الحريري رئيسا مكلفا نهار الخميس.. إلا اذا!

20/10/2020 04:15PM

خفايا كثيرة لا تزال  تحيط الاستشارات النيابية.. ولا أجوبة واضحة لدى القوى السياسية والكتل النيابية حيال كيفية التصرف مع استحقاق تشكيل الحكومة.

ترقّباً لحسْم مسار الأزمة الحكوميّة في لبنان، تشخُص كلّ الأنظار إلى الاستشارات النيابيّة الملزِمة، بعد غدِ الخميس، وما إذا كانت ستبقى ‏في موعدها المقرّر، أم سيُصار إلى تأجيلها كما حدث الخميس الفائت. 

وإذا حصل وأرجئ التكليف  فإن البلد لن يتحمّل تبعات هذا التأجيل، خصوصاً في ظل التدهور المالي المستمر، وبعد تلقّي المعنيين سلسلة تحذيرات من قبل المولجين بالملف اللبناني".

الى ذلك، تؤكد مصادر سياسية مطلعة على أجواء الاستشارات النيابية أنه "يفترض أن تكون الطريق إلى الاستشارات النيابية المُلزمة التي سيُجريها رئيس الجمهورية ميشال عون، بعد غد الخميس، لتسمية الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة الجديدة، قد أصبحت سالكة وآمنة".

لم يعد هناك أي حجة للتأجيل، وذريعة "الميثاقية المسيحية" لم تعد سارية المفعول من جهة التيار الوطني الحرّ، بحسب المصادر، فالنواب المسيحيون الإثنان والعشرون الذي سيصوتون للحريري سيؤمنون الميثاقية من دون أدنى شك، وبالتالي تخبط رئيس التيار جبران باسيل ما هو إلا عتب على حليفه الشيعي الذي تخلّى عنه وذهب نحو التحالف الرباعي الذي يتضمن: حركة أمل وحزب الله وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي.  بما يعادل 70 صوتا تقريبا وهذا ما سيؤمن حتما أحقيّة التكليف للحريري

وهنا تلفت المصادر الى أن "رجوع التقدمي الاشتراكي عن قراره جاء نتيجة تقديم الحريري الحصة التي طالب بها رئيس الحزب وليد جنبلاط خلال مقابلته الاخيرة على قناة الجديد". 

لا خلاف بين حليفي مار مخائيل

على غرار ما ذُكر أعلاه، تشير مصادر سياسية الى أنه " وعلى الرغم من مدّ حزب الله يده لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري بالتصويت له فإنه بالتأكيد لن يقطعها مع حليفه الطبيعي والأساسي جبران باسيل.

فكلام الثنائي الشيعي عن أنه  لن يعطي الرئيس المكلف "كارت بلانش" يؤكد سوء التفاهم بين الحزب والتيار سيُحلّ عاجلا ما بعد التكليف. فإذا صحّ أن التحالف الرباعي سيُشكل حكومة تكنو- سياسية أم سياسية لن يرضى حزب الله بدخولها من دون شريكه في الحكم، جبران باسيل. 

وبالتالي الحديث عن خلاف حزب الله - باسيل، ليس السبب الحقيقي للتعطيل. وما إن تأجلت الاستشارات اللنيابية من جديد حتما يكون القرار ايرانيا  في حال لمست الاخيرة أي قلق إزاء القرارات الأميركية بحقها وبحق حليفها اللبناني.

بين الضوء "الأخضر" الفرنسي و"الأصفر" الأميركي

اعلن المجتمع الدولي أخيرا استعداده مساعدة لبنان لانتشاله من أزمة. ولكن، تتضارب المواقف والمعطيات المحلية والخارجية، إزاء ذلك، حيال الأزمة الحكومية وكيفية الخروج منها. بعض الدول تريد الإسراع في تشكيل حكومة، بغض النظر عن شكلها، لأن الأهم هو برنامج عملها والعض الآخر لم تغيّر موقفها إزاء إزاحة حزب الله من المشهد السياسي، ولا تزال الشروط على حالها.

ففرنسا تبذل جهدها لتمرير استشارات يوم الخميس، وتكليف الحريري رئاسة الحكومة، بناءً على اتفاقها  مع رئيس تيار المستقبل على تنفيذ مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. وهذا يعني أن الحريري يتمتع بالضوء الاخضر الفرنسي.

بينما لم تتضح بعد حقيقة الموقف الأميركي من هذه المبادرة. فالبعض يعتبر أنه بعد بدء مفاوضات ترسيم الحدود، لم يعد لدى واشنطن تلك الشروط التصعيدية حول شكل الحكومة، خصوصا وأن الولايات المتحدة منهمكة في استحقاقها الانتخابي. ولكن هذا الانشغال الاميركي لا يمكن بحسب المصادر السياسية، أن يسمح بتمرير حكومة في لبنان من دون أي نقاش دولي وإقليمي حولها وهذا ما يُفيد أن الضوء الأميركي لا يزال متوقفا عند اللون الأصفر.

وعليه، لا شيء يمنع تأجيل الاستشارات مرة جديدة هذا الأسبوع، لا سيما أن الحركة السياسية التي طبعت الأيام الماضية، أو بالأحرى الساعات الأخيرة، لم توح أبداً بانسداد أفق التكليف الرئاسي. ولكن في حال ظل الجمود في الاتصالات بين الاحزاب السياسية المحلية يبقى السؤال أي سيناريو يمكن أن يرسم خلال يوم الخميس المقبل؟


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa