كتبت غدي فرنسيس في السياسة...جريمة كفتون..يبدو الأمر مرعباً! التفاصيل على هذا الرابط

22/08/2020 06:55PM

في هذه اللحظات، وبينما أكتب هذه الكلمات، تجلس أمي في بيت لا يبعد سوى مئات الأمتار عن موقع الجريمة في كفتون- الكورة، شمال لبنان.

أمي التي راسلتني صباحاً تقول " أنا فزعانة، بدي فَرد " هي لسان حال أهل الكورة.

أهل الكورة لم يعرفوا الخوف ولا الخوف يعرفهم، لكن القتلة الذين استخدموا سلاحاً حربياً، وأصابوا إصابات محترفة قاتلة فورية ثلاث شبان برتبة أبطال يوم أمس، لا زالوا في الهواء الطلق، لاذوا بالفرار وما استطاع لهم سبيلاً لا جيش ولا أمن ولا معلومات حتى الساعة.

 بين الأشجار أو الوديان أو ربما يربضون في الكهوف، أو ربما لجأوا إلى الجهة التي زودتهم بالقنابل والرشاشات والأجهزة اللاسلكية.

حين سمعنا ليلاً عن استشهاد علاء وجورج وفادي في كفتون، قالوا إن الأبطال كشفوا سيارة تنوي تنفيذ عملية سرقة.

لكن صباح اليوم ومع ظهور تفاصيل القصة، يبدو الأمر مرعباً.

ماذا حصل في كفتون؟

في هذه القرية كأخواتها، تعتمد البلديات مع الشبان المتطوعين خطة حماية وحراسة من السيارات الغريبة بعد السادسة مساءا، تنفيذاً للحجر المفروض وحماية للآمنين في بيوتهم من عمليات السرقة.

مرّت ليلاً سيارة الهوندا المريبة، الغريبة، بلا لوحات على الطريق العام، فاستوقفوها، وقالوا لمن فيها " لا ترجع إلى هنا" ووافق وانصرف. حتى رجع مرّة أخرى في الطريق الداخلي حيث وقعت الجريمة، وهذا ما يدل أن الهوندا الغريبة تعرف أو كانت قد رصدت وتعرفت على طرق القرية الداخلية...

وصل فادي وركن سيارته أمام الهوندا، وبينما يترجل، وبضربة رصاصة إحترافية وعن بعد، تم قتله.

جورج كان قد بلغ علاء لملاقاته من الخلف، وفيما نزل من منزله صوب سيارة فادي المقتول، كذلك وعن بعد، قتلته الهوندا، ثم قتلت علاء على نفس طريقة قتل فادي، بينما يترجل من السيارة.

وفرّ من في الهوندا العالقة بين شهيد من الخلف وشهيدين من الأمام، ترجّل القاتل قبل قتلهم ربما، وثم فرّ بين الأشجار ليلاً واستطاع الهروب حتى الآن.

كم قاتل في الهوندا؟ لا نعرف الحقيقة، فقد ترجلوا وهربوا.

ما نعرفه هو ما تركوه خلفهم: سيارة تحتوي على أسلحة حربية وكاتم صوت (سلاح اغتيال) وأكياس من الكمّامات(العدد الجماعي مؤشّر) وأسلاك كهربائية، واللوحات التي كانوا قد نزعوها وتحمل هوية السيارة التي تبيّن في التحقيق أنها مسروقة من صاحبها الفلسطيني من صيدا وتم بيعها من هالك لمالك لقبّاض الرواح...حرفياً

من أين أتت السيارة؟

بحسب مصادر التحقيق الرسمية أظهرت الكاميرات رصد حركة للسيارة عينها في كل من "القلمون" ثم "الهري" ثم "كفريا".

التحليل الطبيعي اليوم يقول: هذه ليست سيارة سرقة ولصوص، إن في الموضوع ما هو أكبر. القتل، وطريقته، وما عثر عليه في السيارة، كل ذلك يشير بوضوح أنها مجموعة إرهابية مسلّحة. لا ندري من أرسلها ولماذا ، وأي جهاز يشغلها ويسلحها. وبمن تأتمر. كل ما نعرفه أننا ندفن أغلى الناس، الذين يشبهون أخي وأخيك، الذين يتبرعون لحماية المواطنين في أجمل بلداتنا وأطيب متحداتنا الإجتماعية.

إننا كلنا عرضة لذلك اليوم الآن هنا، في كل بلدة في كل شارع في كل مكان. 

التكهّنات والإتهامات

مع تبادل الكلام والأخبار والروايات اليوم وبينما تبكي كل الكورة شهدائها الأبطال، وتتناقل الإحداثيات، عُلِمَ بأن أحد نوّاب كتلة الكتائب المستقيلة كان في بيت أحدهم في قرية مجاورة لكفتون، وأن الهوندا بما فيها واحترافية القاتل الذي فيها، يمكن أن تكون كانت تحضر لاستهداف النائب وإلصاق العمل الإرهابي ببيئة كفتون خاصة والكورة عموماً التي تعتنق عقيدة السورية القومية الإجتماعية وفيها الآلاف من المناصرين للقومي. هذا ليس مؤكداً، هذا مجرّد تكهّن ساد.

كما سادت تكهّنات أخرى في مواقع إخبارية، اتهمت القوات اللبنانية ما استدعى الأخيرة أن تصدر بياناً لترد على ذلك.

الخوف على كل الشمال من العريضة إلى المدفون

تكثر الإتهامات لأهل الشمال بكل أشكال الإتهامات، لكن الحقيقة أننا ضحية. ليس في الشمال قتلة وإرهابيون، إنما في الشمال غياب الدولة الواضح، جعل خاصرة مفتوحة لكل أشكال اللعب الأمني.

في كل السنوات التي مضت، كانت بيئة الشمال ضحية القتل والترهيب بكافة أشكاله. لقد مرّ واستقرّ فيها كل شكل من أشكال الأجهزة العربية والتركية وسواها... لقد تآمر فيها من تآمر وبلباسه الرسمي فأدخل سلاحاً وفخخ مساجداً واغتال شباناً وقيادات... من شهيد التبانة الأول أبو عربي إلى شهدائنا الذين ندفنهم اليوم في الكورة.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa