بعدما فُقدت الثقة الخليجية.. هل يفقد لبنان الثقة الفرنسية؟

16/07/2020 12:39PM


الأبواب الاميركية مغلقة أمام لبنان، والخليجية أيضاً.. وتكاد فرنسا تكون الدولة الوحيدة في العالم التي تتواصل بشكل مكثّف مع حكومة الرئيس حسان دياب.

عمليا، تخشى فرنسا من دون شك من احتمال انهيار لبنان مالياً، الا أنها تخشى أيضاً من ضياع نفوذها التاريخي القديم في هذا البلد في مواجهة صعود النفوذ الروسي  – الايراني.

فباريس تعتبر لبنان إحدى محطات نفوذها التاريخية، خاصة لكونه آخر قلعة مسيحية في الشرق الأوسط، بحسب نظرتها. كما كانت فرنسا دوماً بمثابة الصديق الدولي الوفي للبنان منذ مرحلة ما قبل انهيار الحكم العثماني وبداية مرحلة سايكس - بيكو.

وما يواجهه الدور الفرنسي اليوم هو تخلّ دولي وعربي عن لبنان وحصره في قبضة إيران، وتشكيل حكومة خاضعة لدول الممانعة بشكل حصري. 

الى ذلك، كثرت الاحاديث خلال الأسبوع الفائت، عن تحوّل مرتقب في العلاقة الفرنسية - اللبنانية، حيث أن "التطورات في الداخل الفرنسي تُنذر ببدء فقدان لبنان للتمايز التاريخي بين البلدين"، بحسب صحافي فرنسي معارض. 

"تاريخيا، كانت الدولة الفرنسية تتميز عن باقي الدول الأوروبية، وخصوصا المانحة منها، في التعاطي مع لبنان، ودائما ما كانت تسعى الى انعاش لبنان وتوجيهه نحو اعتماد مبدأ الحياد والنأي بالنفس لضمان سلامة أرضه وشعبه"، يقول الصحافي الذي يلفت الى أن " الظروف خلال الفترة الأخيرة توحي بتحوّل بالمواقف الفرنسية تجاه لبنان حيث بدأ قصر الإليزيه يتناغم مع مواقف المجتمع الدولي". 

ويشرح سبب هذا التحول المفاجئ بالقول: " فرنسا اليوم محبطة ومصدومة من أداء السلطة السياسية الحاكمة اليوم في لبنان. فعلى الرغم من مناشدتها المستمرة للقيام بالاصلاحات اللازمة لانقاذ لبنان ووضعه على السكة الصحيحة نحو بناء دولة فعلية، إلا أن الحكومة اللبنانية مستمرّة باعتماد مبدأ التذاكي والتملّص من واجباتها هربا من معالجة الملفات الحساسة من جهة، ومواجهة صندوق النقد الدولي من جهة أخرى". 

"وما زاد الطين بلّة"، بحسب الصحافي الفرنسي، " زيادة عمليات التهريب من لبنان الى سوريا ومنح بيئة معيّنة حق التحكم بسعر الليرة اللبنانية". ويسأل: كيف لدولة تحترم نفسها أن تمنح البطاقة الخضراء لهذه الجهة اللبنانية لتدمير البلاد على حساب بلاد أخرى"؟ 

ويلفت الى أنه "نتيجة طريقة تصرف الحكومة اللبنانية في مفاوضاتها مع الصندوق الدولي"، يتبيّن أن "الحرامية" لا زالوا أنفسهم في المجلس الوزاري الجديد. فعمليات الخداع لا تزال كما هي، ما يُنذر بفقدان لبنان لأموال سيدر التي كانت من المفترض أن تُنعش لبنان لإستعادة حياته المالية والاقتصادية.

أما الحديث عن أن هذا التبدّل في المواقف الفرنسية تجاه لبنان بسبب تولي جان كاستيكس، وهو من حزب الجمهوريين، لرئاسة الحكومة الفرنسية، يقول الصحافي: "المسؤول عن تبدل الموقف الفرنسي هو لبنان نفسه، وما لم تعدل الدولة اللبنانية عن مسار نهجها الحالي ستخسر من دون شك علاقتها المميزة مع فرنسا، حينها لن يجد لبنان أي مساعدة غربية خصوصا في ظل العقوبات الأميركية المفروضة عليه".


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa