فورين بوليسي: الصين تريد أن تصبح المنقذ للبنان

12/07/2020 06:53AM

تناولت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية في تقرير موسع لها مدى استعداد الصين لإنقاز لبنان من أسوأ أزمة اقتصادية يمر بها في تاريخه. 


المجلة استندت في بعض محاور تقريرها  على دعوة بعض المسؤولين للتوجه نحو الصين للحصول على المساعدات اللازمة للخروج من نفق الأزمة الاقتصادية الحالية، بدلا من السعي خلف صندوق النقد الدولي الذي تعثرت المفاوضات معه، وتبددت الآمال في التوصل إلى اتفاق سريع مع صندوق النقد الدولي لانتشال لبنان من أزمته إذ تعقدت المحادثات بخلاف بين الحكومة والبنك المركزي على حجم الخسائر في النظام المالي.


ترى المجلة انه لو مضى الأمين العام لحزب الله السيد  حسن نصر الله في طريقه ربما يتغير هذا قريباً. فقد أعلن نصر الله مؤخرا في خطاب متلفز أن لبنان يجب أن «ينظر شرقا» للصين للخلاص من أزمته الحالية. 

وكان مضمون الخطاب واضحاً: لبنان لا ينبغي أن يتوجه لصندوق النقد الدولي من أجل الحصول على مساعدات. لكن نصر الله ليس الوحيد بين صانعي السياسة اللبنانيين الذين يعتقدون أن الدولة ربما لا يكون أمامها خيار قريبا سوى دخول مدار الصين السياسي والاقتصادي. فبعد فترة وجيزة من اقتراح حزب الله التحول إلى جلب استثمارات من الصين، بدلا من خطة إنقاذ صندوق النقد الدولي، باعتباره العلاج الناجع للأزمة الاقتصادية في لبنان، التقى رئيس الوزراء اللبناني بالسفير الصيني لطلب المساعدة من الصين وتوسيع التعاون الاقتصادي.


ويرى محللون سياسيون أنه في حال حدث هذا فيمكن أن يمثل فصلاً جديداً وغير مؤكد في تاريخ الدولة. فالصين على الرغم من حضورها السياسي التاريخي المحدود في المنطقة إلا أنها على أهبة الاستعداد ومستعدة لتحل محل الولايات المتحدة كفاعل خارجي مهيمن على المنطقة. وتحاول الشركات الصينية إطلاق مشروعات ضخمة في لبنان منذ ما يقرب من عقد، وتحرص بشكل خاص على الاستثمار في مجال البنية التحتية في لبنان. وحاليا 40 % من الواردات اللبنانية قادمة من الصين وخلال سنوات الأخيرة عززت بكين العلاقات الثقافية بإنشاء مركز موسيقي جديد في بيروت.


وأرسلت مساعدة عسكرية لبيروت أثناء حرب لبنان في 2006 ضد إسرائيل، ونشرت فيما بعد قوات حفظ سلام. وخلال فترة وباء كورونا مارست الصين الدبلوماسية الناعمة وقدمت للبنان مساعدات طبية تضمنت معدات الفحص. وفي ذروة تفشي الفيروس التاجي في لبنان، رتب كبار الأطباء في البلاد لإجراء مؤتمرات عبر الإنترنت مع نظرائهم الصينيين للحصول على معلومات حول أفضل السبل للتعامل مع الأزمة الصحية. وقال المحل السياسي اللبناني سامي نادر: «الاستثمارات الصينية ستؤتي ثمارها خلال 5 أو 6 سنوات، ولكن وقتها سيكون لبنان ميت»، مشيرا إلى حاجة لبنان الفورية للأموال لحل الأزمة المالية. وأضاف: «نحتاج سيولة الآن، نحتاج قرض من صندوق النقد.»، متسائلا : «وكيف تتوقع الصين أن نسدد لها؟».


وردا على هذا التساؤل، قال شين دينجلي الخبير البارز في السياسة الخارجية الصينية إن: «الصين لا تحتاج من كل دولة تساعدها أن تسدد القرض وتستطيع أن تتحمل الكلفة لتصبح قوة ناعمة توسع نفوذها الخارجي». وأضاف: «عندما كنا فقراء، الولايات المتحدة ساعدتنا نحن نتذكر هذا. الآن نحن في وضع لمساعدة الآخرين»، مشيرا إلى رغبة الصين في أن تصبح الولايات المتحدة القادمة. واستطرد «على سبيل المثال، يمكننا تقديم بضع مئات الملايين من الدولارات للدول التي لديها استعداد لدعمنا في قضية تايوان على المستوى الدولي».


المصدر : القبس

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa