أطول الطوابير تجدها في سوريا.. الحصول على الخبز والبنزين معجزة

23/09/2020 09:57PM

تكشف  تغريدات وتدوينات السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي معاناة كبيرة مع أزمة طوابير الخبز والبنزين التي يعيشها المواطنون في هذا البلد الذي مزقته الحرب.

وإن اختلف هؤلاء أسباب الأزمة، إلا أنهم يتفقون أن حياة المواطنين تنهار شيئا فشيئا من دون تحرك يذكر لتوفير الخدمات الأساسية لهم.

وباتت أزمة طوابير الانتظار أكثر وضوحا للعيان في المناطق والمدن التي يسيطر عليها النظام السوري، فالدولار يساوي أكثر من ألفي ليرة سورية، بعد كان قبل أكثر من عام يعادل 500 ليرة، وقبل بدء الحرب كان الدولار يعادل 50 ليرة فقط.

وتقول سمر (اسم مستعار) لموقع "الحرة" أن شقيقها يضطر للانتظار في الطابور أكثر من ثلاث ساعات في بعض الأحيان، للحصول على حصة العائلة من الخبر، علما أن ثمن كيس الخبز 100 ليرة. 

وتضيف: "لا نملك خيارا آخر سوى الانتظار، فرغم الثمن الذي يبدو زهيدا لسعر ربطة الخبر، إلا أننا بالكاد نقدر على دفعه، بينما يستطيع جيراننا الاستغناء عن الوقوف في الطوابير بسبب المساعدات التي تصل لهم من ابنهم المغترب في الخليج، لذلك هم قادرون على شراء ما يسمى (الخبز السياحي) بواقع ألف ليرة للرابطة الواحدة".

ورغم الهبوط السحيق لليرة السورية فإن رواتب الموظفين السوريين لم يطرأ عليها تغيير كبير، إذ بقي معدلها يتراوح بين 50 ألف و100 ألف ليرة أي ما يعادل 25 إلى 50 دولار لكل شهر تقريبا.


تصريحات مستفزة.. وسخرية

ورغم تأكيد واشنطن أن العقوبات التي فرضت على أركان النظام السوري وأعوانه لا تستهدف الشعب أو المعونات الإنسانية المقدمة لها، غير أن وسائل الإعلام الرسمية بمنصاتها المختلفة دأبت على تحميل ما يعانيه الشعب من فقر ونقص بالخدمات ووقوف في طوابير انتظار طويلة إلى قانون قيصر الذي أقرته إدارة الرئيس الأميركي، دونالد، ردا على جرائم حرب ارتكبها جيش النظام والأجهزة الأمنية الموالية له. 

لكن مدونين يؤكدون أن الفساد الذي يمارسه نظام الأسد تسبب في انيهار أحوالهم، خاصة أن الدولة تهتم في تغزيز قدراتها العسكرية للسيطرة على الأرض ومحاربة الفصائل المسلحة ما يسبب مزيدا من التدمير والقتل والتهجير.

وثمة تصريحات خرجت في الآونة الأخيرة أثارت غضب الشارع الموالي للنظام، والتي حملت الشعب أعباء الأزمات الاقتصادية التي تشهدها البلاد، ولاسيما تصريحات مدير عام المخابز، زياد هزّاع، الذي عزا السبب الرئيسي لنقص الخبز، هو زيادة الطلب عليه، كونه جزءا أساسيا من "قوت الأخوة المواطنين"، بعد ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وقد سخر نشطاء من تلك التصريحات واعتبروها اعترافا من مسؤول بأن راتب الموظف لم يعد يكفي لشراء الخبز.

وكانت وزارة التجارة التابعة للنظام قد أعلنت في وقت سابق عن بدء بيع مادة الخبز بالبطاقة الإلكترونية، وفق آلية جديدة تقوم على نظام الشرائح في جميع مخابز دمشق وريف دمشق واللاذقية.

ولفتت إلى أن "الآلية الجديدة لبيع مادة الخبز تسمح يوميا للعائلة المؤلفة من شخص أو شخصين بالحصول على ربطة خبز واحدة والعائلة المؤلفة من ثلاثة أو أربعة أشخاص على ربطتين والعائلة المؤلفة من خمسة أو ستة أشخاص على ثلاث ربطات ومن سبعة أشخاص وما فوق على أربع ربطات".

وأوضحت في بيان أن هذه الخطوة جاءت في إطار الجهود التي تبذلها وزارة التجارة الداخلية لتأمين احتياجات الأسرة بشكل عادل ولمنع التلاعب والاتجار بمادة الخبز وتخفيف حالة الازدحام على الأفران.

لكن، المواطن زياد، القاطن في ريف دمشق أكد لموقع "الحرة" أن الأمور لم تتحسن بعد قرار الوزارة، وأن طوابير الازدحام على المخابز ومراكز التوزيع ما زالت في ازدياد.


موسوعة غنيس.. وطوابير البنزين

وفي أزمة أخرى تشهد مناطق النظام أزمة حادة تجلت في نقص مادة البنزين، حيث بات رؤية طوابير من السيارات تمتد على عدة كيلومترات أمرا مألوفا أمام محطات الوقود.

وقال علاء في اتصال مع موقع "الحرة" أنه يملك سيارة أجرة يقتات منها مع أسرته، ويضطر أن ينتظر في الطابور منذ الساعة الثالثة فجرا حتى يحصل على حصته التي تعادل 30 لترا من البنزين، وفي كثير من المرات عاد خالي الوفاض.

وكانت وزارة النفط السورية قد أقرت في 4 سبتمبر الحالي تخفيض مخصصات البنزين للسيارات الخاصة مع كل تعبئة، بينما أبقت الكمية الشهرية المخصصة ذاتها، وخُفضت كمية تعبئة البنزين للسيارات الخاصة من 40 إلى 30 ليترا، موضحة أن هذا الإجراء مؤقت.

بالمقابل قال مصدر في وزارة النفط لصحيفة "الوطن" شبه الرسمية أن هناك طرقا غير قانونية يصل من خلالها البنزين إلى السوق، منها التلاعب بعداد التعبئة من قبل بعض أصحاب محطات الوقود، وبدلا من تعبئة كامل مخصصات صاحب السيارة، تتم تعبئة كمية أقل من مخصصاته، وبالتالي ومع كثرة السيارات التي يتم تعبئتها يوميا يتم تحقيق وفورات كبيرة من المادة لدى المحطة يتم بيعها لتجار في السوق السوداء.

وفي خضم سخرية بعض السوريين على تلك الطوابير، قال أحدهم أن لا يوجد بلد قادر على منافسة سوريا بموسوعة غينس عندما يتعلق الأمر بطوابير انتظار السيارات التي تمتد لمسافات طويلة، مردفا أن التنافس سيكون فقط بين المدن السورية نفسها.

أما آخر فكتب ساخرا على توتير بما معناه: "لدينا أسوأ مدينة للعيش وأطول طابور انتظار بالعالم، ومع ذلك يحبذ السوريين العيش خارجا".  

وفي معرض تعليقه على طابور سيارات وصل مداه إلى أكثر من 2 كليومترا في طرطوس، كتب أحدهم: "على الأقل نستحق دخول موسوعة غينس".

ودخلت سوريا في حرب أهلية منذذ نحو 10 سنوات أدت إلى نزوح الميلايين وقتل فيها مئات آلاف السورريين، ودمر قصف طائرات النظام والجيش الروسي معظم المدن السورية وبات كثيرون من دون منازل.


المصدر : الحرة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa