جعجع يرفع البطاقة الحمراء في وجه بكركي...

12/10/2020 06:43PM

كتبت جويس عقيقي:

مشهديّة إشكال ميرنا الشّالوحي بين مناصري "التّيّار الوطنيّ الحرّ" و "القوات اللّبنانيّة" عقب ذكرى استشهاد بشير الجميّل في ١٥ أيلول استفزّت البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الرّاعي الّذي أزعجه مشهد تقاتل "الإخوة" مجدّداً.

ومن هنا، بادر الرّاعي محاولاً لمّ شمل رعيّته فاقترح لقاءً يجمع "القوّات" و "التّيّار" تحت عباءة بكركي.

الاقتراح عرضه الراعي على وفدي "التّيّار" و "القوّات" اللّذين التقيا الرّاعي (كلٌّ على حدة طبعاً) إثر حادثة ميرنا الشّالوحي ولاقى ترحيباً من نوّاب الوفدين من دون العودة إلى قيادتيهما لكن يبدو أنّ رأي النّوّاب مختلفٌ تماماً عن رأي القياداتين.

لم تنجح بكركي في عقد لقاء المصالحة بين "التّيّار" و "القوّات" فانتقل الرّاعي إلى فكرةٍ أخرى: لقاء مارونيّ موسّع يجمع القيادات المسيحيّة!

حاولت بكركي استمزاج آراء الأفرقاء المسيحيّين. وبحسب معلومات "السّياسة" فإنّ رئيس "التّيّار الوطنيّ الحرّ" النّائب جبران باسيل رحّب بالفكرة وقال: "أنا جاهز وحاضر لأي شيء تطلبه بكركي ولأيّ لقاء تقترحه تحت عباءتها".

كذلك رئيس "تيّار المردة" النّائب سليمان فرنجيّة لم يعارض الفكرة ورحّب بها تماماً مثل رئيس "حزب الكتائب اللّبنانيّة" النّائب سامي الجميّل الّذي وافق على فكرة اللّقاء برعاية بكركي.

إلّا أن الفيتو الأكبر الّذي اصطدمت به بكركي كان الفيتو القوّاتي الّذي وضعه رئيس "حزب القوّات اللّبنانيّة" د. سمير جعجع على اللّقاء.

فجعجع لم يتجاوب مع طرح البطريرك بحيث أبلغ المعنيّين في يكركي بحسب ما علمت "السّياسة" أن الوقت غير مناسب لمثل هكذا لقاء متسائلاً عن جدواه. وقال أيضاً إن اللّقاء في بكركي يحتاج إلى تحضير ونقاش وإلى جدول أعمال واضح واقترح جعجع أن يتحوّل اللّقاء المارونيّ إلى لقاء وطنيّ موسّع يعقد في بكركي لأنّ الأزمات الّتي يعيشها اللّبنانيّون اليوم تتطلّب لقاءً وطنيّاً جامعاً! 

لكنّ بكركي قرأت بين سطور كلام جعجع وضعاً للعصيّ في دواليب مبادرتها فجعجع يعلم تماماً أنّ بكركي لا تستطيع أن تجمع تحت عباءتها كلّ المكوّنات السّياسيّة في البلاد من مختلف الطّوائف لأنّها حينها ستنتقد على ذلك وسيفهم أنّها تأخذ لنفسها دوراً سياسيّاً وطائفيّاً في البلاد يفترض أن يلعبه رئيس الجمهوريّة لا بكركي.

كما أنّ البطريرك الرّاعي يخالف جعجع الرّأي فهو يقول: "خلّينا نبلّش ببيتنا بالأوّل" (والمقصود طبعاً البيت المسيحيّ) ويضيف: "خلّونا نوحّد الرّؤية، وين صار دورنا كمسيحيّين بهالبلد؟" دعونا نستعيد الدّور الجامع ... لكن يبدو أنّ من يقرأ على مسامعهم الرّاعي مزاميره  لا يسمعون!

على أيّ حال الحديث مع جعجع حصل قبل أسبوع من سفره إلى فرنسا برفقة عقيلته في زيارة خاصّة (كما جاء في البيان الرّسميّ للقوّات) ومنذ ذلك الحين تفرملت مبادرة الرّاعي.

وثمّة من يسأل اليوم لمَ وضع جعجع "فيتو" على مبادرة الرّاعي؟ هل لأنّه لا يريد تعويم أحدٍ مسيحيّاً في هذا التّوقيت بالذّات الّذي يعتبر فيه جعجع نفسه الرّقم الأصعب مسيحيّاً والرّابح الأكبر في صفوف المسيحيّين؟

وهل رفع جعجع البطاقة الحمراء في وجه مبادرة الرّاعي خوفاً من إعادة تعويم باسيل تحديداً مسيحيّاً وإعطائه هديّة الغطاء المسيحيّ بعدما نقم عليه الشّارع؟

وهل يضرب بذلك جعجع عصفوري منافسَيه لرئاسة الجمهوريّة باسيل وفرنجيّة بحجرٍ واحد؟

لا شكّ أنّ لكلٍّ حساباته الشّخصيّة فقبول باسيل بما تريده بكركي من دون قيدٍ أو شرط يستحقّ التّوقّف عنده ووضع جعجع أكثر من قيد وشرط بوجه بكركي يستحقّ أيضاً التّوقّف عنده.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa