"إيدن على قلبن".. هل اجتاز "البعلبكيون" قطوع الدم؟

بالأمس، يمكن أن تكون بعلبك قد اجتازت "قطوع دم"، كاد أن يغرقها في دوامة الثأر الدموية التي لا تنتهي طالما لا حسيب ولا رقيب يردع بعض من يعبثون بأمن المنطقة.

المصالحة التي وُقّعت بالأمس بين عشيرتي آل جعفر و آل شمص بعد أيام من التوتر الذي وضع بعلبك تحت الخطر، على خلفية عملية الثأر  التي نفذتها مجموعة من آل جعفر بحق أحد أبناء آل شمص، تمت بناء على رغبة الطرفين، وبعد ميثاق وافقت عليه وتعهدت بالإلتزام به عشائر وعائلات بعلبك - الهرمل، هذا الميثاق الذي يفرض بأن يتحمل كل مرتكب نتائج أفعاله شخصيا، وأن لا تُحمّل عائلته وأقاربه وحتى بلدته وزر تلك الأفعال بل يتحمّلها شخصيا.

يبدي أهالي المنطقة إرتياحا كبيرا من إتمام هذه المصالحة لما لذلك من أهمية في تهدئة النفوس، وبسط الإستقرار بين القرى والبلدات. ويؤكدون على أنهم دائما ما يطوقون الى حل، فهم لم يعد باستطعاتهم  تحمّل كل هذا التوتر الأمني الذي يؤثر سلبا على أعمالهم، وعلى سمعة المنطقة وما لذلك من انعكاسات على مستقبل الشباب تحديدا.

أهالي بعلبك، وفي استطلاع أجرته "السياسة"، يلفتون إلا أنهم ملّوا من "المشاكل"، وعلى الرغم من أجواء الهدوء التي أرستها المصالحة الجديدة، إلا أنهم متخوفون من أن لا تطول، فالتجارب السابقة لم تكن مشجعة، وكل مرة تجري فيها مصالحة بين عائلتين متخاصمتين لا تستمر ويعود الإشكال والتوتر بينهما، خصوصا عندما تدخل تلك الجماعات التي تفتعل الإشكالات على الخط. 

ويعتبر الـ "بعلبكيون" أن الظروف لا تسمح بالممطالة في إيجاد حلول نهائية للتفلت الأمني، ويستبشرون خيرا  في الميثاق الذي عُقد لأنه عودة الى عادات واعراف وتقاليد الاجداد، بان لا يتحمل أحد وزر إرتكابات غيره.

وتمنى أهالي مدينة الشمس، أن تلتزم كل العشائر والعائلات بهذا الميثاق، لأنهم بأمس الحاجة الى التخلص من هذه الأزمة التي شلّت المنطقة ودمرت مستقبل شبابها وسمعتهم، مطالبين الدولة بأن تفرض سلطتها، لأنها غائبة كليا على حد تعبيرهم، وذلك بسبب تخوفهم من بعض المجموعات التي لا تلتزم بقرارات الكبار، فتستمر بافتعال الإشكالات من دون رادع، فلا عائلاتهم تقوى عليهم، ولا الدولة بأجهزتها تتحرك.

المصدر : السياسة