توقعات بتغيرات استراتيجية حاسمة على الساحة الفلسطينية قريبا

كتب أحمد عزت: رغم الانشغال الدولي بجائحة كورونا تتابع الكثير من الصحف الغربية والدوائر البحثية في الولايات المتحدة والغرب بصورة عامة التطورات الاستراتيجية والسياسية الحاصلة على الساحة السياسية الفلسطينية ، وهي التطورات التي بات واضحا مدى دقتها خلال الفترة الأخيرة خاصة مع بروز عدد من التطورات التي رصدتها هذه الصحف. 

وتقول صحيفة تايمز البريطانية في تقرير لها إلى أن الهجوم المستمر أو المتواصل لبعض من الجهات بالسلطة الفلسطينية بسبب علاقات هذه الجهات أو الدول العربية بإسرائيل أنعكس سلبا على السلطة في النهاية.

وأشار مصدر فلسطيني معارض إلى أن السلطة تهاجم الكثير من الدول العربية التي تتعاون مع إسرائيل ، رغم أن العلاقات بين أي دولة وإسرائيل هي الان علاقة مصالح من الممكن أن تستفيد منها السلطة الفلسطينية ذاتها. 

وأضاف هذا المصدر أن هجوم السلطة على أي طرف في المنطقة سينعكس سلبا على الوضع الاستراتيجي للسلطة وايضا الشعب الفلسطيني ، خاصة وإن وضعنا في الاعتبار ارتباط الكثير من الدول العربية بعلاقات وثيقة وطبية مع أبناء الشعب الفلسطيني ، بدون اي تفرقة بينهم ، وبالتالي فإن انتقاد السلطة ضد أي طرف سينعكس في النهاية سلبا على الشعب.  

اللافت أن مصدر فلسطيني أخر قال للصحيفة أيضا إلى أن هناك توجسا استراتيجيا في حركة فتح بالتحديد من جراء هذه التطورات ، وهو الخوف الذي يزداد مع إمكانية استغلال حركة حماس لهذه التطورات الحاصلة الان بمسيرة التسوية والغياب السياسي للقيادات الفلسطينية ، الأمر الذي يزيد من حدة هذا الغموض ومن ثم القلق. 

اللافت أن صحيفة وشنطن بوست التقطت هذه النقطة ، زاعمة أن حماس تحديدا تحاول استغلال ما يجري من أجل تحقيق اي مكاسب سواء على الصعيد السياسي أو الأمني على حد سواء في الضفة الغربية أي في معقل السلطة الفلسطينية ،الأمر الذي يزيد من دقة هذا الأمر. 

ولم يفت الصحيفة الإشارة إلى إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن توقف التنسيق الأمني مع إسرائيل ، وهو الإعلان الذي يعكس أجواء من التوتر باتت واضحة الان مع التصعيد الحاصل بمسيرة التسوية، الأمر الذي يزيد من تداعيات هذه القضية وخطورة تاثيرها على الوضع السياسي الفلسطيني برمته. 

عموما فإن الفترة المقبلة يمكن أن تكون حبلى بالمفاجآت ، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من دقة المشهد السياسي مع الصعود المتوقع لحماس به.