الحرب قيد التحضير، وفود أمنية في بيروت.. وهذه حقيقة ما حدث في مزارع شبعا

30/07/2020 01:56PM

لم يكن الحدث الامني في مزارع شبعا المحتلة يوم الإثنين الفائف، حدثا عابرا على الرغم من بيان حزب الله النافي لوجود أي تحرك عسكري من قبله في تلك المنطقة مقابل الإستنفار الأمني والعسكري والسياسي الذي شهدته المستوطنات والإدارة الإسرائيلية.

ما جرى ليس "مزحة" على الإطلاق، بل إن ما يحضّر وما يتم العمل عليه خطير جدا وينذر بأيام عدوانية، حيث تكشف مصادر مطلعة أن الإسرائيليين منذ ما يقارب الأسبوعين وأكثر يحضّرون الاجواء لعدوان على لبنان وتحديدا على حزب الله.

وتتحدث المصادر في هذا الإطار، عن حركة مريبة في بعض العواصم الأوروبية، متصلة بما يتم التحضير له في تل أبيب من فتيل حرب تسعى دول غربية لمنعها حتى اللحظة.

تعود المصادر نفسها الى لحظة استشهاد الشهيد علي كامل محسن (جواد) في القصف الإسرائيلي على محيط مطار دمشق الدولي، لتلفت الى أن قتل الشهيد علي لم يكن صدفة أبدا، وما برّره الإسرائيلي بأنه لم يكن على علم بوجود أحد عناصر حزب الله محض كذب، بل إن ما حدث كان مقصودا.

وبحسب المعلومات، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يسعى جاهدا الى الدخول في حرب تنقذه من مأزقه السياسي الداخلي، لكنه غير قادر على أن يكون صاحب الطلقة الاولى. فنتنياهو اليوم يتعرض لضغوطات كبيرة على صعيد مستقبله السياسي في الداخل الإسرائيلي، كما أنه لم يعد رجل واشنطن التي تسعى اليوم الى وضع رجل عسكري على رأس الحكم في تل أبيب، بحسب المصادر المطلعة، التي تشير الى أن هذا الضغط سينهيه سياسيا بعد خسارة مدوية في الإنتخابات نتيجة فشله في ضم الضفة الغربية وتحقيق نصر سياسي، وبالتالي خسارته الحصانة وبداية رحلته في مواجهة تهم الفساد. ما يعني أيضا وصول خصمه الجنرال بني غانتس الى رئاسة الحكومة والذي تعامل مع فشل عملية الضم وتأجيلها بكل هدوء. 

لكل تلك الأسباب، يرى نتنياهو، بحسب المصادر، أن الحرب ضرورة لتوريط الجميع بدءا من واشنطن فأوروبا وصولا الى حزب الله، وهي لذلك حلّه الاوحد للخلاص.

وبالتالي، ما حدث في مزارع شبعا المحتلة، هو جزء من كل تلك التحضيرات، وهو أبعد من أن يكون مجرد مسرحية، بل فيلم مركب. وهنا تكشف المصادر عن أن يكون في يد الإسرائيلي فيلم مصور لعملية "تمثيلية" تُظهر عناصر بلباس المقاومين ومحاولة اختراق للسياج الحدودي الى الداخل الفلسطيني المحتل يكشف عنها في الوقت المناسب، وعندها يكون نتنياهو قد أحرج الغرب أولا.

وعلى الرغم من أن نتنياهو نفسه على يقين أيضا بأن حزب الله لن يرد على ما جرى، ولن يقدم له هدية قبل الإنتخابات، فيضرب بذلك مصالح محور الممانعة، الا أن أي رد من قبل الحزب لو حدث كان سيدفع الاسرائيلي الى رد غير متكافىء، فتصبح حينها المقاومة محرجة ثانيا.

لكن مسألة الرد بالنسبة لحزب الله بحسب المصادر، مسألة توقيت وليس شكل، لاسيما وأن الشهيد علي محسن لم يكن شخصية عادية، وهذا ما يفسر غياب أي تصريح لحزب الله أو إعلان رد لفترة طويلة نسبيا، ما يعني أن قيادة الحزب قامت بتقييم شامل للحادث.

وعلى صعيد متصل، ليس توقيت إعلان الحكم في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعد 15 عاما بريئا. وهو جزء من تحضيرات العدوان 

لتقليص حجم الإلتفاف الشعبي حول حزب الله، بحسب المصادر، التي تكشف أيضا أن الازمات الداخلية الإجتماعية والتي تضرب بقوة مناطق نفوذ حزب الله هي جزء من هذا الكل. وهنا تكشف المصادر عن زيارة لوفد فرنسي أمني يصل بيروت اليوم لإستطلاع الأجواء تحضيرا لقرار المحكمة الدولية.

وبالتالي، إذا كان أحد أسباب الانتصار في حرب 2006 هو الالتفاف الشعبي "النسبي" حول المقاومة، فاليوم قبل البدء بأي عدوان يجب ضرب هذا الالتفاف من خلال حكم المحكمة الدولية وخنق البيئة الحاضنة إقتصاديا.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa