كتب رامي نعيم: أبو مصطفى يُخرج مصطفى من اللعبة

26/09/2020 02:20PM

اعتذر أديب وبدورنا نعتذر إليه... اعتذر لأنه اصطدم بمافيا "الحُكم"، بوزارة المالية، بطرح المثالثة من باب التسوية السياسية، بثورة عرجاء صماء بكماء، بشعب يتواطأ حين يجب أن يُحاسب، ويصمت حين يجب أن يثور، ويثور حين يجب أن يتضامن!

اعتذار أديب وضع المبادرة الفرنسية في غرفة العناية الفائقة، وأعطى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب جرعة "أوكسيجين"، وأشعل السوق السوداء لسعر الدولار من جديد... 

ولكن ماذا ربح وماذا خسر أديب في تقديم اعتذاره؟

في ميزان الربح والخسارة استطاع أديب أن يكسب عطف الشارع اللبناني عموماً والسنيّ خصوصاً، فشروط الثنائي الشيعي لم تكن لتؤمن حكومة اختصاصيين ينادي بها اللبنانيون.

كما سُجّل لأديب أنه أول مسؤول لبناني يستقيل لأنه فشل في اتمام مهمّته، وهو حتماً أول رئيس حكومة مكلّف لا يؤلّف بعد الطائف!

كسب أديب احترام المجتمع الدوليّ، الذي بدوره شارك باختياره. فبات مشروع رئيس حكومة في أي ظرف من الظروف.

أما في باب الخسارة، فلم يخسر أديب سوى دخول السراي الحكومي، وهي خسارة قد تكون مرحلية آنية.

لكن الأهم أن اللبنانيين لم يعودوا متفائلين. ومع كل يوم يدركون أن الصراع الأميركي الإيرانيّ في لبنان لا أفق له في المدى المنظور، وأن رئيس مجلس النواب نبيه بري "أبو مصطفى" أقوى من مصطفى أديب مدعوماً من الفرنسيين ومن خلفهم. فالطائفية لن تترك مجالاً للاصلاح، والسعي خلف تحقيق مكاسب فئوية على حساب مصلحة الوطن لن ينقذنا من الآتي.

نعتذر الى أديب لأننا لسنا شعباً يستحق الخلاص... ولأن ما قاله رئيس الجمهورية ميشال عون بات قاب قوس أو أدنى... فالى جهنّم در...


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa