بنتيجة ثورة ١٧ تشرين...بيلاطس البنطي يحكُم على بدري ضاهر ويبرئ براباس!

21/10/2020 10:36PM

كتب رامي نعيم في السياسة:

منذ ١٧ تشرين ٢٠١٩ واللبنانيون يعيشون حلم ثورة على الفساد والفاسدين... ثورة ظننّا يوم انطلقت أنها قادرة على تغيير مسيرة الفساد التي عمرها من عمر الطائف.

ومع انقضاء الاسبوع الأول بدأت هذه الثورة تنحرف رويداً رويدا... تارة بتصويبها على رئيس التيّار الوطني الحر جبران باسيل دون سواه وشتم والدته بأشنع العبارات وطوراً باختيارها المشبوه لبعض رموز السلطة دون سواهم في اتهامات الفساد وهدر المال العام.

كل هذا وظلّ اللبنانيون يحلمون ويعتبرون بأن الثورة الحقيقية التي انطلقت في ١٧ تشرين لم تمت ولا يجب أن تموت وأن ما يحدث من تجاوزات في بعض التظاهرات لا تمثّل الثورة بل بعض الخارجين عن المطالب الوطنية.

من اعلام الى مجموعات تعتبر نفسها معنية بالثورة الى ناشطين ومحامين وسياسيين لم تكن الثورة على مستوى الطموحات! تارة رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط يركبها وطوراً رئيس حزب القوات سمير جعجع يُصادرها وبعد استقالته رئيس تيّار المستقبل سعد الحريري يدعمُها وحيناً رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل يتبنّاها، ناهيك عن أدوار مشبوهة للثنائي الشيعي في ملف المصارف وحاكم مصرف لبنان من خلال المجموعات الشيوعية المنضوية في الثورة. 

رغم كل ذلك بقيت أحلام اللبنانيين كبيرة الى أن حصل تفجير المرفأ في ٤ آب ٢٠٢٠... يومها تعرّت السلطة السياسية جميعها... وقفت متَّهمة برمَّتها أمام الضحايا وأمام بيروت المدمّرة وأمام ثورة حملت شعارات اسقاط السلطة عشرة أشهر.. بعد ٤ آب ضحكت السلطة السياسية والقضائية على الضحايا وعلى الثورة وعلى اللبنانيين! وقفت الثورة والثوار متفرّجين أمام تسييس التحقيق! بحثوا جميعُهم عن كبش محرقة! ثبت للجميع أن المدير العام للجمارك بدري الضاهر هو من فجّر بيروت! صرخوا جميعُهم اصلبوه اصلبوه وأطلقوا سراح "براباس"ببلاطس البنطي يحمل مطرقة العدالة في بلادي والثورة تصرخ أطلق "براباس" والوزراء يأتون تباعاً لارتشاف القهوة في صرح العدالة.

خسرت الثورة والثوار الحقيقيين لأن الانتهازيين والوصوليين كانوا أقوى من الجياع وأكثر منهم.

لو كان في لبنان ثائرون لأُحتلّ قصر العدل وعُلّقت مشانق القضاة.

لو كان في لبنان ثائرون لأُعدم الزعماء على كراسيهم رمياً بالأحذية.

لو كان في لبنان ثائرون لطُرد ماكرون وهيل وبومبيو والسفراء جميعُهم من الايراني حتى التركيّ بذاته.

لو كان في لبنان ثائرون لما لاحقوا زوجة حاكم لبنان رياض السلامة ونسَوا القاضي فادي صوّان.

في لبنان "أجندات" سياسية تحرّكها أيادٍ خفيّة لضرب فريق وتعويم آخ .

في لبنان يا سادة هناك ثورٌ هائج اسمه الطائفية ولا ثورة ولا من يحزنون!!!!


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa