الراعي: الغربان السماسرة يمكن وضع حد لهم لكن الغربان السياسيون لم يشعروا بالتغيير

14/08/2020 06:08PM

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسا في كنيسة سيدة قنوبين، لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد، وعاونه المطرانان يوحنا علوان وجوزيف نفاع وكاهن رعية قنوبين الخوري حبيب صعب والاب فادي تابت والقيم البطريركي الخوري طوني الآغا والاب لويس الفرخ، وبمشاركة امين عام المدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار والاب شربل عبيد والخوري خليل عرب، وحضور المدير العام في وزارة الاشغال العامة والنقل مطانيوس بولس، مختار قنوبين طوني خطار، رئيس تجمع الموارنة من اجل لبنان بول كنعان، النقيبة السابقة لأطباء الاسنان راحيل الدويهي، الرئيسة العامة للراهبات الانطونيات الاخت نزهة خوري ورئيسة الدير الاخت جانيت فنيانوس وجمهور الدير، امين سر جمعية قنوبين للرسالة والتراث الاعلامي جورج عرب، سفير الاعلام العربي الصحافي جوزاف محفوض، المصمم العالمي ايلي صعب وحشد كبير من المؤمنين.

بعد تلاوة الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان "ها منذ الان تطوبني جميع الاجيال، لأن القدير صنع بي العظائم"، قال فيها: "يسعدنا اليوم ان ننضم الى كل الاجيال التي تنبأت مريم عنهم وقالت عندما زارت اليصابات "منذ الان تطوبني جميع الاجيال لأن القدير صنع بي العظائم". يسعدنا ان ننضم الى كل الاجيال الواحدة والعشرين الذين كرموا العذراء وعظموها ومجدوها ومن خلالها أظهر الله عظائمه. هذا بشكل عام اما على الصعيد الخاص، فيسعدنا ان ننضم الى الاجيال التي عاشت هنا في الوادي المقدس، لكل البطاركة الذين عاشوا في هذا الكرسي من العام 1440 بعد ان قدموا اليه من سيدة اليج وسيدة يانوح ومار يوحنا مارون في كفرحي ومن اماكن اخرى جالوا حتى استقروا في وادي القديسين ولذلك حملت اسمهم".

أضاف: "الاباء والنساك من مكرسين ومؤمنين، عاشوا هنا مع البطاركة 400 سنة بين ارض وسماء يعظمون ويمجدون الله عبر السيدة العذراء والصورتين الجميلتين اللتين تزينان الكنيسة، الحمل الذي ذبح من اجل فداء العالم وهو سيد العالم والجالس هو ملك الملوك وسيد السادة وما من قيمة لرئاسة من دونه، منه كل السلطات ومنه تأخذ قيمتها. والصورة الثانية تمثل تتويج السيدة العذراء من الاب ومن الابن ومن الروح القدس سلطانة للسموات والارض. العذراء سيدة العالم وكل الشعوب".

وتابع: "نحن اليوم في هذا الظرف المر الذي نعيشه ويعيشه العالم بسبب الكورونا، نتوجه للرب يسوع سيد الارض والتاريخ والى مريم سيدة كل شعوب الارض وبالنسبة لنا خاصة سيدة لبنان، ونقول وطننا مشلول اصلا بالازمة السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية والكورونا، واليوم بالانفجار لنصبح على الحضيض. أيها الرب القدير ويا امنا العذراء، اليكم نرفع اصواتنا ونسلم ذاتنا ووطننا لكم ونصلي ونقول لشعبنا لا تخافوا ولا تيأسوا رغم الضربة القوية، رغم الخسائر البشرية التي لا تعوض، رغم الجرح البليغ في قلوب اهلهم واصحابهم، لكنني اقول ان ابناءكم يكملون ذبيحة هذا الحمل المذبوح يسوع المسيح الذي اصبح سيد العالم من اجل خلاص وطننا، وانا مؤمن ان خلاص وطننا سيكون من وراء هذه التضحيات وهذه الدموع التي ذرفها الاهل والجرحى والمنكوبون والمشردون الذين خسروا جنى عمرهم، واقول لهم ايضا لنرفع صلواتنا الى الله والى سلطانة السماء والارض التي لا تتركنا وحدنا في هذه الارض والجدرانيات الموجودة في الكنيسة علامات حضور الله معنا".

وقال: "نصلي بنوع خاص من اجل المسؤولين عندنا الذين يجب ان يطووا الصفحة ويدركوا ان هناك زمنا جديدا بدأ مع الانفجار الذي حصل في المرفأ، ويجب ان يحصل التغيير اولا في قلب كل انسان، وكلنا أصابنا الحزن عندما أحسسنا ان السماسرة بدأوا البحث عن كيفية شراء البيوت ليستولوا على الارض ليس فقط البيوت التاريخية والجميلة هندسيا. اسميتهم بالغربان الذين يحومون حول الجثث بدون حياء، هؤلاء يمكن وضع حد لهم ولكن هناك غربان من نوع آخر، الغربان السياسيين الذين يستغلون كل هذا الواقع ويهتمون بحساباتهم الشخصية ولم يشعروا ان الامور تغيرت ولم يشعروا بأن في الشوارع شعبا صوته اقوى من صوت المدفع. هؤلاء السياسيون لا يمكنهم ان يستمروا لان العمل السياسي ليس تجارة بل فن شريف لخدمة الخير العام وليس فنا للربح الشخصي او فنا للتضحية بالوطن والشعب".

أضاف: "نحن نحمل هذه النوايا ونتأمل عظائم الله التي اجراها في العذراء مريم والتي لا بد من ان نتذكرها. اول عظمة هي التي اعلنتها الكنيسة بعد 1854 سنة حين اعلن البابا بيوس التاسع ان مريم حبل بها دون الخطيئة الاصلية وعصمها الله من الخطيئة الموروثة لكل البشر وكان يهيؤها لتكون امه الطاهرة. هذه العظمة التي اجراها الرب فيها وجعلها ام الاله وقد اعلن ذلك مجمع افسوس منذ العام 431، وبمعنى ان يسوع ابن الله ولج في احشاء مريم واخذ منها الطبيعة البشرية وضمها الى طبيعته الالهية. سر عظيم هذا الله الواحد الله وانسان اخذ طبيعته من مريم، والبابا المكرم بيوس الثاني عشر في العام 1950 اعلن هذه العقيدة التي نؤمن بها اليوم وهي انتقال السيدة العذراء بنفسها وجسدها الى السماء. عظائم الله في العذراء انها ام وبتول ودائمة البتولية شريكة الالم والفداء ولذلك صارت وسيطة البشر في كل استحقاقات يسوع المسيح، واذا عدنا الى التاريخ المريمي نرى كل العظائم التي اجراها الله فيها".

وتابع: "أريد ان أحيي اخوتنا الراهبات الانطونيات، وأترحم على الاب يواكيم مبارك الذي اعطى واياكم الحياة لهذا الكرسي صيفا وشتاء وارتضيتم ان تعيشوا كما عاش البطاركة بصعوبة الوصول واكمال الطريق. اريد ان اشكركم وربنا يكافئكم وقد انتقلتم الى رسالة ثانية الى حديقة البطاركة التي تحوي تماثيل وحولتموها الى حديقة حياة. واريد ان اذكر جميع الحاضرين معنا والذين يسمعوننا ويشاهدوننا، بأن البطاركة ناضلوا هنا وعاشوا المقاومة الحقيقية بدون سلاح، عاشوا مقاومة الايمان، مقاومة الحرية المعطاة من الله والتي اجراها يسوع فينا حين قال حرركم الله لكي لا تستعبدوا لاحد. هنا عاش البطاركة وقاوموا من اجل الحرية من اجل الكرامة ومن اجل معنى الحياة والوجود وقاوموا من اجل الاستقلالية لكي يحافظوا على قيمهم منذ العام 683 حين ادوا الشهادة بأعلى الجبال بيانوح ثم بايليج يتنقلون من مكان الى آخر، من اعلى الجبال الى السواحل والسهول والوديان ليحافظوا على الثلاثة: الايمان، الحرية، والاستقلالية من اجل كرامتهم".

وأردف: "هذا الطريق الذي سنعيشه ونصلي كي يدرك السياسيون ان ما من سياسة ولا وصول ولا حماية للبنان اذا لم يعيشوا الايمان بالله وليس بذاتهم، وعاشوا الحرية دون الاستعباد لاحد وعاشوا استقلالية القرار غير المستورد من الخارج. في قنوبين لا يمكننا النطق الا بهذا الكلام لان ال400 سنة لم تذهب هدرا ولدينا تاريخ وجذور هنا، لا يوجد الا الارض والسماء هنا تجذروا في هذه البقعة الصغيرة التي اسماها البابا القديس يوحنا بولس الثاني رسالة ونموذج للشرق والغرب، وامامهم السماء يستمدون القيم من فوق".

وختم: "على هذه النية نرفع الصلاة كي يكون بعد 4 آب ليس كما قبله مثلما قال الرئيس الفرنسي. ونقول يا رب يا يسوع انت سيد العالم ملك الملوك وسيد السادة، بارك كل انسان اعطى ذاته لخدمة الخير العام ليستمد معنى السيادة والخدمة من سرك العظيم، انت الذي ذبحت ذاتك لفداء البشرية. ويا مريم يا سلطانة السماء والارض، يا سيدة لبنان، احمي هذا الوطن والكرة الارضية، انت امها حافظي عليها واحمينا".

وبعد القداس جال الراعي على الاقسام التي تم ترميمها وتأهيلها، ثم شارك في الغداء القروي الذي اعدته الراهبات بالمناسبة.


المصدر : الوكالة الوطنية للإعلام

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa