الراعي غازل جعجع.. فأثار غيرة باسيل! التفاصيل على الرابط

20/07/2020 06:19PM

ما كان بإمكان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي  ألا يتحرك، وهو يرى عظمة لبنان تنهار رويدا رويدا. فلقب سويسرا الشرق (لبنان) صُنع بعد التضحيات والجهود التي قُدمت من البطاركة الموارنة منذ الاحتلال العثماني حتى تاريخ الجلاء السوري عن أرض لبنان. 

بالتالي كان محتماً على الراعي أن يكون على خطى أسلافه البطاركة، ليضرب عصاه ويوقف تدحرج الكيان اللبناني نحو الزوال، بعدما فشل المعنييون في تحمُّل أدنى واجباتهم تجاه الدولة والمواطنين.

وحين تقول بكركي كلمتها، لا يمر الكلام مرور الكرام. فمنذ طالب الراعي بإعلان حياد لبنان والحركة لم تهدأ على خط بكركي - الديمان، (المقر الصيفي للبطريركية المارونية). 

غير أن اللافت، توجه الراعي خلال كلمة له من بقاعكفرا لمناسبة ليلة عيد القديس شربل مساء السبت الفائت، إلى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بالقول: "مطرح ما منشوفك منشوف العيد كتير كبير"، أكد خروج رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من عباءة  الراعي، وهذا ما أثار غيظة رئيس "التيار"  وفرض عليه زيارة الديمان بصورة عاجلة، على رأس وفد ضم النائب إبراهيم كنعان والوزير السابق منصور بطيش ومستشار باسيل أنطوان قسطنطين، لجسّ نبض البطريرك الذي عُرف بعلاقته الوثيقة منذ ما قبل توليه رئاسة البطريركية المارونية مع "الوطني الحر" وقادته السابقين والحاليين.

بداية، لقد استمعنا جيدا الى كلمة باسيل بعد لقائه والراعي، إلا أن حديثه عن الحياد اللبناني من حيث منظاره ورؤيته للأمور لم يقنع اللبنانيين عموما والشريحة المسيحية خصوصا.

فمبدأ التذاكي والتشاطر الذي دائما ما يعتمده باسيل "ما عاد يمشي". الى ذلك، ادعاؤه ظهر أمس بالوقوف الى جانب البطريرك الماروني سقط مع وضعه شروطا يُعجز عن تطبيقها. هذا فضلا عن تحريفه معنى الحياد المطالب به اليوم، إذ هناك فرقا بين "الحياد والتحييد". 

 إذ أنّ قبول باسيل بالحياد اعتمد على ثلاثة شروط : التوافق الداخلي من خلال حوار وطني، وتأمين مظلة دولية ورعاية خارجية كاملة لتأمين احترام الحياد وتطبيقه من الدول، والأهمّ وجوب اعتراف الدول المجاورة بهذا المبدأ وتطبيقه.

هنا وعند التمعّن بكلمته نستخلص أن باسيل غير قادر على تخطي حليفه "الشيعي". 

فكلامه عن أهمية التوافق الداخلي على الحياد من خلال الحوار الوطني، أظهر أن زيارته أمس للراعي كانت بمثابة همزة وصل بين حزب الله الرافض كل الرفض أن يبقى لبنان محايدا عن أي صراع اقليمي - دولي، والديمان. 

أما تشديد باسيل على ما سمّاه أطماع إسرائيل وعبء وجود النازحين السوريين والفلسطينيين في لبنان ليس سوى مبرّر لبقاء سلاح حزب الله. 

وهنا لبّ المشكلة، فكيف يمكن تحقيق توافقٍ داخليٍ لتطبيق حياد لبنان، في حين أن البلاد باتت ساحة لتصفية الحسابات الخارجية نتيحة ضلوع حليفه بها؟ 

وهذا ما يؤكد الشرخ القائم بين حيادية باسيل والراعي. فالحياد لا يكمن إلا من خلال قيام دولة قوية تحتكر السلاح والقرار الاستراتيجي في الحرب والسلم ولا تسمح للأحزاب فرض هيمنتها وسياستها على الدولة. 

وبالتالي نستنتج أن وثيقة مار مخايل التي أعدّها باسيل، بالتوافق مع حزب الله، لضمانة وصوله الى سدّة الرئاسة، باتت اليوم وثيقة خناق تلفّ عنقه وتكبّل خطواته المعادية لتطلعات الحليف.

وبالعودة الى زيارة باسيل للديمان، لوحظ أنه على الرغم من حفاوة استقبال الديمان لإبنها "الحرّ"، إلا أن فكرة أنّ الراعي لم يُعطِ أي تصريح أو تعليق يؤكد من جديد عدم تماهي رؤيته لأطروحة الحياد مع أطروحة باسيل. ما يدلّ على أن علاقة "الوطني الحرّ" والبطريركية مزلزلة. وبالتالي خطوة باسيل نحو الديمان أمس أتت ناقصة. واعتماد قصة الابن الضال للعودة الى الحضن الأبوي لن تعيد "خياطة" الشرخ الحاصل بين الصرح "الديمانيّ" والخط "العوني" خصوصا بعدما كشف الراعي أن رؤيته للحياد أتت من خلال إلهام إلهيّ، ما يعني لا للعودة الى الوراء. وبالتالي الفجوة بين الديمان وميرنا الشالوحي لن يملأها الا بالعودة الصالحة.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa