حلم هادي يتحقق: مكتبة للمطالعة في زمن القحط والكورونا

قيل لارسطو: كيف تحكم على انسان؟ فأجاب: اسأله كم كتاباً يقرأ وماذا يقرأ؟... بهذه الكلمات عبر الشاب هادي يحيى في حديث لـ"السياسة" عن شغفه وعزيمته واصراره لانشاء مكتبة لطالما حلم بها.

مكتبة بدأت من مجموعة كتب لتصبح بعدها تحتوي على عشرات الكتب والقصص لجميع الاعمار وبالمجالات والمواضيع كافة: تاريخ، اقتصاد، سياسة، علوم، روايات .. وغيرها

في البداية لم تكن فكرة تأسيس مكتبة سهلة بالنسبة لشاب من "ذوي الاحتياجات الخاصة" ولكن من لديه اصرار لا يقف بوجهه اي عائق، وعذراً على كلمة "ذوي الاحتياجات الخاصة" ولكن من منا لا يعلم الصعوبات التي يعانون منها في بلد مثل لبنان الاحتياجات الاساسيات فيه شبه معدومة، فكيف بالاحتياجات الخاصة.

ولكن حلم الشاب هادي الذي بدأ منذ صغره اصبح حقيقة منذ حوالي السنة، من خلال شراء وبيع الكتب في المعارض، وعن كيفية وصوله إلى مرحلة يملك خلالها كميات من الكُتب التي تمكنه من فتح مكتبة وتحقيق حلمه، قال هادي يحيى: "وضعت اعلاناً على مواقع التواصل الاجتماعي طلبت من الاشخاص الذين يملكون كتباً ولا يريدونها التواصل معي، لاتلقى بعدها كماً هائلاً من الاتصالات مكنتني من تحقيق الحلم التي لطالما حلمت به".

اما عن اسعار استئجار الكتب الموجودة في مكتبته في بريح الشوف فهي رمزية تترواح ما بين ال 2000 ليرة والـ5000 ليرة لبنانية.

وفي الختام اكد يحيى ان: "الهدف من تأجير الكتب ليس مادياً إنما الحفاظ على لذة القراءة من خلال الكتب مع وجود التكنلوجيا التي قضت عليها".

وهكذا في زمن كورونا واستفحال الازمات  الاسياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية، نرى بصيص نور مع هادي ومكتبته، كانه يقول ان خلاصنا يكمن بعودتنا الى القراءه والمثاقفه من اجل انتاج وعي وطني جديد بعيد كل البعد عن الجمود العقلي والتقوقعات الطائفية التي يعيشها مجتمعنا الحالي.