كتبت جويس عقيقي.. بين برّي ونجم: لا "chemistry"!

بين رئيس مجلس النّوّاب نبيه برّي ووزيرة العدل في حكومة تصريف الأعمال ماري- كلود نجم كيمياء مفقودة!

وتجلّت معالم هذه الكيمياء المفقودة بشكلٍ علنيٍّ ومفضوح في الجلسة التّشريعيّة الأخيرة الّتي عقدت الأربعاء في قصر الأونيسكو.

فعند بدء الجلسة طلب برّي من النّوّاب الوقوف دقيقتي صمت، دقيقة عن روح أمير الكويت الّذي وصفه برّي بالشّقيق العزيز وأخرى عن روح النّائب السّابق طارق حبشي.

وما إن همّ برّي بالبدء بالجلسة حتّى طلبت منه نجم الوقوف أيضاً دقيقة صمت عن نيّة شهداء تفجير ٤ آب فقال برّي: 

"آه إيه ... وشهداء ٤ آب" فوقف المجلس دقيقة صمتٍ ثالثة عن أرواح شهداء ٤ آب، علماً أنّ المجلس وقف في الجلسة السّابقة دقيقة صمت عن أرواح شهداء ٤ آب، لكن كان واضحاً أنّ نجم حاولت "التّمريك" على رئيس المجلس أمام الكاميرات الّتي تدخل عادةً في بداية الجلسة لتصوير لقطات قصيرة للجلسة، وقد نجحت بذلك ودفعت برّي إلى تلبية مطلبها أمام الكاميرات.

ولكن، ما الّذي حصل بعد خروج الكاميرات؟

يبدو أنّ برّي استدرك ما فعلته نجم فهي أحرجته أمام الإعلام وأمام المجلس، فما كان منه إلّا أن ردّ لها الصّاع أصوعاً (لا صاعين فقط).

فنجم رفعت يدها لتأخذ الكلام وتقوم بمداخلة في موضوع قانون الإثراء غير المشروع الّذي كان يبحث في الجلسة مادّةً مادّة إلّا أنّ برّي تجاهل طلب نجم الكلام ثمّ وبعد مناقشة أكثر من مادّة في القانون أعطاها الحقّ بالكلام فبدأت بالتّعليق على البند الأوّل فقاطعها برّي فوراً قائلاً لها: "خلص ناقشناه وامشينا فيه ما في لزوم ترجعي تحكي فيه، ليش ما احكيتي قبل؟" لتردّ نجم: "كنت طالبة الكلام ورفعت إيدي بسّ ما اعطيتني الإذن بالكلام" ليقاطعها برّي مرّةً جديدة قائلاً: "خلص هلّأ ناقشناه وخلصنا!" ... حاولت نجم مرّةً جديدة مناقشة الأمر والتّعبير عن وجهة نظرها بالموضوع فقال برّي منفعلاً :"هيدا الموضوع قلتلّك اخلصنا منّو، عندك شي تاني بغير موادّ؟" لتجيب نجم بانفعالٍ واضح: "لأ خلص ميرسي، ما بقا عندي شي!" وجلست بعصبيّةٍ على كرسيّها وعلامات الامتعاض واضحة على وجهها!

لم تنتهِ القصّة هنا، فبرّي عبّر لنجم وبشكلٍ علنيّ أنّه لا يستلطفها ولا يحبّذ أداءها في عملها.

فنجم طلبت الكلام، بعدما أقرّ المجلس اقتراح القانون الرّامي إلى تعديل أحكام المادّة ٤٧ من قانون أصول المحاكمات الجزائيّة لجهة تكريس حقّ الموقوف بالاستعانة بمحامٍ أثناء التّحقيقات الأوّليّة، فهنّأت مجلس النّوّاب وقالت: "إقرار هذا القانون يعد انجازاً مهمّاً للمجلس" فردّ عليها برّي بلهجته الجنوبيّة المعتادة: "هيدي أوّل مرّة، للأسف الشّديد، بتّفق معاكي ع شي!"

أي أنّ برّي حاول إفهام نجم أنّه يرى أنّ آراءها غالباً ما تكون غير مهمّة وغير منطقيّة ولا قيمة لها بالنّسبة إليه ... لكنّها المرّة الأولى الّتي يتّفق فيها معها "للأسف" كما قال وكأنّ الاتّفاق مع نجم في آرائها لا يسعده ولا يشرّفه ولا يجعله فخوراً بذلك!

وهكذا يكون برّي ردّ لنجم، وربّما عبرها لفريقها السّياسيّ، أي التّيّار الوطني الحرّ، الصّاع أصوعاً على قاعدة: "ما تجرّبوا تلعبوا معي بملعبي وع أرضي" (أي مجلس النّوّاب) ...