذر، وحزب مترقب! التفاصيل على الرابط

07/05/2020 09:44PM

يتوجب على من يقرأ التطورات الأخيرة ويلمس المقاطعات والانقسامات العامودية الحادة أن يسأل في ذكرى 7 أيار 2008 عن ما إذا كنا في مهب ليال جنون مماثلة قد تهوي بنا إلى انعطافة خطيرة مماثلة وخوف من تكرار خطيئة حرب أهلية. لكن ذلك يعني أيضا ضرورة الغوص في ما إذا كانت القوى السياسية التي شاركت في الأيام السوداء تلك، جاهزة. 

نبحث بداية عن وضع تيار المستقبل، القطب السني الأكبر والأبرز الذي يرى كثيرون انه بدأ يتدحرج الى اسفل السلم منذ ايار ٢٠٠٨ ليصل الى ما وصل اليه اليوم، فالنائب السابق مصطفى علّوش يرى في حديثه لـ "السياسة" أنّ:" 7 أيار لم يتعلق فقط بالمستقبل، لكنه أظهر أنّ الواقع السني في لبنان يعاني من ضعف بنيوي على صعيد القدرات العسكرية وعدم قدرته على رد الأذى بالحدية نفسها". وأضاف:" بالعودة إلى هذا التاريخ، قدرة حزب الله في الإستيلاء على بيروت أشعرت السنة أنهم ورقة في مهب الريح الأمر الذي دفع لإنجاز تسوية الدوحة التي ضربت الطائف". ويرى علوش  أنه اذا اعتبرنا :" المستقبل ممثل السنة على الرغم من أنه ليس القطب الوحيد، فيمكن القول والاعتراف أنّ مع هذا التاريخ لمس السنة أنّ المستقبل ليس الجهة القادرة على الدفاع عنهم". 

وعند الحديث عن المستقبل، يصبح لزاما إلقاء الضوء على حليفه السابق والحاضر في الجبل: الاشتراكي، وهنا تكمن الأخبار المشوقة. الحديث عن 7 أيار يربك بعض الاشتراكيين حتى أنّ البعض تحدث عن تعميم يمنعه الحديث في هذا الموضوع على قاعدة " عم نبرّد الأوضاع". ليرد أخيرا النائب بلال عبدالله مؤكدا في حديثه لموقعنا:" أنّ الجميع أخذ العبر من 7 أيار، خاصة أن اتفاق الدوحة تراجع عن اتفاق الطائف ما يعني أنّ حزب الله كسب جولة".

الحليفان السابقان، يبدو وبحسب موقف وزيارات رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أنّ اصطفافاتهما باتت متعاكسة ومتواجهة.  لكنهما اليوم وفي كواليس المواقف يتفقان على أنّ حزب الله بدأ بكسب الانتصارات منذ ذلك السابع من أيار ومقابل هذه الانتصارات بدأت مرحلة تراجع التيار الأزرق وشريكه السابق.  

القراءة السياسية المشتركة تكمن أيضا في الحديث عن استحالة تكرار ذلك التاريخ الأسود، أمّا المفارقة فتظهر اختلاف التمركزات السياسية. اي وبمعنى أبسط، يجد المستقبل أنّ 7 أيار لن يتكرر لأنّ الحكومة الحالية هي حكومة حزب الله وبالتالي الحزب لن ينقلب على نفسه ولا على موازين سياسية موجودة لصالحه، وهو موقف واضح ومفهوم مرتبط بانهاء رئيس الحكومة السابق سعد الحريري التسوية السياسية وافتتاحه معركة "عليي وعلى أعدائي" لمحاولة كسب ما تبقى من الشارع. أمّا الاشتراكي فيرى أنّ المعارك وليال الجنون التي شهدها لبنان في أيار الـ 2008 لن تعاد على اعتبار أنّ الهاجس الأساسي هو معيشي واقتصادي بحت، موقف يشير إلى أنّ الاشتراكي ملتزم بتعاليم البيك القائمة على الترقب الحذر من دون أخذ طرف في المعارك الدائرة. 

كسب حزب الله المعارك والجولات جميعها، لا على الأرض وبالسلاح فقط إنما في المعارك والمناورات السياسية أيضا. تعترف مصادر المستقبل والاشتراكي أنّ الصفوف لم تعد منظمة كما في أيار الـ 2008 وأنّ الحزب بات مسيطرا على الدولة بجميع مفاصلها وعملية إقصائه تحتاج إلى قرار موحد من المستحيل اتخاذه في ظلّ الظروف الراهنة لأنّ لكلّ طرف قراءاته وحساباته السياسية. مع الإشارة إلى أنّ الحزب يستفيد من هذا التشتت وهذه الفوضى. 

أمّا حزب الله فيقرأ هذا المسار السياسي من زاويته الخاصة، وعلى الرغم من كثرة الحديث عن احتمالية اتخاذ قرار المواجهة  المباشرة مهما كلف الثمن لحظة الحديث عن اقالة حاكم مصرف لبنان، الا ان الواقع بحسب المصادر سلك طريقا اخرا ولو ان حزب الله كان قد وضع امامه كل الخيارات لاسيما بعدما وصلته تقارير امنية تفيد بتحضيرات معينة لافتعال فتن واشعال الداخل.

وهنا تقول المصادر إنّ حزب الله حتى اليوم لم يوظف امكانياته وقوته في السياسة على الرغم من التوازنات التي ارستها الانتخابات الاخيرة. مستبعدة في الوقت الحالي اقحام السلاح  في اي معركة سياسية طالما حدودها لم تتعد الخطوط الحمر بالنسبة للمقاومة وسلاحها.وتشير المصادر الى ان واقع اليوم مغاير تماما لما كان عليه عام ٢٠٠٨، وحزب الله حينها غير الحزب اليوم، فقوته تعاظمت في حدود الاقليم وحتى دوليا. وبات لاعبا اساسيا في المعادلات الاقليمية وبالتالي وعلى الرغم من استفحال الضغط عليه، فان الخطوات لا بد ان تكون مدروسة ودقيقة لما لها من تأثيرات كبيرة.

لذلك تؤكد المصادر ان حزب الله اليوم ورغم هذا الانقسام في البلاد، يصب اهتمامه على الملفات الاقتصادية والاجتماعية ودعم الحكومة، متجاهلا كل المناكفات.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa