احترق وهو يطفئ نيران ضيعته.. من هو جورج سليمان الذي افتدى بلدة المجيدل بحياته؟

26/10/2020 10:32AM

"كل يوم كارثة في لبنان، ولا حياء لمن تنادي في هذه الدولة".. 

 " كل مشاعر الغضب ما بتكفي، وكل مشاعر الحزن ما بتوفي، زميل بعز الشباب، جبلة محبة وحماس، واندفاع من دون حدود،ترحل وتترك هالدني انت وعم تطفي النار بكرم زيتونك، شو قاسية هالدنيي وهالحياة يا جورج". بهذه الكلمات المعبّرة نعى رئيس الوحدة القضائية الخاصة بتوطيد السلم الاهلي في لبنان  والتابعة للمحكمة الدولية لتسوية المنازعات المستشار الدكتور نبيل بو غنطوس زميله المحامي جورج سليمان الذي لقي حتفه في بلدة المجيدل شرق صيدا بعدما كان يقوم بعملية اخماد النيران التي اندلعت في بلدته.

ويعود مسلسل الحرائق بمآسيه إلى الواجهة من جديد، بعد عامٍ على حرائق مشابهة تعرّض لها الغطاء النباتي في لبنان، في غياب السياسات البيئية والخطط الشاملة لإدارة كوارث كهذه، كأنّ الجهات المعنية لم تتعلّم من المأساة السابقة. 

أكانت مفتعلة ام لا، تبقى النتيجة واحدة: احتراق الاحراج في موسم من المفترض ان تكون الدولة مجهزة لمواجهة الكارثة البيئية التي لا تفوّت عاما الا وتلتهم الاخضر واليابس. 

ولا يكفي أن المواطن اللبناني يعيش أزمة معيشية واجتماعية وخوف عارم من فيروس كوفيد-19 ليضرب بابه خطر النيران الممتدة حوله. 

وكان حريق كبير اندلع في بلدة المجيدل وحاصر عدداً من المنازل في حي الصليب حيث وصلت سيارات الدفاع المدني وحاولت انقاذ الأهالي المحاصرين. خوف جورج سليمان على بلدته وشهامته التي لا توصف دفعت به لتقديم العون، وهو أعزل، دفاعا عن بلدته أهلها من لهيب النيران، ما أدى الى سقوطه على مذبح مسقط رأسه بفخر وعزة وكرامة.

إشارة الى ان حزب "القوات اللبنانية" في منطقة جزين، نعى الشاب الراحل المحامي جورج سليمان بكلمات مؤثرة. وتوجه إلى روح الراحل بالقول: "نم قرير العين يا جورج، المجيدل التي حملتها أمانة حتى الموت، ستبقى أمانة حتى إنقضاء الدهر. لك الراحة الأبدية، ولعائلتك الصبر والعمر المديد".

الى ذلك، موجة حرائق لا تزال تجتاح مناطق لبنانية شاسعة، على الرغم من أننا أصبحنا في أواخر شهر تشرين الاول الذي من المفترض ان يكون طقسه معتدلا. وفي ظل هذه الكارثة البيئية يبدو أن الدولة  اللبنانية غير معنية في هذه القضية، وما كان إلا على أهالي المناطق الملتهبة ملئ فراغ دولتهم لإنقاذ أحبابهم ولو على حساب حياتهم. 

الدولة غائبة وغارقة في غيبوبة.. لا يعملون سوى على إتمام صفقات، وليت ما تتضمنه الصفقات حسّ إنساني لصيانة الطوافات. البلد ليس قادراً على مواجهة أي شيء، غير قادر على مواجهة مشاكل تعتبر يومية عادية في بلدان أخرى. فكيف سيواجه لبنان هذه الكوارث؟  في حين أن الدولة حتى اليوم لم تفِ بوعودها للدفاع المدني من خلال إمداده بالعديد والعتاد اللازمين لمواجهة الكوارث الطبيعية أم "المفتعلة"؟ اللبنانيون يعيشون بقلق وخوف وعناصر الدفاع المدني اللبناني تستميت لإطفاء الحرائق التي تندلع في كل لبنان وبتوقيت واحد أحيانا.. فمتى تستفيق دولتنا من غيبوبتها؟ 


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa