زعيم الموارنة من الديمان: "أنا ام الصبي"...

كتب الصحافي رامي نعيم: 

بين الحَياد والتحييد وقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في الديمان على رأس وفد من تياره السياسي شارحاً مؤيداً ومطالباً بضمانات وحوار وطنيّ شامل...

موقف باسيل شكّل صدمة لمن كانوا ينتظرون معارضته البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وشكّل في الوقت عينه رافعة للراعي نفسه في استحصاله على تأييد زعيم الموارنة في لبنان بحسب أرقام الكتل النيابية...

لكنّ اللافت كان تمايز باسيل في طرح الحياد، وخروجه عن الشعارات المؤيدة الى خارطة طريق سياسية وطنية توصل الى حِياد لبنان من دون تهديد أي شريحة لبنانية... 

بموقف باسيل اعتراف بتدخل دول صديقة بالشأن اللبناني، ورغبة واضحة بتجنيب لبنان كأس عدم الحياد تحت أي شعار كان.

هذا في الحياد أما في التحييد فقد رمى باسيل شباكه في بحر القوى السياسية كافة معتبرا أن تحييد لبنان شأن كل فريق سياسي يُحصّن نفسه بنفسه...

بين التحييد والحياد استطاع باسيل اليوم اظهار موقف تياره الحرّ المستقل عن حليفه الاستراتيجي حزب الله، واضعاً مصلحة لبنان قبل مصلحة حزبه، ومحمّلاً الراعي في رحلته الفاتيكانية - الأميركية أوراق تفاوض هامّة وغطاء مارونياً لم يحصُل منذ اتّفاق الطائف...

مرة جديدة يثبت باسيل أنه "ام الصبي" وأن بناء الدولة يحتاج الى رجال دولة، لا الى من يعلون مصلحتهم الشخصية على المصلحة العامة...