على حزب الله أن يصارح اللبنانيين.. أيّهما يكذب باسيل أم فرنجية؟ التفاصيل على هذا الرابط

أصغيت بالأمس الى خُطاب الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله... وككل مرة كنت مأخوذاً باللغة والكاريزما وطيب المُحيّا، لكنّ مضمون الكلمة أمس لم يرقَ الى مستوى طموحاتي الوطنية... انتظرت من نصرالله أن يرمق رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بنظرة عتاب، أو أن يوافقه الرأي في مؤتمر  الأخير.. انتظرت أن يعرّج نصرالله على خلاف حَليفَين مسيحيَّين باتا يشكّلان تهديداً حقيقيّاً لسياسة حزب الله الداخلية... لم يكترث نصرالله لمؤتمر فرنجية، لم يدعم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لم يُثنِ على مواقف رئيس التيار الوطني النائب جبران باسيل ولم يُطالب الحلفاء بالتهدئة... 

لم يُشِر نصرالله الى موضوع النفط... هل هو حقيقة أم كذبة مثلما قال حليفه؟ لم يتحدث عن حماية مطلوبين الى العدالة من قبل مرشّح سابق لرئاسة الجمهورية؟ تخايلت لبرهة لو أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع هو من انتقد عون وباسيل وأعلن حماية مطلوب الى العدالة، ماذا كان سيقول نصرالله؟

في الظاهر يبدو أن فرنجية مرتاح لموقف حزب الله، وهو لو لم يكن كذلك لما تجرّأ على اهانة الرئيس عون مباشرة على الهواء... فرنجية المدعوم من الرئيس السوري بشار الاسد ومن رئيس مجلس النواب نبيه برّي، يضغط ضد باسيل وعون في اصعب مرحلة من تاريخ لبنان الحديث ويتماهى مع فريق ١٤ آذار المعارض أصلاً لحزب الله والساعي الى الاطاحة به... فإذا كان فرنجية على حق وهو قد يكون كذلك فالأجدى بنصرالله عدم دعم ومخالفة فاسدين كما وعد السيّد نفسه... أما اذا كان فرنجية على خطأ وما يفعله يدخل في خانة الحَرَد والنَكد السياسي والطمع برئاسة مقبلة فإن موقف السيّد يجب أن يكون واضحاً وعلنيّاً...

أين حزب الله اليوم من المعركة ضد الفساد؟ وما نفعُ أي تدخل أو مسعى وفاقي "تحت الطاولة" بعدما لطّخ حليف الاسد والحزب معاً صورة من حمى المقاومة في حرب تموز؟ 

أين حزب الله من المعركة ضد الفساد؟ وهل حقيقة العونيون مشاركين وفاسدين في ملف الفيول المغشوش وملف الطاقة؟ واذا كانوا كذلك لماذا يقف حزب الله مكتوف اليدين؟ 

أين حزب الله من المعركة ضد الفساد؟ ولم نرَ حتى الساعة شيعيّاً واحداً مسؤولاً في الدولة اللبنانية أمام قوس العدالة؟

أين حزب الله من كل هذا؟ وهل بعدما ضعُفت السنية السياسة مع أداء رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وأُضعف رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط حان وقت المسيحيين؟

هل يريدنا الحزب أن نصدّق أن لا سلطة له على فرنجية؟ هل يريدنا أن نتظاهر بالسذاجة؟ أم يريدنا أن نطمئن أن لا فساد في التيار العونيّ بكل مكوّناته؟

مؤتمر نصرالله أمس أعطى غطاء سياسياً لمؤتمر فرنجية قبله، خصوصاً أن الاخير ضرب صورة لبنان من خلال حديثه عن اكذوبة النفط وضرب صورة الرئيس من خلال حديثه عن صفقة كان ينتظرها عون قبل لجوئه الى فرنسا... صورة لبنان وصورة الرئيس لم تُحرّكا نصرالله ليردّ على حليفه الثابت، في حين أن نصرالله نفسه تحدث في ملفات أقل تأثير على السياسة المحلية والاقليمية..

يقول قائل:" حزب الله ينتظر ما ستؤول اليه صورة جبران باسيل حتى نهاية العهد، وعلى هذا الاساس يبني استراتيجيته الداخلية المقبلة، فإذا خسر باسيل الصيتَ والأرضَ معاً تُخلط الأوراق من جديد، أما اذا بقيَ على ما هو عليه فلا بديل عنه في التحالفات المقبلة"... أما نحن فنقول اذا كان حزب الله جادّاً في محاربة الفساد والفاسدين فلا خيار أمامه سوى بمصارحة اللبنانيين... أيُّهما يكذب باسيل أم فرنجية والا فإن حزب الله نفسه يكذب على جميع اللبنانيين...

المصدر : السياسة