كتب رامي نعيم: قد أُصبح بعد هذا المقال سجيناً! وهذا ما سأقوله في التحقيق

24/09/2020 02:51PM

انفجرت بيروت في 4 آب 2020... سقط مئتا شهيد، هوَت مئات الأبنية، هُجّرت عشرات العائلات، فقدَت بيروت خصرَها، وانتشتِ البطالة... انفجرت بيروت، فتحرّكت الأمم دعماً وانهالت المواقف يمنىً ويسرى! وحده القضاء اللبناني لم يكترث! وحده وقف مكتوف الأيدي أمام الـ " 6 و 6 مكرّر"... دجّالون حماة العدل في لبنان! دجّالون بثياب سوداء وقبعات ومطرقة... "يتمرجلون" على الضعيف ويخافون من القويّ! أيا يكن هذا القويّ.

حماة العدل في وطني هم حماة النظام! حماة الفساد! حماة القتلة! كيف لا ولم يتجرأوا على توقيف مسؤول سياسي واحد منذ انفجار 4 آب حتى يومنا هذا؟ كيف لا وهم أوقفوا الموظّفين والضباط، وأسدلوا الستار على مسرحية استجواب الوزراء ومستشاري الوزراء؟ أتى الوزراء التحقيق على وقع الواسطة... ارتشفوا قهوتهم وعادوا!

حماة العدل في وطني مجرمون! أوليس من يتواطأ مع المجرم بحكم القانون مجرماً؟

حماة العدل في وطني مدمنون على الخنوع والرضوخ والركوع! من منهم وقف في وجه النظام وأمر بتوقيف مرتكب حقيقيّ؟

كيف لهم أن يوقفوا موظّفاً أهمل ولم يوقفوا وزيرا أهمل وباعتراف الموظف ورئيس الدولة والوزراء ووووو؟

لماذا هم جبناء؟ لماذا هم يخافون السياسيين؟ كيف يبنى وطن قضاته جبناء؟

كيف ينام هؤلاء وثكيل الامّهات في آذانهم؟ كيف ينظرون في عيون جيرانهم وأولادهم؟ ماذا سيقول عنهم التاريخ؟

في وطني قضاة محكومون بسلطة الأمر الواقع... فمطرقة رئاسة مجلس النواب تعلو مطرقة رئاسة مجلس القضاء الأعلى. والوزير يعلو مدّعي عام التمييز. 

في وطني قضاة يعيّنون ويدينون للسلطة... فعندما تقتل السلطة أبناءها، يحاكمون الضحية من جديد.

في وطني شعار العدل مثل شعار الحياد... وجهة نظر، وأكذوبة لا تصبو الى مكان.

في وطني ظلمٌ تحت جنح القانون، واستنسابية مقوننة وادمان على "الزحف" كرمى لعيني الزعيم

في وطني قوس عدالة يُستعمل "للقواس" على الحقيقة بدلاً من صونها!

قد أصبح بعد هذا المقال سجيناً... وقد لا! الأمر منوط بقدرتي على اخافة القضاء، لكنّني حتماً كسرت حاجزاً سيسمح لكثيرين بتغيير سلوك من يحملون مطرقة العدل في وطني..و"سأقول في التحقيق :

إن اللص أصبح يرتدي ثوب المقاتل

وأقول في التحقيق :

إن القائد الموهوب أصبح كالمقاول .."

لست هنا لأحكم على من ارتكب جريمة بيروت، ولا أدّعي أنني أعرف المرتكبين فرداً فردا، لكنّني حتماً أعرف أن الموقوفين ليسوا وحدهم من دمّروا بلقيس لبنان.. 

... وأخشى ما أخشاه أن يكون القضاء نفسه من أطلق الرصاصة!


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa