باسيل يضرب الحياد بثلاثية جديدة

- الحفاظ على جميع عناصر القوّة

-الحماية من الاطماع الاسرائيلية

-المحافظة على لبنان من مخاطر الارهاب

بثلاث جُمل واضحة وصريحة ومختصرة، فرّغ رئيس كتلة لبنان القوي رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل مفهوم الحياد الذي خطب فيه بطريرك انطاكيا وسائر المشرق آذاننا على مدى اسابيع.

سواء أحببت هذا الرجل أو لم تفعل، أيّدت سياساته أو لم تفعل، شتمته في الساحات وحرّضت عليه وانتقدت قصره أم لم تفعل،يثبتُ باسيل يوماً بعد يوم أنّه الاذكى على الساحة السياسية اللبنانية.

وأنّه من القلائل، شاء روّاد 8 آذار او لم يفعلوا على التذاكي بوجه اختصاصيي المقلب الآخر المتمكّنين من اختصاصاتهم على مجاراة اختصاصاتهم نفسها،  فيما يكتفي زملاء باسيل بتسجيل نقاطهم الافتراضية باللغة الأصعب على مسامع المتلقّين حتى من مؤيّديهم. 

ولو أنّه يسقط مثلهم في شرك الضعف الاعلاميّ عبر محيطين به كالنائب زياد الاسود او القيادي في التيار ناجي الحايك او شربل خليل وهم الوجوه الابرز على السوشال ميديا االذين يضرّون به اكثر مما يستفيد منهم.

لن ندخل في مهاترات التيار الداخلية فهي كثيرة ولا تنتهي، ولن ندخل في اسبابها لانها ايضاً كثيرة ولا تنتهي. ولولا وجود بعض الوجوه التي تحصل على ملايين المتابعات -تلك التي لا تنتمي للتيار تحديداً- حين تناقش بأفكار التيار السياسية لاندثر تأثيره كما دثر معارضوه أنفسهم بأنفسهم.

ولتُؤخذ كنصيحة صادقة لتيّار لم يقنع صاحب المقال اداءه السياسيّ يوماً، لتيارٍ رئيسه أذكى وأكبر منه بأشواط.

أمّا عن حياد لبنان، فقليل من الاسئلة:

- ماذا عن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي يحتلّها "الاسرائيليّ" والمدرجة اصلا بحدود لبنان الـ 10452 كم في الامم المتحدة لكن "اسرائيل" حتى اللحظة تفرض عليها وجودها؟

-ماذا عن الوجود الفلسطيني في لبنان الذي يطالب ترامب بتوطينه حيث هو متواجد احقاقاً لعدم أحقية صفقة القرن؟

-كيف نتعامل مع ملف النازحين السوريين؟ هل ندمجهم كما طالبتنا اوروبا؟

-ماذا عن ترسيم الحدود؟

في العلاقات البسيطة بين الافراد بروتوكولات واضحة وصريحة لا يمكن لجهة منهما تخطّيها بدون العودة للطرف الآخر حين يقرران سوياً إنهاء العلاقة ووضع حدّ لها، هذا التفصيل يسري على "اللاعلاقات" ايضاً، وبين الدول والاطراف المتناحرة وجودياً.

لن أغوص في قصد الراعي العميق من العداء مع "اسرائيل" ومن حماية لبنان نفسه من هذا الخطر المحدق به على حدوده، ليس تشكيكاً بخلفيات سيّد  بكركي لا سامح الله، بل ايماناً بلبنانيّتي الحقّة التي ينادي بها البطريرك فقط، سأكتفي بطرح المزيد من الأسئلة، والتصويب، بمحبّة خالصة لبعض المحطات التاريخية التي أساء توصيفها غبطته..

-من يطلب الحياد ممّن؟ هل يضمن البطريرك المسروقة فلسطينه ألّا تهاجمنا "اسرائيل" كلّ صبحٍ وظهرٍ ومساء؟ ألّا تعتدي على "سيادتنا" حين يشعر طيّاروها بالزهق؟ وإن فعلت وهي ستفعل، كيف نتصرف حينها؟

-هل يضمن عدم تورّط بعض دول الخليج التي سبق وثبت تورّطها بتمويل جهات داخلية في لبنان معظمها من التكفيريين ألّا تعاود هجومها من الداخل اللبناني على الداخل اللبناني؟

أمّا عن موقف فجّره في احتفال للقوات اللبنانية ضارباً مرحلةً من تاريخ لبنان بعرض الحائط.. زاعماً أنّ لبنان في الخمسينات والستينات اعتمد الحياد ونجح به.

سيّدي لم أكن قد ولدت بعد لكنّ كلّ التاريخ الجليّ معروف وموثّق، وإن كنت رجل دين اهتماماتك دينيّة نحترمها ونجلّها فاسأل اهل السياسة عن تلك المرحلة، لم يكن لبنان محايداً يا ابتي! 

كان مع حلف بغداد ضدّ عبد الناصر!

الاحداث تشهد أنه لم يكن كذلك.. تشهد على خلافات كميل شمعون وكمال جنبلاط وبيار الجميّل ورشيد كرامي ومعروف سعد........

أمّا عن مرحلة الستينات فالقصف الاسرائيلي لمشروع الجامعة العربية والليطاني والمجازر الصهيونية في الجنوب، فأنا أخجل من تذكير الراعي بها!

حيادُ من و لبنان لم يرتقِ لأن يكون دولةً بعد؟ 

حياد من و "اسرائيل" تسرح خلال كتابتي هذا المقال في سمائنا؟

الحياد ليس طفلةً مغتصبة، قررنا ختانها ونحن نعلم حقيقة ما حدث معها.. الحياد mannequin، أخذها راعٍ الى طبيب تجميل.. وهو يعلم أنها امرأة من شمع!

المصدر : السياسة