بعد "تخبيص" فرنجيّة.. هل يبقى حزب الله "أم الصّبي"؟

13/05/2020 03:07PM

قام أجداد أجدادِ أجدادنا ومشوا على قدمين اثنتين حين أرادوا الصعود من يابسة "واطية" الى يابسة أعلى.. ونحن بعد ملايين السنين، زحفنا زحفاً الى انهيارنا الأوّل. 

عُدنا شعوباً متناحرة، بقليل من الكساء والغذاء، والكثير من الوطنيّات والشعارات الرنّانة، التي لا تختلف بشكلٍ كبير عن عويل وزعيق الشعوب البدائيّة تلك، على فريسة حتّى لو لم تكبُر "الذبابة".

"سليمان فرنجيّة عين وعون العين التانية".  -السيد حسن نصرالله-

هل غاب عن السيد، حين أعطى وديعتي المسيحيين لديه عيناه، أنّ الوديعتان من الممكن أن يتناحرا؟ 

لم تخِب قاعدة حركة أمل الشعبية في التعبير عن موقف ما وراء الكواليس في المجالس الحركيّة، حيث جزمت اوساط مقرّبة من الثنائي الشيعي أنّه "على مستوى حركة أمل ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، فإن العلاقة بينهم وبين التيار الوطني الحر لا ترقى لمستوى علاقة الحركة مع المردة". 

مؤكّداً أنّ التحالف بين المردة والحركة "متين لا يتزحزح". 

أمّا عن موقف حزب الله من كلام رئيس تيار المردة سليمان فرنجيّة الاخير، فلفتت تلك الأوساط الى أنّ "الحزب يفصل علاقته بالمردة عن علاقته بالتيار الوطني الحر"، جازمة بان "أي خلاف بين التيار والمردة لا ينعكس لا ايجاباً ولا سلباً على علاقة أي منهما مع حزب الله"، وبالتالي يعتبر حزب الله أن إضعاف التيار أو شعور فرنجية أنّ "هناك محاولات لاضعافه" مرفوضان. 

أمّا عن موقفه المباشر من مؤتمر فرنجية الاخير، لم يخرج حزب الله عن صمته أبداً، وهي سياسته المعتادة في المواقف التي تطال خلافات الحلفاء، او بينه وبين أحد الحلفاء. وهنا تؤكد اوساط مقربة  أنّ "الحزب يحاول التخفيف من الاحتقان بين الحلفاء، كذلك تخفيف اللهجة القاسية تجاههم، وبينهم وبين بعضهم البعض".

فرنجيّة الذي عبّر عن ملفّ النّفط  بأنّه "في خانة الكذب على اللبنانيين ولبنان أبعد ما يكون عن أن يكون دولة نفطيّة". تعتقد الأوساط نفسها أنّ "حزب الله "عاتب" على فرنجيّة"، فالحزب الذي يعتبر تنقيب لبنان عن النفط ورقة ضغط في يده كي يحارب بها سيف الخارج بترسٍ داخليّ، لم يرأف بوضعه حليفَه المتلهي بالزواريب السياسية الضيقة، ومع ذلك، اكتفى بالـ "عتب"... 

لا يُرتقب في كلمة السيد نصرالله اليوم حديث مباشر عن فرنجيّة "القاسي" بحقّ المقاومة ومحورها، بل ينتظر منه الغمز كالعادة، ولو أنّ غمزاته تتضمّن غصّات عميقة.

ولفرنجية وزراء في الحكومة، وترجمة كلامه العملانيّ من حيث المنطق يرتبط بأدائهما، فهل سنشهد عرقلة مرتقبة من وزراء فرنجيّة؟ 

لكن تستبعد أوساط مقربة من الثنائي الشيعي أن يحصل ذلك، وبالتالي يبقى الجواب رهن تغليب المصلحة العامة على المصالح الضيّقة أمام بلدٍ منهارٍ اقتصاديّاً، واجتماعياً ويقرع أبواب الخارج مستجدياً قليلاً من شروط كرامته وعدم ارتهانه. 

ليس في هذا الـ "لبنان" وحدة مصيرٍ بين أبناء مجتمعٍ واحدٍ. فكيف يكون لديه تحالفات مصيريّة مستمرّة بجدوى وطنيّة خالصة؟


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa