30/10/2020 11:38AM
كتب حسّان الحاج حسين في السياسة:
كأن الموت يتجوّل في شوارع طرابلس ليخطف "أحبابنا" يومياً دون أن يأخذ بعين الاعتبار مآسي هذه المدينة التي تعاني منذ نعومة أظافرها من إهمال الدولة والفقر المدقع الذي يلّفها كالأكفان.
من حوادث السير الى قوارب الهجرة، مروراً بفيروس كورونا والرصاص الطائش، وصولاً الى القتل المتعمد، كلها أسباب أدت في نهاية المطاف الى فقدان عزيزٍ هنا، وأخ هناك وخوف يتملّك قلوبنا على ما تبقى من هذه المدينة.
كل ذلك وأكثر جعل عاصمة الشمال مدينة مختلفة عن سواها من المدن اللبنانية، فتحولت من ساحة تصفية الحسابات السياسية والأمنية الى حالة منفردة سياسياً واقتصادياً وأمنياً، نافضةً عنها غبار أكثر من 25 جولة قتال طائفي مناطقي سياسي، إضافة الى محاولات جرّها الى مستنقع الحرب السورية حتى عام 2019.
وفي طرابلس، للفقر وجه آخر.. وجه حرّر أبناء المدينة من المسلمات السياسية والطائفية التي لطالما حاول الإعلام إبرازها بين الأزقة..
فالمدينة اليوم لا تكترث بما يدور في البلاد، ولا يهتم أبناؤها بتكليف رئيس حكومة، ولا بتشكيلها،ولا لعدد الوزراء الطرابلسيين. وقد أثبتت التجارب أن الساسة لا يهتمون إلا لمصالحهم الحزبية والشخصية. لذلك أصبح جلّ اهتمام الطرابلسيين اليوم تأمين لقمة العيش لعائلاتهم التي اعتادت على القلة.
هذه الأزمة الطويلة أخرجت الطرابلسيين من مستنقع الإنتماءات السياسية والطائفية. فلم تعد قلعة "السنّة" ولا القاعدة الشعبية لتيار المستقبل أو غيره من الأحزاب اللبنانية، وأنتجت مجتمعاً ينتفض على كل تابوهات الساحة السياسة في لبنان ليجتمع تحت راية الفقر محاولاً الاستمرار بما تبقى من مقومات الحياة.
شارك هذا الخبر
صيانة على أوتوستراد الفيدار ليلاً... وتحويل السير باتجاه جبيل لمدة شهر
روسيا تعلن السيطرة على قريتين في دونيتسك وتكبد أوكرانيا خسائر "فادحة"
لا مسلحين ولا انسحاب... الجيش: الوضع تحت السيطرة على الحدود
طقس صيفي حار نسبياً... والضباب يلف المرتفعات
مخلفات عدوان سابق تثير ذعراً في حاروف... ولا قصف جديد
عودة: لا إصلاح بلا دستور ولا إيمان بلا عقيدة
أستراليا ترفض الالتزام المسبق بإرسال قواتها للحرب
في عز الأزمات... البطريرك الراعي يجد في العائلة مدرسةً للصمود والرجاء
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa