"شربل" قديس لبنان والعالم... كيف سيحلّ العيد هذا العام على عنّايا؟!

17/07/2020 08:18PM

"دَخيل إسمَك يا مار شربل"... "السَلام عَ إسمو شفاني". عندما تسمع هذه العبارات تأكّد أنك في أرض القداسة "عنّايا" وتحديدًا في دير مار مارون - ضريح القديس شربل.

الأحد الثالث من شهر تموز في كل عام لا يمرّ مرور الكرام. إنه عيد قديس لبنان والعالم "شربل". المشهد نفسه في كل عام: نسوة ورجال، شيوخ وأطفال، شبان وشابات. هنا وهناك، في كل زاوية من الدير. مؤمنون من كل حدب وصوب، من كل أقطار العالم، من الطوائف كافة. مؤمنون طالبون، مؤمنون شاكرون. دموع فرحٍ من هنا لشكر القديس على عطاياه، ودموع حزنٍ من هناك لالتماس شفاعته. أمام قبر القديس، أيادي تقبّل الجدران، شفاه تصلّي وعيون دامعة تخبر ألف قصة.



مَن هو "شربل"؟

شربل (اسمه الحقيقيّ يوسف) ولد في ٨ أيار ١٨٢٨ في بقاعكفرا في لبنان الشماليّ، من أبوين هما أنطون مخلوف وبريجيتا الشدياق من بلدة بشري. له شقيقان: حنا وبشارة، وشقيقتان: كون ووردة. ويوسف أصغر إخوته. 

منذ صغره تأثّر بخالَيه الراهبين فغادر بيته في عمر ال ٢٣ وتوجّه إلى دير سيدة ميفوق قاصدًا الترهب في الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة متّخذًا إسم "شربل". بعد انتهاء مرحلة الابتداء أبرز نذوره الاحتفاليّة في دير مار مارون عنّايا وأكمل دراسته اللاهوتيّة في دير كفيفان.

عاش الأب شربل في دير عنّايا مدة ١٦ سنة وفي عام ١٨٧٥ انتقل نهائيًّا إلى محبسة مار بطرس وبولس التابعة للدير حيث أمضى حياته ناسكًا. عاش في المحبسة ٢٣ سنة، وبعد وعكة صحيّة ألمّت به أثناء احتفاله بالقداس في ١٦ كانون الاول ١٨٩٨، عاش فترة ألم دامَت حتى عشيّة عيد الميلاد حيث توفي في ٢٤ كانون الاول سنة ١٨٩٨. وكتب آنذاك رئيس دير مار مارون عنايا الأب أنطونيوس المشمشاني في روزنامة الدير: "ما سيجريه شربل بعد موته يكفي عن الإسهاب بحسن سيرته حتى لنقول أن طاعته ملائكيّة لا بشريّة". 

وفعلًا هكذا كان.. فبعد وفاته، ظهرت أنوار ساطعة حول قبره ونُقل جثمانه الذي كان يرشح عرقًا ودمًا إلى تابوت خاص، وهناك بدأت حشود الحجاج تتقاطر لتلتمس شفاعته. وفي عام ١٩٢٥ رُفعت دعوى تطويبه إلى أن أُعلن قديسًا عام ١٩٧٧ . 


لماذا يُحتفل بعيد "شربل" في الأحد الثالث من شهر تموز؟

من المتعارف عليه، أن عيد أيّ قديس في الكنيسة يُحَدد معظم الأحيان في ذكرى وفاته، وهذا ما لا ينطبق على عيد شربل، لأنه توفي في ٢٤ كانون الأول وهذا التاريخ يتقاطع مع ليلة عيد الميلاد. فكان الحل الأنسب للاحتفال بالعيد في ذكرى سيامته الكهنوتيّة في ٢٣ تموز شرط أن يُنقل هذا العيد إلى الأحد الأقرب لهذا التاريخ وحُدّد بالأحد الثالث من شهر تموز، مع إصرار الكنيسة على أن يكون يوم أحد وفي فصل الصيف ليتمكّن المؤمنون جميعًا من زيارته.


وكما جرت العادة، تشهد عنّايا في كل عام زحفًا بشربًا كبيرًا في ليلة عيد القديس. ولكن في هذا العام الاستثنائيّ كيف سيحلّ العيد؟

تقول المصادر أن هذا العام وككل عام يمر ستبقى أبواب الدير مفتوحة طيلة ليل السبت حتى مساء يوم الأحد لاستقبال المؤمنين بالرغم من "كورونا". كما أن مواعيد القداسات ستكون كالعادة حيث تبدأ من يوم السبت الساعة الخامسة مساء وتستمر حتى الساعة ١٢ ليلًا. ويترافق قداس منتصف الليل بالتحدث عن أعاجيب القديس التي حصلت بشفاعته من تموز ٢٠١٩ إلى تموز ٢٠٢٠ ويُخبر عنها مدوّن عجائب القديس شربل الأب لويس مطر. كل هذه الاحتفالات ستكون ضمن إطار التقيّد باجراءات الوقاية والسلامة من فيروس "كورونا":

التزوّد بالكمامة وتعقيم اليدين عند دخول الدير والمزار، وعدم المصافحة باليد.

الحفاظ على المسافة الآمنة لا سيما أثناء الجلوس في الكنيسة وعند زيارة الضريح.

الالتزام بالتوجيهات الكنسيّة خلال القداس (عدم تبادل السلام والمناولة باليد).

عدم حضور الاشخاص الذين يعانون من عوارض صحيّة حرجة (حرارة، سعال، رشح).

باختصار... الاحتفالات بعيد القديس شربل تعتبر "مبتورة" في هذا العام بسبب كورونا، حيث تغيب المسيرات الدينيّة منعًا للتجمعات، ويرافقها غياب رئيس الجمهوريّة والشخصيّات السياسيّة.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa