بين كورونا والحرمان من الزواج المدني في لبنان.. افراح واحلام "عرسان" مؤجلة

لم يخلع الوضع الاقتصاديّ شُبّاك منزل من أرادوا الزواج صيف ال 2020، حتّى كسرت "كورونا" بابهم! 

أفراح مؤجّلة، مواعيد لم تُحدّد بعد، فساتين بيضاء اتّشحت بالغبار بانتظار تشريعِ نمطِ حياةٍ يعاشُ بأدقّ التفاصيل بشكلٍ يوميّ، ممنوعٌ نصُّه على ورقة! 

اهلاً بك في لبنان، اهلاً في مُدُنٍ معظم عائلاتها تزوّجت زواجاً مدنيّاً، ومع ذلك، ممنوعةٌ من الزواج المدنيّ اللبنانيّ! 

كثيرةٌ هي القصص، وأكثر، تفاصيلها المشتركة. 

نضال، زاهي وجنين، وزينة... يحتاجُ هذا الوطن أن يتعلّم من هؤلاء كيف يُحبُّ ويحيا برغم مآسيه وآلامه... 

أكثر "المُشتركات" بين "العروسات" كانت مطالبتهنّ بالزواج المدنيّ. "عروسات" مطالبات بحقوقهنّ، وحقوق أزواجهنّ، وأولادهنّ، ومجتمعهنّ. 

"عروسات" جمعن الحُبّ بالوطنيّة، وما أبلغ من المدنيّة تعبيراً عن الوطنيّة؟ المجدُ لعائلاتكنّ غداً! 

نضال وصفت نفسها بأنها "ليست من هواة الهيصة الكبيرة". واكتفت بالمطالبة بـ "حفلة صغيرة" ما بعد مراسم الزواج المدني في قبرص مع العائلة والأحباب -حتّى قبل "كورونا"-

المراسم تضمّنت الدفع للتّصوير والمطعم في حين أنّ قصّة تأمين مبلغهما، هو المشهد الأكثر تجسيداً لآلام شبابنا، حيث شرحت نضال:"شغلتنا وعملتنا على ست شهور، كانت عبارة عن انه ننزل نوقف بالصف قدام البنك لنجمّع الدولار قد ما فينا ونقلبهن يورو لنقدر ندفع منهن لبرّا، وكذا فعلنا، وكلّ ما دفعنا "بحلاوة الروح"، رهن الوقت وكورونا وما تحكمه علينا".

وهنا شكرت كورونا والوضع الاقتصادي اللذان سيخفّفان "الفخفخة" عند الناس، على حد تعبيرها.

وتابعت:"الاجراءات تتضمن الحجر الالزامي قبل السفر بأسبوعين وبعده بأسبوعين، في حين أنّ العرس يبعد شهراً من الآن".

لكنّها من جهةٍ أُخرى، ولواقعيّتها، وصفت الثُّنائي اللبناني بأنّه عصيّ على الاحباط للصعوبات المهولة التي عاناها في حياته، وسياق العلاقة.

وطالبت عبر "السياسة بزواج مدنيّ لبنانيّ، على الرغم من عدم ايمانها بأنّ قبرص بلاد مختلفة عن لبنان. وأشارت الى أنّها ستتواصل مع السفارة لتتمكّن من الزواج مدنيّاً بدون السفر.

بينما جنين، المُتمسّكة بهذا الزواج، والّتي رسمت خطّة وقتها منذ اللحظة حتى العام المقبل، بأنّها ستؤجّل متى ما أجّلت كورونا زيارتنا.

ستستغلّ جنين الوقت ما بين جولتي كورونا الاولى والثانية للسّفر وإتمام زواجها المدنيّ. 

معتبرةً أنّه "حتى لو اضطرّت للانتظار لأشهر، لن تتزوّج زواجاً دينيّاً، كي لا يتمكّن رجال الدين من التحكّم بهما وبحياتهما أبد الدّهر". مؤكّدةً أنّها كانت لـ "تتزوج زواجاً مدنيا حتى لو لم يكونا من دينين مختلفين".

في السياق، تُحمّل جنين "العقليّة اللبنانية ورجال الدين والسياسيين الذين يحولون دون تشريع الزواج المدنيّ في لبنان" ذنب الصعوبات التي تواجهها وزاهي. مؤكّدةً أنّ "التكاليف الكثيرة، وغياب الأهل والاصدقاء من مأساة عدم تشريع الزواج المدني في لبنان".

لتأتي كورونا وتزيد العذاب عذاباً.. 

وزينة، الشبيهُ رأيُها برأي جنين، تنتظر عودة فتح المطارات والدوائر الرسميّة كونها ستتزوج في ايطاليا حيث خطيبها، والمشكلة ليست من لبنان وحده بل من ناحية ايطاليا أيضاً.

وفي السياق، تؤمن زينة أنّ هذا الزواج سيتمّ، حتى لو تأخّر، مع ادراكها أنّ عدداً أقلّ من الاشخاص الذين تحبُّهم سيتمكّن من مشاركتها يومها الكبير. 

وتشرح، أنّ الحؤول دون عمل في الاشهر القليلة الماضية أثّر سلباً على سياق التحضير لحفل الزفاف، والوضع الاقتصادي الصعب زاد الأمر سوءاً. 

وأكّدت أنّ "ما تمّ دفعه لا يعيدونه الينا، لكنهم وفّروا لي خيار التأخير".

أمّا عن سعر تذكرة السفر، لا تعرف زينة اذا ما كانت ستعود اليها نقودها..

ومن ناحية أُخرى، الـ wedding planner سابين عشقان، اعتبرت أنّ اعادة نقود الذين دفعوا لتنظيم حفلات زفافهم وألغوها يرتبط بالأخلاقيات، فمنظّم حفل الزفاف لم يتكلّف طالما أنّ الزفاف أُلغي ولا مُبرّر لعدم إعادة نقودهم.

وفي السياق، شجّعت الزواج المدني وطالبت عبر "السياسة" تشريعه لأنّه "ليس أسهل عليها كمنظمة حفل زفاف فقط، بل هو أسهل على المجتمع أجمع، وفقاً لإيمان كُلّ فرد"، أضافت عشقان. 

إن حال فيروس كورونا، والوضع الاقتصادي دون زواجكم هذه السنة، لا تدعوا مفاهيم بالية تحول دون زواجكم ممّن تحبّون، كُلّ العمر...

المدنيّة: زواجاً وانتخاباً وحياةً.. خيار، لم يعُد مُبرّراً عدم تشريعه! 

وأخيراً "جميلٌ أن يتزوّج الواحدُ منكم من دينه، وأجمل أن يتزوّج من غير دينه"