نكبة بيروت، فوهة بركان وشيك ورسالة سقطت سهواً؟ ما علاقة حادث الثالث والعشرين من تموز الماضي؟

13/08/2020 11:27PM

كتبت ميليسا نجم:

بيروتنا الجريحة، تلملم وفي اليوم السابع للجريمة الأشنع في تاريخ لبنان جراحها وجراح أبنائها على امتداد الجمهورية والتي لن تلتئم ما حيينا. هول الكارثة زلزل الستاتيكو التي ارسته الجائحة والأداء السياسي الهزيل المختبئ وراء اصبعها.

يكثر الكلام والاتهامات السياسية، فيما تكثر المطالب بتحقيق دوليّ يكشف ملابسات القضية فيما حطّ الملف رحاله في المجلس العدليّ. 

الأمر لا يعدو كونه شأناً داخليّاً، هكذا يراه البعض وتوعز أسبابه للإهمال أولاً في تخزين المواد وثانياً لأيادٍ دخيلة تسيطر على مرافق الدولة الأساسية دون أن يتجّرأ أحدٌ أن يعصي الحاكم بالأمر اللبناني.  ايّاً لم يكن يتوقع أن كارثة كهذه قد تقع على الرغم من التحذيرات التي تدّعيها بعض الجهات الداخلية وتلك الآتية من الخارج قبل أسبوعين من وقوع الواقعة التي تجاهلها أهل السلطة. ربما سقطت سهواً رسالة بالغة الأهمية ولكن ما حصل لا تنفع فيه عبارة لو كنت أعلم والأغرب من كل ما حصل استبعاد حصول اي اعتداء إسرائيلي، خصوصاً فترة نشطت فيها الضربات المباشرة للداخل الإيراني وسوريا والعراق. 

٢٣تموز ٢٠٢٠، رسالة مباشرة خطيرة. 

طائرة ماهان التابعة للخطوط الجويّة الإيرانية تتعرّض للمضايقة فوق قاعدة التنف في سوريا، وقد إتهمت إسرائيل بالتعرّض للطائرة المدنية سرعان ما نفي الأمر وأشارت أصابع الاتهام لقوات التحالف في سوريا بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وقيل أن طائراتها هي من "تحرّشت" بالطائرة الإيرانية. مفاد الرسالة كان واضحاً أن طريق طهران بيروت لم تعد آمنة حتّى للطيران المدني الذي يُخشى أن يكون قد بات في خطر عدوّ بربريّ يضرب القوانين الدولية عرض الحائط ولكن ثمن تعريض أرواح مدنيين للخطر ليس بأمر يستطيع أحدٌ تحمّل تبعاته خصوصاً على من تعمّدَه. ولكن الطائرة لم تكن الهدف بل كانت الرسالة، خصوصاً أن الخناق يضيق حول حزب الله المحرج داخلياً جرّاء الثورة وخناق قانون قيصر الذي قيّد حركة الحزب.

تسوية روسية، أميركية ببطولة فرنسيّة تعيد رسم الخطوط بين إسرائيل وحزب الله والدولة اللبنانية؟ 

خلط أوراق شامل للمشهد الداخلي والخارجيّ في آن؟ 

ما حصل كان بمثابة خلط أوراق شامل للسياسة اللبنانية المترنحة بين واقع اقتصاديّ متأزمّ وعجز حكوميّ وتنافر بين الطبقة الحاكمة والشعب اعاد الزخم للثورة التي اخفتها انتشار الجائحة والتململ من الدوران في حلقة مفرغة دون أي نتائج عملية تعطي جرعة امل سوى استقالة الحكومات تؤدي سبل كلّ منها للفوضى العقيمة ولظهور نوع من "المتطرفين الجدد" الساعين لإنتزاع السلطة دون تأمين بديل آمن بدلاً من استنساخ الثورات الملونة من المتلمذين في صفوق وبمبادئ حركة اوتبور و"تسميع" مبادئ جين شارب بالقرقعة الفارغة والسعي لبديل ماديّ يغني عن السلطة البائدة. 

اما على مقلب الأزمات الأخرى فتعود إلى التداول مسألة ترسيم الحدود البرّية كما لا نغفل السعي الأميركي لضمان القبضة على الساحل اللبنانيّ والذي لاحت افوله ببناء أكبر سفارة للولايات المتحدة الأمريكية على ضفاف المتوسط ومن البديل عن لبنان؟ فسوريا في الجيب الروسيّ وآن أوان رفع الكروت الحمر بوجه مشاريع الجمهورية الإسلامية في إيران التوسعية فطريق طهران بيروت لم تعد آمنة ولي ذراعها ضرورة قصوى داخلياً وخارجياً. 

ماكرون بصورة فرنسا الأمّ الحنون جال في بيروت وعانق الشعب الجريح فيما تولّى هزّ العصا للحكام، فهل يمهّد الانفجار الكبير لتغيير في الأداء السياسي الحالي، يسعى لمرحلة انتقالية لا تقصي الشرعية الحالية بل بفتح المجال أمام الثوار لتقديم اداء تنافسيّ يفتح معركة الغلبة على مصراعيها؟ 

حمى الله لبنان وشعبه.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa