التكليف من ماكرون والتأليف بين بري وعون.. تفاصيل وكواليس إستشارات عين التينة على هذا الرابط

02/09/2020 10:23PM

"يُكلَّف ولا يُكلِّفون.. فلا يُؤلف بل يؤلّفون".. بهذه العبارة يمكننا إختصار نهار الإستشارات النيابية غير الملزمة التي أجراها رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، "ليقف على خاطر" الكتل النيابية في رؤيتها لشكل الحكومة العتيدة.

لا شيء غيّر في مشهد الإستشارات السريالي، الذي عهدناه كلما كُلف أحدهم لتشكيلة حكومة ما. وحدها الحرارة المرتفعة وتململ الزملاء الصحافيين والمصورين من "الكمامة" خرق أجواء الروتين في تصريحات الكتل النيابية، في كل مرة وجه لنا شبان التشريفات في القصر إنذارا بضرورة إرتادئها.

اليوم، وكما في السابق، كررت الكتل مجتمعة والمستقيلن من النواب فرادى "عفّتهم" عن أي مطالب خاصة، حقيبة هنا، أو إسم للتوزير هناك، فخرجوا ليلقوا خطاب الزهد في السلطة، تاركين شياطين التفاصيل في الطابق العلوي حيث يجتمع بهم الرئيس المكلّف.

لكن لنكن منصفين ، ولأول مرة اجتمعوا جميعهم على دعم مبادرة رئيس الجمهورية ميشال عون بالذهاب نحو عقد جديد متمثل بالدولة المدنية وعبروا عن انفتاحهم على هذا الطرح، وحده الرئيس إيلي الفرزلي الذي بدا غاضبا لأسباب تساءل عنها الجميع من دون الحصول على جواب، تحدث عن حقوق الطائفة وتمثيلها.

الملفت في تصاريح الكتل بشكل عام، شرحهم المفصّل بأن لا ضيم في أن يكون الإختصاصي في الحكومة مسيّس، فهل من أحد محايد في هذا البلد؟ بهذه الطريقة غمزوا من قناة التمثيل السياسي الطبق الأشهى لديهم لإحكام قبضتهم على الملفات.. كيف لا والحكومة تعتبر واجهة البلد السياسية؟

لكن تكتل الجمهورية القوية الذي لم يتزيّن اليوم بطلة "الست" ستريدا، غرّد خارج سرب الجميع، وذهب بعيدا في الإستراتيجيا والسلاح والحزب القوي، قاطعا الطريق على كل محاولات نجاح أي حكومة رغم تمنياته الإيجابية، طالما أن الجهة التي تمتلك السلاح تمسك بمفاصل الدولة، على حد تعبير نواب التكتل.

الا أن النائب جبران باسيل فاجأ الجميع باستعداده للتخلي عن وزارة الطاقة، إن تحقق طرحه باعتماد مبدأ المداورة بين الوزارات شرط التوافق بين الجميع.

ووسط كل هذا الصخب في التصاريح السياسية، والمباركات لرئيس الحكومة بتوليه عملية تأليف الحكومة العتيدة، انفرد النائب جميل السيد باستبدال كلمة مبروك بـ "الله يعينك".

جميل السيد الذي اختتم المشاورات، وأبلغنا أن الرئيس المكلف كنيته عبد  الواحد واسم والده أديب، قرر خلال لقائه به أن يبسّط الصورة أمامه ويفردها كما هي سوداء، على قاعدة ان الفريق الواحد أفشل سلفه رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، فكيف سيكون الحال اليوم بإجتماع الفريقين؟ من دون أن يفكر لحظة من إفشاء سر أديب بانه لن يكمل الطريق إذا ما سارت الأمور كما يجب أن تسير.

وعلى عجل نزل الرئيس المكلّف، ليقدم لنا، نحن الصحافيون شكره على التغطية والمواكبة، ويؤكد مجددا أن الوقت للعمل لا للكلام، قاطعا الطريق على الغوص بأي تفصيل سياسي، بعد ان غادر مسرعا من دون الإجابة على أسئلة الصحافيين، فعلى ما يبدو أن الرئيس المكلف لم يكوّن بعد صورة واضحة عن المرحلة المقبلة.

الأكيد أن مهمة الرئيس مصطفى أديب صعبة وشائكة، لكن الرهان اليوم وكما ورد على لسان معظم ممثلي الكتل النيابية أن التشكيل قريب على قاعدة أن العصا الفرنسية التي هزّت يوم التكليف، هزت مجددا لأجل التشكيل.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa