سهام الكذب تطال الحوت والحقيقة تفضح المضلِّلين

تحاول مواقع التواصل الاجتماعي جاهدةً لعب دور مهم في كشف الفساد الذي تعاني منه الدولة اللبنانية. 

لكنّ المشكلة تكمن في أنّ: "من يظنّ أنه يحارب الفساد ما هو إلّا مواطن بريء وقع في شباك فخ نصبه أحد المستفيدين". 

‎مشكلة مواقع التواصل أنها تحارب طواحين الهواء، تريد خوض حرب حقيقية لكنها لا تعرف على من تفتحها ولا قدرة لها للتأكد من صحة معلوماتها، فتقع أسيرة " المضللين".  

‎وفي هذا الإطار، سنستعرض وإياكم ما حصل مؤخرا في الساحة الافتراضية.. انتشر فيديو "يفنّد صلات القرابة لموظفين في شركة طيران الشرق الأوسط، برئيس مجلس الادارة محمد الحوت".‎ويشير الفيديو إلى أنّ "أولاد الحوت يعملون في الشركة". 

‎بدورها، دققت "السياسة" في هذه المعلومات ليتبيّن أنّه وكما كان متوقعاً، جميع ما عرض في هذا الفيديو عار من الصحة ويبدو أنها وسيلة لإلهاء المواطنين عما يدور في هذه البلاد من فضائح ومحاصصات. ويبدو ايضاً أنّ كلّ نظيف وناجح أضحى مستهدفا في هذه الأيام. 

"‎السياسة" تعرض لكم عينة صغيرة عن الأسماء ‎التي تحدث عنها الفيديو في ما يلي:

‎- عادل الحوت بدأ بالعمل في الشركة عام ١٩٥٣، أي قبل ولادة محمد الحوت بست سنوات وهو عم محمد الحوت. يعمل حاليا مستشارا "متطوعا" له. 

‎-  وسيم الحوت، يعمل في الشركة منذ العام 1993، اي قبل دخول محمد الحوت الى الشركة، وهو ابن عادل الحوت. 

‎-  طارق الحوت خريج الجامعة الأميركية في بيروت، ابن محمد الحوت، يعمل منذ مدة في المملكة العربية السعودية، ولم يعمل في شركة الميدل ايست لكنه خضع للتدريب فيها. 

‎- ابنة محمد الحوت، ناديا الحوت لا تعمل في "الميدل ايست" وليست رئيسة لجنة انتقاء المضيفين الذين تختارهم دائرة المضيفين والموارد البشرية.

‎-  ابن محمد الحوت، عبد الرحمن الحوت وهو خريج الجامعة الاميركية في بيروت بامتياز وحائز على شهادة الماجستير. ويعمل حاليا في الشركة كمساعد قائد طائرة بعدما كان الاول على دفعة قبوله في الامتحانات التي تجريها كلية الطيران في اسبانيا (FTE) لا ادارة الميدل ايست. 

‎وتطول اللائحة، لتشمل: 

‎- ابراهيم الحوت، كان يشغل منصب رئيس دائرة صيانة في الشركة ويعمل حاليا كمساعد قائد طائرة بعدما اجتاز الاختبارات المطلوبة.

‎- وفي ما يخص  مهندس الديكور جو فرح فقد بدأ علاقات العمل مع الميدل ايست في العام ٢٠٠٢ حينها كان عمر كارولين حداد زوجة ابن الحوت لا يزيد عن 8 سنوات. مع الإشارة إلى أنها حائزة على شهادة هندسة معمارية من الجامعة الاميركية في بيروت.

‎- الين حداد شقيقة كارولين حداد وخريجة الجامعة الاميركية في بيروت وكلية "كينغزكولدج" في لندن، تتقن اللغة الاسبانية اضافة الى اللغات الانجليزية والفرنسية والعربية وهي افضل من تقدم للعمل في مكتب الشركة في اسبانيا حيث كانت مقيمة منذ سنوات.

‎- اديب شريف عديل محمد الحوت،يعمل في مصرف لبنان منذ عام 1984 وهو مدير تنفيذي ومنتدب الى الميدل ايست منذ العام 1998. 

‎-  عباس شريف يعمل في الشركة منذ العام ٢٠٠٨ وهو حائز على شهادة "علوم ادارية" وشهادتي ماجيستير: واحدة من جامعة بوردو في فرنسا وثانية من جامعة سيدة اللويزة. 

‎- حسام مغربي حائز على شهادة في إدارة الأعمال من كندا كان يشغل منصب نائب مدير عام ومدير عمليات وكلاء Proctor & Gamble العالمية في سوريا. 

‎أمّا التفاصيل الشيقة، فتظهر في قضية جميل حمام. لماذا؟ 

‎عندما اكتشف الحوت تجاوزاته المالية التي قام بها في مكتب بغداد في العام 2015، لم "يلفلف" الموضوع بل رفع دعاوى قضائية ادت الى توقيفه في لبنان وسجنه. ليتم الافراج عنه لاحقا من قبل القضاء المختص ولا تزال الدعوى قائمة.

‎وتعمل زينة الحوت ابنة شقيقة محمد الحوت في مكتب المبيعات في الجفينور مند العام ٢٠٠٥ بعد حصولها على شهادة ليسانس في السياحة والسفر من الجامعة اللبنانية. أمّا زياد حجازي فقد انضم الشركة سنة 2009 شأنه شأن 700 مضيف اخر في الشركة. 

‎بناء عليه، يصبح لزاما علينا المطالبة بوقف المس بكرامات الناس واستغلالها وتشويه السمعات في إطار حرب حماية المصالح الدائرة في هذه البلاد.