"حردان" لن يكون "برّي" الحزب القوميّ!

لم تمرّ "حردة" الاسعد على القوميّ مرور الكرام، ولم يكُ فرح القوميين كافيًا لاعتكافه! 

فبعد الصّفعة الديمقراطيّة الدستوريّة المحقّة التي تلقّاها رئيس الحزب السوري القومي الاسبق أسعد حردان، قدّم طعنةً في محكمةٍ حزبيّة بينه وبينها "مَونة" .. كان قد عيّنها بعدما حكمت التي سبقتها على عدم دستوريّة رئاسته في وقتٍ سابق.. 

حردان طعن في انتخاباتٍ هو نظّمها، هو نسّقها، هو دعا إليها، وهو أعلن نتائجها.. ومن الوقاحة ما "يطعن"!

على قاعدة "أظنُّ في الناس ما اظنّه في نفسي".. كان عليك يا "أمين" أن تتّعظ! ولم تفعل.. 

اقتديت برئيس المجلس النيابي نبيه برّي الّذي ولّيته كلمةً في الانتخابات والسياسة وحتّى بعض العُمُد داخل المؤسسة! 

اقتديت به رافضًا أن تترك كرسيّ الرئاسة بعد أجيال من الاستئثار بها. متذرّعًا بتاريخٍ نضاليٍّ لا ينكره عليك أحد! 

استشاط مناصروه الذين تناسوا أنّ "الافراد في هذا الحزب يأتون ويرحلون". ولو تذرّعوا اليوم بتوصية زعيم الحزب أنطون سعادة  وقوله "صونوا المؤسسة كما تصونوا العقيدة".. لأجاب واقع هذه المؤسّسة عن نفسه! 

دائمًا ما يتحمّل المستأثر نتيجة ما تؤول اليه الامور.. لا من يقاتل من مركزه للتغيير! 

وإن كانت هذه المؤسسة مصانة، فهي مُصانة ممّن حارب أمراضها من الداخل وحتّى من اعتكف لعدم دستوريّة استمرارها في طريقٍ لا يشبه حقيقتها! 

أمّا المجلس الاعلى الّذي نفى في وقتٍ سابقٍ أن يكون نجاحه انقلابًا على أحد، يبدو أنّه قرّر ألّا يكون "نعجة حين يُهاجم بل أسدًا".

فأقدم على حلّ المحكمة الحزبيّة في اجتماعٍ له اليوم. محقّقًا بذلك، اوّل انتصارات العمل المؤسّساتيّ على التشبيح! 

قد يكون حردان نموذج برّي المنمّق، لكنّ هذا الحزب ليس لبنان! 

لا ديمقراطيًّا وحسب، بل تنظيميًّا ودستوريًّا وعملانيًّا وحتّى إداريًّا.. ولأنّ هذا الحزب لم يعد حزب التصفيات والانتصارات الدّمويّة وحسب، لا بدّ له من قيامةٍ مجدّدة مع قيادة شابّة قادرة على مخاطبة جيلٍ لم يلوّث بعد يداه بالدّم والموت والثأر والتبعيّة. 

الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ لن يكون صورةً عن فساد سلطة لبنان.. 

ختامًا، بأنطون سعادة:"لا بأس أن نكون طغاةً على المفاسد".. يبدو أنّ المجلس الاعلى قد قرّر الشروع بهذه المقولة!

المصدر : السياسة