بري يخلع "الكرافات" وينزل مع العمّال!

أثارت مشاركة المكتب العمالي المركزي في حركة أمل بإجتماع الإتحاد العمالي العام التحضيري لمرحلة الشارع والإعتصامات التي ستبدأ يوم الأربعاء ، الكثير من التساؤلات عن سبب هذه العلنية في الدعم والتنسيق بكل ما سيتخذه الإتحاد من قرارات لمواجهة قرار رفع الدعم عن السلع الاستهلاكية، حتى سأل البعض: لماذا اختار الإتحاد هذا التوقيت علما أن الازمة ليست جديدة؟ وهل قرر رئيس حركة أمل نبيه بري خلع "الكرافات" والنزول الى الشارع بطابع عمالي - نقابي في لحظة مفصلية باتت بحاجة الى غضب شعبي علّه يغير الواقع ويردع أي إجراء سينتهي بتجويع المواطنين؟

مصادر الإتحاد العمالي العام تشير الى أن التوقيت مرتبط بعدة ظروف مجتمعة، أهمها أن الامور أصبحت واضحة بإتجاهها نحو رفع الدعم عن السلع الإستهلاكية، وسبقها بدء المستشفيات بتسعيرات جديدة على سعر صرف 3900 ليرة لبنانية، وفقدان الدواء من الأسواق، ما يهدد الامن الصحي بكل جوانبه لاسيما الضمان الإجتماعي.
ولفتت مصادر الإتحاد الى أنه في السابق لم ينقطع التواصل مع المسؤولين وتحديدا مع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة في محاولات دائمة لإيجاد حلول، لاسيما فيما يتعلّق بالسلة الغذائية، إلا أن الامور اليوم بدأت تتفلّت، ولم تعد الأمور تحتمل الصبر.
وكشفت مصادر الإتحاد أن العمل جار على قدم وساق بجلسات متتالية تحضيرا للتحرك الذي سيكون خطوة أولى رمزية، مؤكدة أن التحركات لن تكون على شكل تظاهرة مركزية بسبب ظروف كورونا، إنّما الإعتصامات والتحركات ستكون أمام المؤسسات على الأراضي اللبنانية كافة من الشمال الى الجنوب.
وأشارت المصادر الى أن الامور متّجهة نحو التصعيد، فالظروف الآنية لا تحتمل العودة الى الوراء ووقف الضغط.
أما حركة أمل فردّت على التساؤلات عبر مصادرها، بأن "موقف الحركة داعم لكل القرارات المزمع اتخاذها في الإتحاد العمالي العام، وهو ليس موقفا أو إعلانا صادرا عن قيادة الحركة يدعو للنزول الى الشارع". مؤكدة أن "إعلان الدعم هذا، هو لإعطاء انطباع على وقوف قيادة حركة أمل الى جانب العمال والنقابات بوجه أي خطة لرفع الدعم".
كما شددت المصادر على أن كل ما يُحكى عن عملية "تقريش" لهذه الخطوة في السياسة، لا أساس له من الصحة، فموقف الرئيس نبيه بري بشأن كل ما هو متصل بالعمال معروف تاريخيا، لكن الأمر اليوم يتعلق بظروف معيشية قاهرة وخطيرة جدا وصلت الى الخط الأحمر".
وأضافت مصادر "أمل" أنه منعا لكل هذه الأقاويل ولكي لا تُتهم الحركة بأنها تستخدم الشارع لأسباب سياسية خاصة، أقدم المكتب العمالي المركزي في الحركة على دعوة كل الاحزاب اللبنانية ومكاتبها العمالية دون إستثناء ومن كل المناطق اللبنانية الى إجتماع سيُعقد في مقر أمل المركزي عشية التحرك العمالي للخروج بموقف موحد على صعيد كل الأحزاب التي أبدت تجاوبا مع الدعوة".

المصدر : السياسة