التيّار و"الحزب" للحريري:" نحن نُكلِّف ونحن نؤلِّف"

20/10/2020 05:12PM

يفصل حزب الله بين المسارات في علاقته مع التيار الوطني الحرّ. ما يُحسبب على قضية الخلاف على وفد المفاوضات غير المباشرة إلى الناقورة لا يُحسب على الحكومة إطلاقاً، وما يُحسب على الموافقة على تكليف الحريري لا يحسب على إحتمالات تسميته.. خلاصة مواقف مصادر مطلعة على موقف حزب الله.

مبعوث هذا الموقف، عدم رغبة الحزب في هزّ العلاقة مع التيار، رغم إدراكه أن التمايز بينهما أضحى واضحاً وعاماً في كثير من القضايا. مع ذلك، يفضل انتهاج سياسة "الفصل بين الملفات وربط النزاع حولها".

الثابت حتى الآن أن استشارات تكليف الحريري قائمة إلّا إذا حصل تطوّر مفاجئ. لقد تعمّق النزاع وكبر على ضفة التكليف والاستشارات. التيار الوطني الحرّ بات مدركاً أن تكليف سعد الحريري تشكيل الحكومة الرابعة في عمر العهد أضحى ثابتاً، لذلك رفع "لاءاته" التأسيسية إلى مفاوضات مقبلة: لا تسمية للحريري في الاستشارات، لا تأليف قبل التكليف فالتكليف شيء والتأليف شيء آخر مختلف كلياً، لا حصرية للحريري في تسمية الوزراء المسيحيين.

قد يقول البعض أن التيار "يُكابر" حين يدخل في ازدواجية معايير. كيف له ان لا يوافق على تكليف الحريري أو تسميته ثم يعود بعد ذلك إلى محاولة المشاركة في تسمية الوزراء المسيحيين لاحقاً، اي الوزراء المفترض أنهم محسوبون على الرئاسة تبعاً لموافقة الاخيرة على عودة الحريري ؟

هذا ينسحب على طبيعة العلاقة والتنسيق الدائمين بين حزب الله والتيار الوطني الحر. طوال الساعات الماضية سعى الحزب إلى محاولة تليين مواقف رئيس التيار جبران باسيل حيال الموقف من تسمية الحريري يوم الاستشارات من دون أن ينجح في ذلك لاعتبارات عدة. هنا، يجري الحديث عن معلومات حول تلقي التيار وعداً من الحزب بعدم دخول الأخير إلى الحكومة من دون حليفه، أما شكل دخول التيار فهذا ينسحب على مدار التفاوض الذي سينطلق بعد التكليف مباشرة.

عملياً، سعى حزب الله خلال عطلة نهاية الاسبوع المنصرم إلى ردم الهوة مع حليفه التي نتجت عن الخلاف حول تسمية أعضاء وفد التفاوض إلى الناقورة وما نتج عنها من إحتقان على مستوى الجمهورين على مواقع التواصل الاجتماعي. القرار بالنسبة إلى الجهتين كان في إستيعاب ما حصل وما نتج عن تلك المعارك في المرحلة الأولى، أما في المرحلة الثانية إتاحة المجال أمام لجنة التنسيق بين الجانبين في حل ذيول الخلاف، بل أكثر من ذلك، اعطيت اللجنة صلاحية "لجم التغريدات النافرة من كلا الجانبين"، بحيث أن الضوابط التي تسري على العلاقة بين حركة أمل وحزب الله باتت تسري على العلاقة بين التيار والحزب ايضاً.

مسألة تشكيل الحكومة بالنسبة إلى العلاقة بين الحزب والتيار ليست تفصيلاً عابراً. لدى حارة حريك نية في خلق توازن بين موقفين أو اتجاهين مختلفين باتا يحكمان العلاقة مع ميرنا الشالوحي. يحصل ذلك عبر مسايرة التيار في الملف الحكومي. بالنسبة إلى حزب الله، هو اقرّ في صوابية إختيار رئيس تيار المستقبل سعد الحريري لتكليف الحكومة من دون قرار بتسميته. هذا الموقف نابع من أن الحريري ينال التسمية على أساس أنه الزعيم الاقوى في طائفته، وهذه مسألة سياسية محض لا إختصاصية. من هنا يترتب على الحريري التعامل بوجهة نظر مشابهة، خاصة مع التيار، فلا يجوز مثلاً ان يراعي الخصوصية الشيعية التي عبر عنها الثنائي عبر طلبه تسمية وزرائه، والخصوصية الدرزية بعد ما وعد بمنح الحزب التقدمي الاشتراكي مقعدين صافيين، ثم يحجب ذلك عن المكون المسيحي الأكبر سياسياً بداعي انه يشكل حكومة إختصاصيين!

خلاصة موقف المصادر المطلعة على موقف حزب الله، أن الأخير ليس بوارد الدخول إلى الحكومة من خارج التفاهم مع حليفه. معنى ذلك أن الحزب يدعم خيار الذهاب إلى تفاوض بين الحريري وباسيل ولو بشكل غير مباشر حول شكل التمثيل المسيحي في الحكومة. هذه الخطوة لا بد ان تنسحب على طبيعة تركيبة الحكومة، التي يقدر أكثر من مصدر أنها في وارد أن تكون تكنو-سياسية وفق الأسس التي طرحها رئيس الحكومة الاسبق نجيب ميقاتي، اي حكومة مؤلفة من 20 وزيراً من بينهم 6 بكامل الدسم السياسي، وأي محاولة للعودة إلى معادلة إخراج الحزب من التركيبة الحكومية سيكون محكوماً بإنهيار التفاهمات المرحلية. هذا كله يقود إلى مرحلة تأليف أكثر عنفاً.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa