تراجع التفاؤل «كويتيا»... وتحذيرات امنية اردنية من «انتعاش» المجموعات الارهابية اجراءات «مرتبكة» لمحاصرة «كورونا»... «الصندوق» يصعد وبيفاني «يتهم» المصارف

14/07/2020 07:20AM

لايزال عداد «كورونا» يتجه صعودا، وسط «انفلات» مجتمعي «مقلق» تسعى السلطات المعنية الى ردعه بفرض «غرامات» موجعة على «المتفلتين»، دون العودة الى اقفال البلاد، وانضم الى «الوباء» بالامس «دولار» «السوق السوداء» الذي «انتعش» مجددا على نحو يثيرعلامات استفهام حول هوية «المتلاعبين» بالعملة الوطنية. اقتصاديا ايضا، تراجع «التفاؤل» «كويتيا»، وصعّد صندوق النقد الدولي «لهجته» اتجاه لبنان محذرا من «التلاعب» بارقام الخسائر التي تهدد عملية «التفاوض»، فيما اتهم المدير العام لوزراة المال الان بيفاني المصارف بتهريب 6 مليارات دولار الى خارج لبنان منذ بداية الازمة الاقتصادية. وعلى وقع تقرير استخباراتي اردني وصل الى بيروت محذرا من عودة «الخلايا» التكفيرية الى التحرك وسط عدم مبالاة اميركية، تدشن الولايات المتحدة جولة جديدة من المواجهة المفتوحة مع حزب الله من خلال اعتماد استراتيجية التراجع خطوة الى الخلف، والتقدم «تكتيكيا» عبر محاولة اختراق «الحكومة»، والدفع «باصدقائها» اللبنانيين الى الواجهة، مع توجه لاعطاء زخم لنظرية «الحياد» التي اطلقها البطريرك بشارة الراعي من خلال حلفائها ومحاولة تسوقيها في الداخل والخارج لوضع الحزب تحت «الضغط»، المتوقع ان تبلغ «ذروته» الشهر المقبل حيث يريد الاميركيون الاستثمار في قرار المحكمة الدولية، وممارسة عملية ابتزاز لتعديل مهام قوات اليونفيل.

وفي هذا السياق، يشير التقويم الاولي لما حصل خلال الايام القليلة الماضية، ان الولايات المتحدة الاميركية تراجعت «تكتيكيا» وليس استراتيجيا في المواجهة المفتوحة مع حزب الله، بعدما انزلق المسؤولون الاميركيون، وفي مقدمتهم السفيرة دوروثي شيا، الى مواجهة اعلامية مباشرة مع السيد حسن نصرالله، بعدما نجح الاخير في استدراج الدبلوماسيين الاميركيين الى معركة يجيدها وخبرها خلال سنوات المواجهة مع الاسرائيليين، فاقتضى هذا «الانزلاق» مراجعة جدية للاداء وليس للسياسات التي لا تزال تدور في اطار محاصرة الحزب وخنقه اقتصاديا وسياسيا، لكن هذه المرة من خلال الانسحاب مجددا الى «كواليس» «المسرح»، وعدم لعب دور البطولة الذي ثبت فشله منذ «العرض الاول»...

 تعديل في «السلوك» 

ووفقا لاوساط دبلوماسية، عدلت الخارجية الاميركية من سلوكها اللبناني، وتبنت اقتراحا تقدم به مساعد وزير الخارجية ديفيد شنكر، ويقوم على محاولة توسيع «الهوة» بين حزب الله وشركائه في الحكومة، بعدما تبين ان استعداء رئيس الحكومة حسان دياب، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، ادى الى التصاقهما اكثر بالحزب، فجاءت النصيحة من بعض «الاصدقاء» اللبنانيين على صيغة سؤال، لماذا تستعدون دياب؟ وهل جربتم الانفتاح عليه؟ ليس لدى الرجل ما يخسره، لكن حصاره سياسية واقتصاديا سيدفعه حتما الى «احضان» حزب الله الداعم الجدي والحقيقي للحكومة، بعدما تبين ان كل المشاركين فيها يريدون اسقاطها.. ومن هنا تحركت شيا، فالتقت بري ودياب، وتنتظر الخارجية منها تقويما مفصلا حول مدى نجاح احداث خرق من داخل الحكومة عبر التقرب من حلفاء الحزب القلقين من تداعيات اي عقوبات اميركية، وعما اذا كان هذا الضغط قادر على تعديل سلوك الحزب، ووضعه امام خيارات صعبة، خصوصا ان النتائج كانت مشجعة بعدما حصل اختبار ناجح قبل اسابيع «لسلوك» التيار الوطني الحر الذي خرج خطاب مسؤوليه عن المألوف عندما تحدثوا عن خياري «الموت جوعا او السلاح»...؟

 دعم اميركي لنظرية «الحياد» 

ووفقا للمعلومات، تعمل السفارة الاميركية في بيروت على خط «اصدقائها» لدعم مبادرة البطريرك بشارة الراعي حول «حياد» لبنان، لاعطائها الزخم السياسي اللازم وتحويلها الى «وثيقة» تحرج حزب الله داخليا، وقد بدا «الحج» الى البطريركية الاسبوع الماضي بزيارة الرئيس سعد الحريري، وفؤاد السنيورة، وتبعه بالامس وفد القوات اللبنانية، حيث اعتذر الدكتور سمير جعجع عن الحضور لدواع امنية، وكذلك دخل النائب السابق وليد جنبلاط على الخط بالامس في تغريدة اشاد فيها بموقف الراعي داعيا بالحد الادنى الى «الحياد الايجابي»، وفي هذا السياق، العمل الاميركي جار على «قدم وساق» على «خط التيار البرتقالي» لاحداث خروقات جدية حول موقفه وموقف الرئاسة الاولى لتبني فكرة «الحياد» اللبناني.

 شيا تعود «للتحريض» 

ووفقا للمعلومات، طرحت السفيرة الاميركية دوروثي شيا صراحة تأييد بلادها لنظرية حياد لبنان، واكدت ان واشنطن ستقوم بما هو مطلوب منها «ضغوط» مع الدول الاوربية والاقليمية لتعزيز فكرة الحياد، لكن نجاح الامر مرتبط برايها بمدى تجاوب حزب الله مع الامر، ولفتت الى انها مهمة منوطة بالافرقاء السياسيين اللبنانيين المطلوب منهم الكثير في هذا السياق. في المقابل، التقى وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي، وفدا من كتلة «الوفاء للمقاومة» برئاسة النائب محمد رعد، وقدم الوفد الى حتي عريضة تعترض على سلوك السفيرة الاميركية دوروثي شيا لتدخلها في الشؤون اللبنانية.

 المحكمة الدولية... «واليونيفيل»؟ 

ووفقا لاوساط دبلوماسية، ثمة ملفان شديدا الحساسية ستعمل واشنطن على استغلالهما لزيادة منسوب الضغط على حزب الله، الاول «ورقة» المحكمة الدولية التي تستعد للنطق بالحكم في اغتيال الشهيد رفيق الحريري في السابع من آب المقبل، والاتجاه لادانة عناصر من الحزب بتنفيذ العملية، والملف الثاني مرتبط بالتمديد لقوات اليونيفيل، حيث لا تزال واشنطن مصرة على ادخال تعديلات جوهرية على مهمة هذه القوات بما يهدد بتوتير علاقتها مع «الجنوبيين» والمقاومة، وقد نقلت قناة «العربية» السعودية عن مسؤول في الخارجية الاميركية تأكيده ان بلاده لن تقبل بتمديد «آلي» لمهمة «القبعات الزرقاء»، وتريد تعديل مهامها، ملمحا الى التوجه نحو تخفيض الدعم المالي الاميركي اذا ما اصرت الدول المشاركة بعديد هذه القوات الى الابقاء على المهمة كما هي عند التصويت على التجديد في 31 آب المقبل..

 تراجع التفاؤل «كويتيا»؟ 

وانطلاقا من هذا المعطيات، سيستمر الضغط الاميركي على حاله، لكن باشكال مختلفة، ووفقا لتلك الاوساط، استخدمت واشنطن قبل ايام «سياسة» «العصا والجزرة» مع اللبنانيين، حين اوحت لهم عبر حلفائها العرب والغربيين بان احتمالات الانفراج ممكنة اقتصاديا، لكن اتضح ان ذلك لن يكون دون «اثمان»، وفيما عاد اللواء عباس ابراهيم الى بيروت مختتما زيارته الى الكويت حيث التقى مساء امس رئيس الجمهورية ميشال عون، قطعت التسريبات الديبلوماسية الكويتية الى الاعلام الكويتي «الشك باليقين» حيث وصفت النتائج بالايجابية، لكنها نفت وجود نتائج فورية للزيارة، رابطة اية مبادرة بخطوات اصلاحية جدية..؟

وفي السياق نفسه، قللت اوساط مقربة من الرئاسة الاولى من نتائج الزيارة «الكويتية»، ووضعتها في سياق تكليف الكويت بقيادة اتصالات خليجية لاعادة العلاقات مع لبنان الى سابق عهدها، ولفتت الى ان الحكومة اللبنانية لا تتوقع دعما ماليا او استثماريا في المدى المنظور، وفي هذا الاطار من غير المتوقع ان يحصل لبنان على اي وديعة مالية في المصرف المركزي..

 تحذيرات امنية اردنية؟ 

في هذا الوقت مررت الاستخبارات الاردنية عبر القنوات الرسمية المعتمدة مع لبنان ، معلومات مقلقة حول عودة نشاط المجموعات الارهابية في المنطقة وعلى الساحة اللبنانية. ووفقا لمصادر معنية بهذا الملف، يمتلك الاردنيون معلومات موثقة حول تحركات بعض القوى الأصولية المتشددة في المنطقة، وتحديداً في دول الجوار العراقي والسوري، حيث يتم تفعيل تلك الجماعات عبر الاستفادة من الانهيار الاقتصادي الكبير في هذه الدول، واستمرار خروج «كورونا» عن السيطرة خصوصا في العراق، حيث تفيد المعلومات المؤكدة بأن تنظيم «داعش» يحاول العودة إلى «مسرح العمليات»، فضلا عن «جبهة النصرة»، ويملك الاردنيون «خارطة» تتبع تتضمن اسماء القيادات المسؤولة عن اعادة تنشيط الخلايا فضلا عن انتشارهم الجغرافي.

واللافت في التقرير الاردني ملاحظة شديدة الاهمية تتعلق بالاستجابة الاميركية الـ «خجولة» مع هذه التحذيرات حيث تتجاهل الادارة الاميركية للمعلومات وتتعامل معها ببرودة. مع العلم ان التقرير الاستخباراتي الاردني يتحدث عن ظهور قوى متشددة في عمق المعادلة اللبنانية، ويتحدث ايضا عن حركة تسليح واستقطاب من العمق العراقي والسوري. محذرا من عملية «استقطاب» داخل المخيمات السورية والفلسطينية وفي شمال لبنان.

 صندوق النقد ينتقد ويحذر.. 

وفيما خفض صندوق النقد الدولي توقعات النمو في الشرق الاوسط وشمال افريقيا متوقعا تراجعها الى ادنى مستوى منذ خمسين عاما، على خلفية تراجع اسعار النفط وانتشار «كورونا»، اعطى «الصندوق» اوضح مؤشر على وجود «استياء» كبير من ادارة الملف المالي والنقدي في لبنان، حيث ابدى قلقه «حيال محاولات الدولة اللبنانية تقديم خسائر أقلّ لأزمته المالية وحذّر من أنّ هذا لن يؤدّي إلا إلى زيادة تكلفة الأزمة بتأجيل التعافي، وناشد السلطات اللبنانية التوافق حول خطة الإنقاذ المالي الحكومية، موضحاً أنه جاهز للعمل على تحسينها إذا قضت الحاجة. وفي هذا السياق، تشير المعلومات الى ان مصرف لبنان متمسك بموقفه الرافض لارقام الحكومة، وكذلك جمعية المصارف، ولم يحصل بعد اي خطوة جدية توحي بان لبنان نجح في توحيد ارقامه، وهذا يعني ان التفاوض سيبقى معلقا مع «الصندوق».

 «الجدل البيزنطي» مستمر.. 

وعلى الرغم من تحذيرات «الصندوق» يستمر «الجدل البيزنطي» حول تحديد الخسائر بين الحكومة والمجلس النيابي، وفي هذا السياق، أكد رئيس لجنة المال والموازنة ابراهيم كنعان أن تقرير ديوان المحاسبة عن الحسابات المالية سيصدر في وقت قريب وأنه سيؤكد ما قالته اللجنة على مدى سنوات انه «ما في رقم صحيح». وقال: من يدعي ان ارقام الحكومة صحيحة هو فعليا «حزب المصارف» ومن يدافع عن اموال الدولة غير الصحيحة هو من صاغها على مدى سنوات وفيها الكثير من الفجوات. ولفت الى أن الحكومة مدعوة لتحمل مسؤولياتها تجاه الناس والمودعين «فمن غير المسموح رمي العجز وعدم القرار على المجلس النيابي على غرار الكابيتال كونترول». وأكد أن صندوق النقد طرف تجب مفاوضته وليس حكما «بينبسط» البعض بصافرته. وسأل: اين الخطأ اذا تبين ان ارقام الحكومة خاطئة ويفترض تصحيحها؟

 بيفاني «يفجر قنبلة» 

في هذا الوقت «فجر» مدير عام المال المستقيل الان بيفاني «قنبلة» من «العيار الثقيل» باتهامه مصرفيين بتهريب 6 مليارات دولار الى خارج لبنان منذ بداية الأزمة، مشيرا الى إنه توصل إلى تقديره بناء على تفسيره للأرقام والتشاور مع هيئة الرقابة المصرفية اللبنانية... وقال في حديث الى صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية ان من اسماهم «نخبة المال القذر» من مصارف وسياسيين تحاول حماية اموالها في وقت ينهار الاقتصاد اللبناني. ولفت بيفاني الى ان الحكومة الجديدة أرادت التدقيق في حسابات المصرف المركزي، لكن مسؤولين في الدولة لا يريدون «فتح الحسابات»... وفيما نفت مصادر جمعية المصارف ما ورد في تصريحات بيفاني دعته الى تقديم وثائقه الى لجنة التحقيق المصرفية بدل الادلاء بتصريحات صحافية.

 «الدولار» يحلق من جديد 

في هذا الوقت، شهد سعر الدولار في السوق السوداء ارتفاعا بالامس، وتجاوز الـ 8000 ليرة مجددا، بسبب زيادة الطلب بعد انخفاض منسوب الدولارات عند الصرافين، ولجوء التجار الى السوق الموازية، بعدما تم حصر منح العملة الصعبة لتجار المواد الغذائية المدعومة من خلال المصارف، وهذا ما ادى الى عدم توافر الدولار الكافي للاستيراد، ما ادى الى ارتفاعه مجددا. ومع اقرارها بلعبة «سوق العرض والطلب»، الا ان مصادر اقتصادية تؤكد وجود «مافيات» تتحكم في السوق وتتلاعب بسعر الصرف لتحقيق ارباح باهظة مستفيدة من التلاعب «باعصاب» المواطنين الذين يقعون ضحية عملية «غش» ممنهج تشارك فيها قوى مالية وسياسية نافذة في البلاد تعمل على امتصاص الدولار من السوق.

 «غرامات» للحد من «كورونا»؟ 

وفيما «دق» مدير مستشفى رفيق الحريري الدكتور فراس ابيض «ناقوس» الخطر، مؤكدا ان كمية الفيول في المستشفى لا تكفي سوى لخمسة ايام، سجلت ارقام كورونا ارتفاعا جديدا مع تسجيل 85 اصابة بالامس،77 بين المقيمين، و8 من الوافدين،وعقدت اللجنة الوزارية المختصة في السراي الحكومي اجتماعا، وصدرت توصيات غير مضمونة النتائج، ويمكن وصفها «بالمرتبكة» حيث تحاول الحكومة الموازنة بين عدم اقفال البلد من جديد، وكذلك المطار، وبين محاصرة «الوباء» التي تبدو صعبة في ظل تفلت مجتمعي خطير، وقد تم اتخاذ قرار بفرض غرامات مالية على من يخالفون اصول الحجر من الوافدين والمصابين، تتراوح بين الـ500 الف و5 ملايين ليرة،وابرز المقررات ايضا منع «النرجيلة» مجددا في المقاهي، والتشديد على ارتداء الكمامة، وتفعيل تنظيم محاضر ضبط بقيمة 50 الف ليرة لكل شخص يتجول دون ارتدائها، كما ان الوافدين من بلدان ليس فيها فحوصات «بي سي آر» عليهم الخضوع لحجر صحي في فندق لفترة 24 ساعة على حسابهم الشخصي. وقد ترأس وزير الصحة العامة حمد حسن إجتماع اللجنة العلمية لمكافحة الأوبئة في وزارة الصحة العامة لتقييم الواقع الوبائي، والبحث في سبل مواجهة تزايد الإصابات واتخاذ الإجراءات الإضافية المناسبة. واوضح حسن انه «تم اتخاذ قرارعام بفتح البلد لأن أحدا لم يعد يحتمل حال الاختناق الاقتصادي، وعلى الجميع كذلك تحمل المسؤولية في التزام الضوابط وعدم الانزلاق نحو التفشي المجتمعي للوباء. ولفتت مصادر صحية الى ان الانتشار ما يزال «تحت السيطرة» لان الاصابات معروفة المصدر، لكن الاستمرار على هذا النحو من زيادة الحالات يهدد بانهيار صحي في البلاد قد تكون الدولة عاجزة عن السيطرة عليه اذا لم يتم الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي.


المصدر : الديار

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa