الى من يعنيهم الأمر.. "مساجين رومية" قرّروا الموت الجماعي!!

16/09/2020 02:01PM

"هني غلّطوا وعم يدفعوا الثمن بالحبس بعاد عنّا.. بس بجوز من الله يعيشوا بمحل الحيوانات ما بتعيش فيه".

هذه العبارة نسمعها كلما التقينا أحدا من أهالي مساجين أو موقوفين في سجن رومية.

قضية المساجين والموقوفين في السجون اللبنانية ليست وليدة أزمة "كورونا"،  فمشاكلهم لا تعد ولا تحصى أصلا.

صرخات وجع الامهات لم تتوقف يوما..

لكن مؤخرا، ومع تعثّر قانون العفو العام، بالتزامن مع انتشار " فيروس كورونا"، عادت وتيرة المطالبات بحل قضية الموقوفين والمساجين، وأصبح هاجس الاهالي اليوم، الوضع الصحي لأبنائهم والخوف من انتشار الفيروس داخل السجون التي لا يراعى فيها أي معيار مرتبط بحقوق الإنسان. 

ورغم كل تلك التحذيرات، وتطمينات الجهات المختصة سواء الامنية أو الصحية، وقع المحظور.. ودخل "كورونا" سجن رومية.

وفي فترة قياسية وصل عدد المصابين الى الستين، الامر الذي فجّر قنبلة موقوتة وأعاد حراك أهالي المساجين الى الشارع.

شقيقة أحد المساجين في سجن رومية، أطلقت صرختها عبر "السياسة"، مطالبة برأفة إنسانية ممن هم في مراكز القرار.

"خيي انسجن 12 سنة وبعد عندو شهرين ليش ما بطلعوهن بهيك ظرف.. ليش بعد 12 سنة بدل ما يرجع على بيتو ولحضنا، نخليه بخطر ويرجع بتابوت لاسمح الله.. كرمال شو؟؟ كرمال شهرين!! لو الوضع طبيعي ما كنا منطلب هالطلب".

تصرّ شقيقة المسجون على أن لا تذكر اسمه، خوفا عليه. وتؤكد أنهم لا يطلبون المعجزة، "وإن كان من في السلطة لا يريد إقرار العفو العام، فليعمدوا الى تخفيف أعداد المسجونين ممن أصبحوا في نهاية "محكوميتهم"، ولا أحكام إرهاب بحقهم ".

وتحدثت عن وضع السجن الصحي في ظل أزمة كورونا، كاشفة أن لا إجراءات وقائية متخذة، والمسجونين بلا كمامات ومواد تعقيم، ما يشكل خطرا عليهم لا سيما على كبار السن، حيث يعيشون في ظروف صحية لا إنسانية وسط معاناتهم من نقص في المناعة نتيجة عدم تعرضهم لأشعة الشمس. وقالت: "حتى الآن لم يتم عزل أي من المصابين بكورونا.. ماذا ينتظرون أن يموت الجميع؟؟".

وعن أسباب تفشي الفيروس داخل رومية، أكدت السيدة أن الأمر مستحيل أن يكون مرتبطا بزيارات الأهالي الذين يواجهون أولادهم خلف الزجاج الفاصل وعبر الهاتف، بل ربطت الامر بالعناصر الأمنية المولجة حماية السجن والتي تخرج الى مناطقها وتخالط الناس في الخارج، ثم تعود الى عملها في السجن وتخالط المساجين.

وفي هذا السياق، تحدث مؤسس لجنة العفو العام وعضو جمعية لجان الموقوفين بالسجون اللبنانية دمّر المقداد عبر "السياسة"، عن الزيارة التي قام بها الى سجن رومية بناء على موافقة رسمية، واصفا الداخل بعالم آخر لا يمكن وصفه ولا يصلح حتى للحيوانات.

يقول دمّر أن الدولة تظن نفسها أقوى من باقي الدول التي اطلقت سراح الكثير من المساجين بسبب جائحة كورونا، وكأنهم يتلذذون بالتعنت والتسبب بقهر المواطنين.

ويشرح معاناة الموقوفين في داخل رومية بأسف، ويقول" لو أن لجان حقوق الإنسان تدخل هذه المباني لوضعت المسؤولين داخلها وأفرجت عن المسجونين"، مستغربا التقاعس الحاصل في إيجاد حل لهذه الازمة المستجدة.

ويتابع " سجن مخصص لاحتواء الف سجين، فيسجن فيه 4800 أو 5000 سجين.. كيف لعاقل أن يتقبّل هذه الحال وفي ظل تفشي فيروس قاتل ينتقل بالتقارب".

وكشف المقداد أن المساجين داخل رومية أبلغوه رسالة لتصل الى من يعنيهم الأمر أنهم قرروا "الموت الجماعي"، معلنا عبر "السياسة" عن تحركات جديدة ستشهدها البلاد في الايام القليلة المقبلة، وتوجه من اهالي المساجين نحو التصعيد.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa