جنبلاط يركب "الموتو" من جديد ويتّجه الى الضاحية!

13/10/2020 05:32PM

يبدو أنّ الزمن وقف بجنبلاط الأب يوم كان ما زال ابنًا يلهو بـ "الموتو" يطلب منه أبوه الابتعاد عن مكان اجتماعه بزوّاره السياسيّين الكبار. 

فحتّى بعدما حُسب على "الكبار" لم يتمكّن من التخلّص من رواسبه "الطفوليّة".. وبرعاية المثل الشعبي القائل "ضربني وبكى سبقني واشتكى" كانت حلقة أمس على قناة الجديد! 

لا أهلاً ولا سهلاً في المختارة أمام الاسئلة غير المحضّرة. ومن يعصي شأنه شأن النائب المستقيل مروان حمادة، يُجلسُه على الرّفّ ويطرح مكانه الاقلّ منهُ درجةً من حيث الطائفة، بلال عبدالله. ليعتبر! 

لماذا الجديد؟ مع أنّ جنبلاط صديق الاعلامي مارسيل غانم وإطلالاته غالبًا ما تكون عبر الـ MTV او ال LBCI. 

لأنّ الحلقة بمثابة اعتذار صريح اللهجة الى حزب الله،مع قبلةٍ على الجبين.

 بدأت الحلقة بـ EGO ضخم استهدف الرئيس الاسبق سعد الحريري. في كشفه لعدم استقباله وفد تيار المستقبل، وجّه رسالةً شديدة اللهجة الى رئيس الكتلة، أنّه يُعامل مُعاملة الثُّنائي، يزوره الحريري شخصيًّا أو لا يستقبل الوفد. 

وفي كشفه عن هذا الرفض أبعاد سياسيّة عميقة، يحاول جنبلاط تصوير نفسه بالثقل الذي فيه الثُّنائي وباسيل، ويطالب بحصصٍ توازي حصصهم، في السياسة والسلطة. 

لماذا اذًا، لا ثقل موازٍ له؟ 

في قراءة بسيطة للتحالفات، شعر جنبلاط بالغبن واستشاط خوفًا..  

هذا الرجل بعدما خسر رجُله غازي كنعان وعبدالحليم خدّام لم تعُد مقارباته تصيب. 

لذلك، نجدُهُ مرّةً يحارب حزب الله، ثمّ يعتذر، ويوالي الثورة، ثمّ يحاربها، ويعترف لأنه داخل منظومة الفساد، ثمّ يبقى في السلطة.

أمّا تيمور، الذي ما كلّ يثبت أنّه ليس أهلاً ليرث أباه، من أسباب عدول جنبلاط عن تركه الحياة السياسية. 

وفي نظرةٍ أبعد لهذه التحالفات، التسويات بين الاصيلين والوكلاء قد تكون تمّت. 

يعني أنّ أميركا جين ستُساوي في لبنان، لمن تُساوي إلّا مع حزب الله، لا مع الافرع. وبما أنّ الحريري شبّك مع حزب الله، ومن ناحية ثانية، باسيل لم يتخلَّ عن حزب الله، جنبلاط لم يودّ أن يخسر الزعامة الدرزية و"لحّق حاله" محاولاً التموضع مع الجهة الاقوى. 

الرجل قدّم لائحة بمطالبه، والسؤال: هل يتجاوزه الحريري ويتّجه نحو خيارات أخرى؟ 

المعلومات ترجّح أنّه لن يفعل، وأنّ مقعد جنبلاط سيبقى محفوظًا! 

أمّا بموضوع 7 أيّار وهو التفصيل الذي يؤكّد تموضعه في مقلب حزب الله اليوم، اعتبر جنبلاط أنّ "هناك من حمّسه على افتعال 7 أيّار" حيث غمز أنّ الحزب استفزّه، وأنّ آخرين لديهم نفس هذا التوجّه عسكريًّا اليوم. 

لا شأن لنا بنفي حزب القوات ولا بتأكيد مقال "الاخبار".. يجب أن نستذكر هنا في مقابلة لجنبلاط مع الاعلامي مارسيل غانم، اعترافه قولاً واحدًا بأنّ حساباته أخطأت وأنّ أميركا هي من وجّهت اليه معطيات خاطئة. 

وفي كلامه عن جعجع، يبدو أنّ الرجل لا يرتاح لجعجع، وهذا يظهر جليًّا في كلامه عنه. 

الفرق بينهما، أنّ جنبلاط تلقّف مساوئ الحرب ونصح تيمور أن يتفاداها، بينما جعجع، فما زالت تدغدغه صورة الرئيس بشير الجميّل، يظنّ أنّ خطوط التماس لم تتبدّل، ربّما لم تنقل له مشاهد التحرير الثاني. 

من التفاصيل الملفتة أيضًا في كلام جنبلاط أنّ حزب الله لم يخرج بعد اجتماع قصر الصنوبر ليكشف لجمهوره وناسه أنّ النائب محمد رعد اعترض على توجيهات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وتحفّظ عليها في حين أنّ أحدًا آخر لم يفعل!

تناقضك التّام مع جنبلاط مشروع، لكنّ الرجل من حيث موقعه، للأسف خير من لعب السياسة في هذا الكيان المذهبي،الهش والمصطنع. 


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa