سوريا تحاصر دياب !!

26/05/2020 06:53PM

"العودة إلى سوريا وإعادة فتح العلاقات معها"، كان العنوان العريض الذي دفع رئيس حزب القوات اللبنانية، الدكتور سمير جعجع الى رفع السقف عاليا. وبدا واضحاً من خطابه أن الأمور لن تكون سهلة وستزيد من حدّة الاحتقان. 

"نحن نسأل أي شقيقة هذه التي ترسل سيارات مفخخة وتقتل مواطنين لبنانيين؟". سؤال جعجع يعني أنّ فتح الأبواب مع سوريا سيرافقه حساسية عالية وربما توتر سياسي كبير. وبذلك، بات في يد "قوى المعارضة" ورقة لتستغلّها جيدا في المعركة المرتقبة. 

عمليا، اعتدنا على استراتيجية رئيس الحكومة حسان دياب التي ترتكز على المهادنة ومحاولة إرضاء جميع الأطراف. الا أن فتح ملف سوريا سيكون "لبكة" على دياب ويدخله في حرب حاول جاهدا أن يتجنبها مع أي فريق سياسي.

ففتح العلاقات مع "الشقيقة"، يعني أنّ دياب قرر التحوّل لـ "انتحاري" وفتح معركة في البلاد لن يتحمل لبنان ولا وضعه الاقتصادي تبعات خضّاتها. وعليه، يصبح التساؤل عن الصورة التي سيبدو عليها المشهد السياسي في لبنان إذا ما اتُّخذ القرار، أمرا حتميا.

تحدث البعض عن "احتمال لجوء بعض القوى المعترضة إلى طرح الثقة من الحكومة". إلّا أنه وفي عملية حسابية بسيطة يظهر أنّ عدد المعارضين لهذه الخطوة سيكون أكبر بكثير من المؤيدين لها. وعليه، فقد سقط هذا الاحتمال. 

فالقوات، وبلسان الدكتور فادي كرم أكدت أنهاّ:" ستلجأ للقانون والدستور وستتم المحاسبة في حال أخذ دياب القرار بفتح العلاقات". وأضاف كرم في حديثه لـ "السياسة": "طرح الثقة بالحكومة ليس أمرا إيجابيا، خاصة أنّ تشكيل الحكومة في لبنان مرتبط بحسابات سياسية معقدة "، معتبرا أنّ:" فتح العلاقات مع سوريا سيزيد من تقهقر الوضع الاقتصادي ويسرّع الانهيار، فالنظام الإيراني والسوري معزولان دوليا". 

ومن جهة تيار المستقبل، يرى النائب السابق مصطفى علوش أنّ:" الخدعة الأساسية المستخدمة للعودة إلى سوريا هي مصلحة لبنان إلّا أنّ أحدا لم يتمكن من إثبات هذا الواقع". 

وردا على من يتسلح بفكرة انعاش الاقتصاد وإعادة اللاجئين إلى سوريا، يقول علّوش لـ "السياسة": " نعلم جميعا أنّ بشار الاسد لا يريد إعادة اللاجئين لأنهم يشكلون عليه عبئا اقتصاديا وسياسيا". ودعا دياب ومن يريدون انعاش وتجديد العلاقات إلى " القيام بذلك حتى يزول وهم سوريا". 

وفي ظلّ الترقب هذا، يبدو مهما ما تحدثت عنه مصادر رفيعة عن رفض دياب أساسا إعادة إحياء العلاقات مع سوريا في الوقت الحال، على اعتبار أنّ رئيس الحكومة الحالية "واع ويعرف أنّ خطوة مماثلة لن ترضي المجتمع الدولي". 

وعليه، فإنّ دياب إذا وافق سيقع في شباك "المعارضة" وإن رفض سيتورط في توتر وخلاف مع داعميه: التيار الوطني الحر، حزب الله وحركة أمل.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa