مصيبة "الحزب" في حلفائه قبل الخصوم!

24/10/2020 12:36PM

يحتار حزب الله أي حليف سياسي يرضي. مشكلة الحزب أنه واقع في "مثلث برمودا" سياسي يجعل من مواقف حلفائه الآخرين متحركة غير ثابتة. قلناها سابقاً ونعيد ونكررها مرة جديدة: مصيبة حزب الله بحلفائه ولعنته بهم.

عندما إتخذ حزب الله قراره عدم تسمية رئيس تيار المستقبل سعد الحريري لتشكيل حكومة رغبةً منه في تسليف رئاسة الجمهورية موقفاً بعد الخطاب "عالي السقف" الذي أذاعه رئيس الجمهورية ميشال عون قبل يوم واحد من موعد الاستشارات، ساد الهرج والمرج لدى فرق سياسي على فرض أنها تُحسب عليه سياسياً من موقع الحلفاء، لكن الملفت دائماً أن تلك القوى سرعان ما تنقلب على الحزب عند كل استحقاق.

لا يُمكن إخفاء أن ثمة تسابق بين حلفاء حزب الله على كسب قلبه وتأييده معاً. النزاع يكبر بين حلفاء الحزب حين يتخذ الحزب موقفاً يساير به فريقاً حليفاً دون آخر. في مسألة تسمية الحريري إختارت حارة حريك أن تسير مع بعبدا في الدرجة الاولى و ميرنا الشالوحي كتحصيل حاصل وهو ما لم يعجب جمهور حركة أمل الذي وجدَ في مواقع التواصل الاجتماعي مننفساً وحيداً لغضبه رغم أن عين التينة كانت تدري وعلى علم كامل بتفاصيل وشجون قرار الحزب عدم التسمية وما سبقه من تفاهمات رعتها هي.

وصل الأمر عبر مواقع التواصل إلى كيل الافتراءات والاتهامات بحق الحزب. سبق ذلك هرج ومرج من نوع آخر وقف خلفه جمهور التيار الوطني الحر حين اعتبر أن حزب الله يُساير وما زال مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري سواء من قضية تشكيل الحكومة والنظرة إلى الحريري وتقديم ترشيحه على ما عداه أو النظرة إلى مسألة ترسيم الحدود مع العدو الاسرائيلي.

عملياً، إنطلقَ الحزب من مجموعة قضايا قدرها في قراره عدم تسمية الحريري مباشرةً في الاستشارات، وهو موقف دأب الحزب على تكراره في أكثر من مناسبة حتى كادت تاريخ تسميته لرؤساء الحكومات منعدماً أو يفتقر إلى الاسماء. مع ذلك، كان يقيم التفاهمات مع أي رئيس حكومة بمعزل عن تسميته.

حدث ذلك مع الحريري راهناً، إذ أوكل الحزب إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري بت أمر التفاوض حول الحصة الشيعية التي كانت مدار خلاف مع السفير مصطفى أديب خلال مرحلة تسميته رئيساً مكلفاً. هنا، أسس الرئيس بري إلى سلسلة تفاهمات مع الحريري وتحت رعاية حزب الله وقبول وتفويض منه حتى، قادت الحريري نحو الإقرار بأحقية الشيعة كطائفة في تسمية وزرائهم ومن ضمنهم تسمية الوزير في حقيبة المال. عند هذا الحد يكون الحزب قد بنى تفاهماً سياسياً – حكومياً مع الحريري بصرف النظر عن تسميته من عدمها.

على مستوى رئاسة الجمهورية والتيار الوطني الحر، تكفل الحزب بموقف مماثل على قاعدة "لا يفنى الديب ولا يموت الغنم". انضوى مع الثنائي المسيحي في تحالف وتعاضد سياسيين أديا في النتيجة إلى إدخال الرئيس سعد الحريري مدار تشكيل الحكومة برقم هزيل يُعد أدنى رقم ناله رئيس حكومة مكلف منذ إتفاق الطائف، ليكون بذلك قد سايرَ حليفيه المفترضين ومن دون أن يوجه اذية سياسية سواء للحريري أو لبري!

عند هذا الحد يكون الحزب قد نسج تفاهماً سياسياً ثلاثي الاطراف مع ثلاث جهات متخذاً ثلاث مواقف متنافرة ومن دون أن يؤدي ذلك إلى الاضرار بأي تفاهم أو حصول أي تداخل بينهم.

في الحقيقة، ما يهم حزب الله من الحكومة، أو أي حكومة سواء العتيدة أو اللاحقة أو غيرهما، و بمعزل عن اي شيء، جملة امور واضحة:

-          تأمين حضوره داخل الحكومة، والمقصود بالحضور أن يؤمن ضمناً الإقرار بتوازن حزب الله داخل السلطة. يؤمن ذلك عبر تمثيل مباشر أم غير مباشر لا يهم.

-          تأمين تمثيل المجموعات السياسية الحليفة الممثلة في مجلس النواب، وفي ذلك نية لإسقاط المطلب الأميركي القائل بإخراج حلفاء المقاومة من المعادلة الحكومية بحجة "تشكيل حكومة إختصاصيين".

-          الالتزام بمطالب الثنائي الشيعي حكومياً، سواء بالنسبة إلى أعداد الوزراء، خلفياتهم وحقائبهم.

-          البحث حول برنامج عمل الحكومة وبيانها السياسي وخطط عملها ومن بينها رفض أي مشروع ضرائبي جديد

-          عكس توازنات مجلس النواب على صيغة الحكومة، وغالباً المقصود هنا الانصياع إلى قواعد تشكيل حكومات عملاً بمبادئ الأخذ بوجهة نظر الأحزاب.

تحت هذا السقف، يُعد حزب الله متعاوناً في المجال الحكومي إلى أقصى حدود.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa