مخاوف من مشهد خطير.. ماذا بعد حكومة الحريري؟

27/10/2020 07:12PM

سعد الحريري رئيسا مكلفا لتشكيل الحكومة بتوافق دولي وقرار أميركي..

جملة قصيرة وواضحة، تعبّر عن التحوّل المفاجئ في المسار السياسي خلال الأيام القليلة الماضية.. هذا التحول الذي صوحب بأسئلة كثيرة حول توقيت تكليف الحريري وتداعيات التأليف من عدمه على الوضع العام للبلاد.

الأكيد، وبحسب أوساط مطلعة، أن الإتفاق على إسم الحريري لتشكيل الحكومة تم بناء للمصالح المتوافرة حاليا في المنطقة، والتي تعدّ أكثر من ضرورية ولا مجال للتأخير في تحقيقها. 

واحدة من بين هذه المصالح، لا بل الأساسية هي ملف الترسيم الحدودي بين لبنان وفلسطين المحتلة، تقول الأوساط، شارحة أن هذا الملف يحتاج لرئيس وزراء يصادق عليه، وبالتالي وحده الحريري من يجب التوافق عليه لهذه المرحلة. إضافة الى ملفي اليونيفل والممتلكات الحكومية.

الهدف الاول لتشكيل الحكومة، أي عملية الترسيم، لا يعني أن التسوية الكبرى قد بدأت بالتنفيذ، كما لا يعني أن الحلول الجهنمية ستتحقق بسرعة البرق وسيفتح الله أبواب النعيم على لبنان.

تقول الأوساط المطلعة، أن عودة الحريري يجب أن تكون مع سلّة ممتلئة ماليا، لتتمكن من انتشال الاقتصاد اللبناني من انهياره، وحتى لا تنقلب تلك العودة على شخص الحريري حين سيعتبر اللبنانيون أن عودته كما عدمها لا تغني بشيء، لا بل سببت ضررا في إضاعة الوقت اكثر.

كما أن مسألة انخفاض سعر صرف الدولار بالتزامن مع التكليف، تمت الإستفادة منها لفرض أجواء تطمينية بشكل عام، إلا أنها غير متّصلة بهذا التطور بل تلتصق التصاقا وثيقا بالتدبير الذي اتخذه مصرف لبنان لجهة تحديد سقف السحوبات بالليرة اللبنانية.

لكن المعطيات تشير الى عكس كل ما يشاع عن أجواء إيجابية قد تترافق وتشكيل الحكومة على الصعيد الإقتصادي أو لجهة تداعيات ترسيم الحدود.

وهنا، تلفت الاوساط الى أن من يعتقد أن ترسيم الحدود البحرية سيكون بمثابة فانوس سحري يُغرق لبنان بالنعيم، فهو "واهم واهم"، وذلك لأن الدول الراعية لهذه الصفقة، وتحديدا أميركا ومن بعدها "اسرائيل" لن تسمح لا اليوم ولا في المستقبل بأن يصبح لبنان بلدا نفطيا ويزدهر اقتصاديا.

وتكشف الأوساط أن الإسرائيلي سيبادر فورا الى حفر الآبار بعد الإنتهاء من الترسيم وضمن الميثاقية الدولية، فيما لن يتمكن لبنان من ذلك. وتضيف " هناك تصورين للطرق التي سيُمنع لبنان بواسطتها من استخراج النفط. الأول: الإيهام بعدم اكتشاف ما يمكن أن يكون له فائدة اقتصادية في البلوك 9 و8. والثاني: عدم إيجاد شركات تنقيب لتلزيمها".

كما تشير الأوساط الى أن "ملف سيدر الذي ينتظر تشكيل الحكومة لن يمر مرور الكرام، وستكون المعركة بشأنه حامية، لا سيما وأن تداعايته ستكون دينا زائدا على كاهل اللبنانيين لا رخاء على الإطلاق، وقد يكون حزب الله الجندي الاول في المعركة".

من هنا، كان موقف حزب الله المنكفئ عن تسمية الحريري، بعد أن وضع احتمال المواجهة مع الحكومة العتيدة، بحسب أوساط مطلعة، "انطلاقا من رؤيته لما سيكون عليه المشهد فيما بعد، وهو بذلك يتفادى الإحراج وتكون يده منطلقة بحرية لتلك المواجهة إن اشتد النزال في فرض شروط التسوية أو حاول الاميركيون فرض مصالحهم عبر الحكومة".

وعلى الرغم من ذلك، لن يعيق الحزب عملية التأليف بل ستسهل مهمة الحريري، لكن دائما على قاعدة "ما أُعطي لغير الحريري يُعطى إليه والعكس صحيح". وتقول الأوساط: "نحن أمام خندق كبير، وانعاش لبنان لن يكون إلا بالمصادقة على التطبيع والتوطين". 


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa