الدولة "تحمّل" المواطن، وتمنع عنه حبوب منع الحمل!

لا شكّ أنّ الزواج هو من المؤسسات الاساسيّة التي أثبتت فشلها اليوم.. وإن لم نودّ الغوص في هذا النقاش، يكفي أن نراجع الكثير من "المساطر" حولنا، تلك المساطر "ثمرة" هذه المؤسسة.. لو صحّ لنا أن نعود بالوقت للماضي، لدسسنا حبوب مخدِّرٍ في شراب الزوجين كي يناما ونعيش حياةً هانئة..

العظيمُ العظيم، زياد الرحباني في أغنيته "رح ينقطع"، على الرغم من كم دهائه، لم يتوقّع ضمن "المقطوعات" أن يختفي هذا الدواء من السوق!

ذكر البنزين والحليب.. ونسي ذكر حبوب منع الحمل، فلم توفّر السلطة "نسوَتهُ" وقطعتها!

في ظلّ الازمات الاقتصادية والوجودية التي تعصف بواقعنا، قد يصير الانجاب من الجرائم الموصوفة بحقّ الانسانية في بلدٍ كلُبنان. 

فيتعاطى الشعب أدوية منع الحمل، كي يوفّر واحدهم على طفلٍ جديدٍ في هذا العالم مأساته.

أمّا وقد انقطع دواء منع الحمل من السوق، لا بدّ وأنّنا أمام عديدٍ من الكوارث التي تشبه العديد من الشخصيات النافرة. 

ولأنّ لا أهليّة لمعظم "المنجبين"، فالتحدّي أمسى أصعب.

في حديثٍ لـ "السياسة" مع أحد الصيادلة، الذي أكّد شحّ هذه الادوية من السوق، رجّح أن يكون السبب هو رفع الدعم المرتقب. 

وكشف أنّ الشركة الوكيل لهذه الادوية في "فتّال"، وأنّها هي من تبخل على الصيدليات بالادوية، وتحديدًا هذا النوع من الادوية.

ومن ناحية أُخرى، أفادت مصادر ملمّة بالمجال لـ "السياسة" أنّ "أدوية منع الحمل ليست مقطوعة ولكنّ الوكيل يبدّي أدوية الامراض المزمنة والخطرة الاخرى، لأنّ الاستيراد لا يتمّ إلا بالدولار، عليه، تصبح الاولوية للأدوية الاساسية".

اليوم نحن أمام سيناريو انقطاعات متكرّرة، قد نصبح أمام أزمة انقطاع الاوكسيجين، حينها لا تهافت على حجز كميّةٍ ممكنٌ، ولا الاحتكار قد يجدي نفعًا. كيف ستغشّون؟ 

المصدر : السياسة