جويس عقيقي: "اللّي استحوا ماتوا"!

30/10/2020 06:48PM

كتبت جويس عقيقي في السياسة: 


"اللّي استحوا ماتوا"! 

نبيه برّي لن يتنازل عن "الماليّة"!

وليد جنبلاط عينه على "الصّحّة" و "التّربية" أو "الشّؤون الاجتماعيّة".

"حزب الله" مستعدّ للمقايضة على حقيبة "الصّحّة" شرط حصوله على حقيبة وازنة كـ "الأشغال" مثلاً أو "التّربية".

سعد الحريري قبل بالتّنازل عن "الدّاخلية" لرئيس الجمهوريّة مظهراً موقفاً ليّناً علّه بذلك يستطيع تشكيل الحكومة لكنّه يرفض إعطاء "الطّاقة" لشخصيّة تدور في فلك  جبران باسيل.

بدوره باسيل يرفض "الفيتو" الذي يضعه الحريري عليه في "الطّاقة" ووساطات تحاول تقريب وجهات النّظر بين الرّجلين وكذلك يريد باسيل أن تكون حصّته مع حصّة رئيس الجمهوريّة 7 وزراء في حكومة عشرينيّة!

"تيّار المردة" يريد مقايضة الأشغال بحقيبة وازنة تعبّر عن تمثيله كالصّحّة أو الاتّصالات أو البيئة أو العدل مثلاً ...

طلال إرسلان يريد أن يتمثّل في الحكومة بوزير درزيّ يسمّيه!

مشهدٌ مضحك ومقرف حقّاً!

المحاصصة "ضاربة طنابها" في عمليّة تشكيل الحكومة الّتي يفترض أن تكون حكومة "إنقاذ للبلد" أو ما تبقّى من البلد لا بل ما تركوه هم من هذا البلد الّذي تناتشوه وباعوه وتاجروا به ولا يزالون!

ألا تخجلون؟ "عن جدّ اللّي استحوا ماتوا!"

كيف تستمرّون بلعبة المحاصصة نفسها منذ سنوات وبلدنا "ع آخر نفس"؟

"كيف إلكن عين؟" بعد كلّ ما حصل، وبعدما سقط 200 شهيد وآلاف الجرحى في تفجير مرفأ بيروت وبعدما دمّرت العاصمة وبات عددٌ  كبيرٌ من أبنائها بلا مأوًى، وبعد هذه الكارثة وهذه الفاجعة وبعد كلّ هذا السّواد ... تتقاسمون الحصص؟

ألا تخجلون من عيون أمّهات الشّهداء الّذين سقطوا في تفجير بيروت؟ ألا تخجلون من نظرات آبائهم وأشقائهم وشقيقاتهم؟ ألا تستحون من النّظر إليهم وأنتم تتقاسمون الحصص والمغانم والمكاسب وكأنّ شيئاً لم يكن وكأنّ وجعاً لم يكن وكأنّ دماراً لم يكن وكأنّ ألماً لم يكن وكأنّ ثورة لم تكن؟!!!!!

ما زلتم تتقاسمون الجبنة وتتناتشون "غاتو" مصالحكم  وتلعبون لعبة المحاصصة والتّوزيع والتّقاسم على قاعدة: "هيدي إلي وهيدي إلك"!

ما زلتم تتآمرون وتتفجعنون حتّى على حساب الفاجعة ... ولا تشبعون! أما شبعتم؟

أما شبعتم سلطةً ومالاً ونهباً وسرقة؟ أما شبعتم نهشاً بالوطن؟

ما زلتم تنتفضون كلّما نقُصت مغانمكم لتحصيل المزيد منها متناسين كرامة شعبكم وجوعه وفقره وعوزه وقهره وتشرّده وموته! نعم موته ...

فشعبكم يموت يومياً من قلّة "العيش" ومن ذلّ العيش ومن مرارة العيش ومن قساوة العيش ...

 وطبعاً لن نقول لكم ختاماً: "يعيش يعيش يعيش!" بل "يموت يموت يموت" كلّ من تسبّب بقهر شعبه وتشرّده واغترابه في وطنه وخارجه!

يموت كلّ من جوّع شعبه وسرقه ونهبه وساوم عليه وتاجر به وباع واشترى بدماء شعبه وشهدائه!

"يموت يموت يموت" كلّ من خان بلده وشعبه لأجل حفنةٍ من الفضّة أو حفنة من السّلطة!


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa