بين الإنهيار والتّكامُل... لبنان يُلوّح بـ "يمينه" المشرقي! التفاصيل على الرابط

20/05/2020 04:53PM

فرّق ما شئت بين لبنان وبلاد الشام، وكرّس "واوك" الكافرة بينهما ما ارتأيت، فهما تبقيان برغم الحدود في الملمّات وحدة. 

أزمة اليوم، ليست مقتصرةٌ على دمشق وحسب، إنّها هُنا.

 هي قنابل نسمعها قبل أن تنفجر من القدس الى بغداد.

وهو خريرُ أمعاءٍ ممتدّ من رأس الناقورة حتّى عمان. 

وهي أضراسٌ ما اقتُلعت من فم "اسرائيل" إلّا لتلتهب في لثّة الغرب. 

بين أنطون سعادة ممّا يقارب الـ 80 عاماً، وبين لُبنان اليوم نظريّات مشتركة، لا تلبث أن تخلع جلدها حتّى ينمو من جديدٍ باتّجاه عمقه الطبيعي :جغرافيّاً واقتصادياً وعملانيّاً ووجودياً. 

لبنان جزء من كُلّ، وإقامة جبهة "عربية" أو "مشرقيّة" مُشتركة من أساسات استمراره. 

خرج الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابٍ قارب الساعتين عن سوريا وأهميّة سوريا وقوّة سوريا مع إعلانٍ كاد يكونُ خجولاً عن انتصارها. 

ليؤكّد بعده رئيس "حزب التوحيد العربي" وئام وهّاب هذا الموقف. ويختمها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بدعوة واضحة وصريحة للاندماج بسوق مشرقي مشترك مع الاردن وسوريا والعراق.

وفي حديث وهّاب لـ "السياسة"، اعتبر أنّ "الكثير من الدول بينها خلافات سياسية لكنّها تحقّق المصالح الاقتصادية المشتركة فيما بينها". 

وعلّق بالقول:"الا بلدنا لا عارف يعمل مصلحته السياسية ولا الاقتصادية".

وهاب يعتبر أن لبنان اليوم في أزمة عميقة وطويلة، مخرجها الوحيد جبهة الانفتاح على الشام وبغداد وعمان، وتتعلّق بإلغاء الحدود الاقتصادية فيما بينها عبر اتفاقيات (جمرك، فيزا...) وإقامة سوق مشتركة.

شارحاً:"فلنتخيل 5 مليون لبناني يعمل في سوق يسع 80 مليون بين العراق وسوريا والاردن، فلنتخيل كم المشاكل الاقتصادية والمالية التي سيحلّها".

وكشف:"تكلمت مع رئيس الجمهورية ميشال عون خلال زيارته الى العراق، وأكدت له أن حلّ لبنان الوحيد هو الإندماج مع المشرق بسوق اقتصادية مشتركة، لأن لا دولة في العالم مستعدة أن تساعد لبنان".

وبالتالي:"على اللبنانيين أن ينسوا حياتهم السابقة ويفكروا بسوق استراتيجي جديد، فالمشروع ليس هلال شيعي كما يعتقد البعض، المشرق يتضمّن الاردن، وعلى حدوده تركيا وايران"، مؤكّداً أنّنا "في مرحلة موت بطيء والموضوع يحتاج الى مبادرة".

أمّا سياسيّاً، فيعتقد وهاب أنّ "اللبنانيين أمام خيارين لا ثالث لهما، "يصطادوا البحر" أو يفتحوا علاقات مع شرقهم". وحمّل وهاب مسؤولية عدم الاسترسال بالعلاقات مع العراق حين فتح معبر البوكمال، لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري معتبراً أنّ " لديه احقاده وهو رجل مسيّر وليس مخيّرا، ولم يفكّر بمصلحة لبنان".

وأعلن:"لدى حسان دياب هذه الجرأة، ورئيس الجمهورية استراتيجيّاً يفكّر بهذه الطريقة". 

وفي السياق، كشف عن تخوّفه من اعتراض قوى 14 آذار، قائلاً:"بعدا زماميرهم شغّالة، مع انه السيارة راحت". 

من ناحية أُخرى، وفي مقاربة علميّة بحتة، اعتبر الدكتور ميلاد السبعلي وفق دراسته "مجلس تعاون المشرق العربي" أنّ "اندماج كيانات مفتّتة وضعيفة واقتصادات استهلاكيّة غير منتجة بنظام العولمة واقتصادها المفتوح على بعضه هو انتحار لهذه الكيانات". واعتبر ايضاً أنّ الحل هو بـ "تشكيل تكتلات اقليمية" تحمي بعضها البعض. 

كما اعتبر أنّ "الهلال الخصيب" أو "المشرق العربي"  يتكامل مع تكتلات موازية كمجلس التعاون الخليجي ووادي النيل والمغرب العربي من جهة، ومع تركيا وايران واوروبا من جهة أخرى، مؤكّداً أنّ الخطر الذي يداهم هذا التكامل هو الكيان اليهودي الذي يحاول تقديم نفسه كشريك في أي تكتل اقليمي، معتبراً أنّه بتحويله العداء معه الى عداء مع ايران، صار العرب يعتبرونه شريكاً أمام عدوّ مشترك! "

من هنا اعتمد سبعلي على "لبنان وسوريا والاردن والعراق، وما تبقّى من فلسطين، لخلق سوق مشرقية مشتركة "دون المساس بـ "السيادة الوطنية" حتى لا تثار حساسيات مسبقة ضد هذا المشروع".

وتشمل مجالات التعاون بين هذه الكيانات القطاعات التالية: البنى الاساسية، الطاقة، المياه، النفط، البيئة، الاتصالات، النقل البري والبحري والجوي، والمناطق الحرة. 

وفي مراحل متقدّمة، يمكن البحث في تفاصيل أكثر حساسية، كالجمرك والامن العام والعملة الواحدة، والامن والدفاع المشترك، والسياسة الخارجية، قال سبعلي. 

وختم بالقول: "إنّنا لا نحيا وحيدين في هذا العالم، كثير من الامم والمجتمعات الاخرى تواجه مثلنا تحدّيات وجودية وعسكرية وساسية وثقافية نتيجة العوامل نفسها التي ولدتها العولمة والهجمة الثقافية والمشاريع العسكرية والسياسية والايديولوجية المرافقة لها".

لشجر لبنان اتّجاه واحد، يميل نحو عمقه، تقضيب أغصانه لا يعني اقتلاع جذوره... 

لبنان رفع يمينه باتجاه الشرق، لن يمدّ أحد يده لانتشاله، سواه!


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa