إشكال قبرشمون يفضح الاشتراكي... الأحزاب كلّها متشابهة

14/07/2020 07:52PM

تظنّ الأحزاب السياسية أنّ من حقها لا فقط السيطرة  على المناطق والأرض، بل على المواطنين وتفكيرهم أيضا.

 في كلّ منطقة من لبنان حزب مسيطر وفي كلّ منطقة "أخ أكبر" يراقب تحركات من اختاروا الانتفاض على هذا الواقع. 

قد ينكر البعض، أو يعتبر أنّ في هذه المقدمة الكثير من المبالغة إلّا أنّ الواقع على الأرض يثبت ذلك. 

منذ انطلاق انتفاضة 17 تشرين والمضايقات التي تتعرض لها التحركات الاحتجاجية مستمرة. 

أخذت هذه المضايقات أشكالا عديدة كاقتحام منازل الناشطين أو تهديدهم عبر رسائل نصية وصولا إلى حدّ "الهجوم العلني" على تظاهراتهم وعلى مرأى من عدسات الكاميرات: انطلاقا من ما حدث في النبطية  ومرورا بغزوات رياض الصلح وصولا إلى ما يحدث في قبرشمون. 

صحيح أنّ إشكال "قبرشمون" ليس الأول وقد لا يكون الأخير لكنّ ما حدث له خصوصية ورمزية أخرى. لماذا؟ 

بشكل أو بآخر يسيطر الحزب التقدمي الاشتراكي على قبرشمون.  الحزب الذي يغرد رئيسه النائب السابق وليد جنبلاط ليلا ونهارا عبر تويتر منتقدا المسّ بحرية التعبير ومكرسا الحريات جميعها،  يضيّق أفراده على المشاركين في التحركات الاحتجاجية عند كلّ فرصة متاحة. 

آخر التطورات كان إشكال الأمس، حيث تمّ تداول فيديوهات صادمة لفظاعة المشهد: شارع منتفض يقابله شارع حزبي. 

في البحث عن سبب تواجد المحازبين في وجه المتفضين، تقول مصادر الحزب الاشتراكي أنّ دعوة المحتجين تكون مفتوحة دوما، وتشدد هذه الدعوات على ضرورة انضمام الجميع إليها لكن عند مشاركة أهلنا نصدم بهذا الرفض وبالشعارات الاستفزازية التي ترفع. 

حجة ردّ عليها المنتفضون معتبرين أنّ الانتفاضة حملت شعار كلن يعني كلن منذ البداية ومن حقنا التصويب على كلّ من شارك في الحكم وأوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم. 

الاشتراكي وبحسب المصادر يضع  الاشكال الذي حصل على الأرض الأمس في إطار" الفردي"، مشددا على أنّ:" حتى آخر لحظة كانت الأوضاع هادئة في الساحة إلى حين إطلاق البعض في الحراك شعارات استفزازية بدلت الأوضاع". 

وهنا نسأل عن الأهم: كيف لا يستطيع التقدمي ضبط مناصريه والتمني عليهم عدم المشاركة أو الانجرار لتظاهرات على الأرض تشوّه الصورة أكثر؟ 

الواقع أنّ الاشتراكي وعلى ما يتضح ممتعض كثيرا من التبدلات والمعادلات الجديدة على الأرض. 

وفي هذا الإطار، حاول موقع "السياسة" التواصل مع 3 اشخاص رفضوا التحدث متخوفين من ردّة فعل الاشتراكي.

 ردّة فعل مفهومة بعدما لمسناه على الارض، وبعد التهديد والوعيد المنتشر على صفحات الحزب عبر فيسبوك أو عبر الاستعراضات و"استنفار" البعض في ساحات بقعاتا وعاليه وقبرشمون. 

يحدث ذلك تزامنا مع الحديث عن مشاركة مناصرين سابقين في الاحتجاجات المناهضة. 

تحاول جميع الأحزاب السياسية بعدما أثمرت سياساتها فشلا ذريعا تجميل صورتها، وتعتمد دوما في استراتيجيتها هذه على التصويب على الخصم أي الحزب الآخر. في وقت، تشكّل هذه الأحزاب جميعها ومن دون استثناء نسخا متشابهة تمارس البلطجة كلّ بما يتناسب مع "حجمه" ونفوذه. 

يعتقد البعض أنّ الاختلاف مع الآخر يبرر ضربه وقتله وسحله، ومن لم يصدق أنّ الديمقراطية في لبنانا مزيفة فليعرف أنّ ناشطا غادر البلاد مهاجرا، قائلا:" على القليلة إذا قررت إكتب شي ع فيسبوك مش ح خاف من شو ح يصير فيي بعد ما انشر الـ  POST".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa