"خميس الاسرار" بين الثنائي والحريري

10/10/2020 03:19PM


كتب عبدالله قمح في "السياسة":

ستمرّ عاصفة الانتقادات التي وجّهها رئيس تيار المستقبل سعد الحريري إلى الثنائي الشيعي، تحديداً عين التينة.

بالنسبة إلى دار الرئاسة الثانية "العتب على قدر المحبة"، مع ذلك لن تستسيغ الطريقة التي قارب بها الحريري موضوع "لبن العصفور" الذي منحه الرئيس نبيه بري سابقاً إلى الحريري كي يعود عن قراره رفض تسميته لرئاسة الحكومة، والتي كان فيها شيء من التهكم والطريقة الفجة في التعبير عن الرفض.

بالنسبة لمصادر قريبة من الرئاسة الثانية، الحريري يعلم موقعه لديها وكمّ التضحيات التي دفعت من أجله، وكلامه لن يفسد في الود قضية طالما ان عاد إلى رشده السياسي وقرّر تهيب اللحظة والعودة إلى ركن المسؤولية.

عملياً، ستتولى عين التينة إيصال إعتراضها على بعض مما جاء في مضمون الحريري إلى بيت الوسط وبطريقة دبلوماسية، على أمل أن يقوم الحريري بإعادة قراءة الامور بالطريقة الصحيحة.

ضفة الثنائي الشيعي حبلى بالقراءات لمواقف الحريري خلال ظهوره الإعلامي الأخير. الثنائي يتفهم ضرورات موقع الحريري الذي يحتّم عليه أخذ مسافة واضحة منه وعدم إظهار نفسه كشريك صريح له. تعامل الحريري خلال ظهوره في ما خص العلاقة مع الثنائي الشيعي كأنه غريب عنها. بدا على النقيض تماماً وخلافاً لأسلوبه السابق المعتمد مع علاقة النقاش مع ممثلي الثنائي. الحريري محشور تماماً في هذه العلاقة وهذا واضح. داخلياً، ثمة من يتربص به ويخطط للانقضاض عليه إنطلاقاً من علاقته مع الثنائي الشيعي، وإقليمياً ثمة من وضعه قطيعة نتيجة هذه العلاقة، لذا كان لا بد للحريري من ان يتميز و بكثير من الحنكة والدهاء السياسيين.

على المقلب الآخر، فإن الثنائي جاهز للتعاون مع الحريري متى أراد ذلك. الآن ما زال الحديث باكراً حول التكليف. ما زال الحريري في مستهل حراكه تجاه القوى السياسية الاخرى. بالنسبة إلى الثنائي لا إعتراض على عودة الحريري إلى المهام الحكومية، لكن الاكيد ليس من ضمن قائمة الشروط التي وضعها. هذا كله يحتاج إلى نقاش. 

حضور الثنائي الشيعي في حكومة حريرية رابعة مفترضة مدار نقاش ايضاً وشكله قد يتبلور تبعاً لتطور النقاشات. التركيز الآن بالنسبة إلى الثنائي حول تمهيد الارضية لاجواء سياسية "رطبة" تأتي بالحريري رئيساً مكلفاً نهار الاستشارات. اغلب الظن أن هذه المحاولات ستكون مجهدة ومكلفة ومتعبة نفسياً تبعاً للخطوط العريضة التي رسمها الحريري لنفسه لقبول التكليف. مع ذلك، لا شيء مستحيل في السياسة. قد نجد إختراقات تحصل سواء على موقف الحريري أو طرف نقيضة ف يالسياسية توفر أجواء حول نقطة التقاء واحدة.

راهناً، يكمن البحث في التكليف، أما التأليف فله أجوائه وأسبابه ومن المبكر الحديث عنها الآن طالما ان الاجواء السياسية لم تكتمل بعد. النية الحالية هي توفير مقومات نجاح الحريري في اتصالاته وإعادة استنهاض المبادرة الفرنسية من الحفرة التي ترزح أسفلها. أول 24 ساعة مرت من عمر مبادرة الحريري وأجواؤها إلى حد ما يمكن البناء عليها. حتى نهار الاثنين المقبل تكون الصورة قد ارتسمت بوضوح اكبر تمهيداً لخميس الاسرار. حتى ذلك الحين تنشط الاتصالات لدى أكثر من جانب. ثمة مساعدون من الفئات السياسية دخلت على خط مؤازرة الحريري.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa