ترامب أمام خيارين.. فماذا يجري في كواليس الإنتخابات الأميركية؟

06/11/2020 02:09PM

وكأن الكرة الأرضية توقفت عن الدوران، والكل يترقّب الشخصية التي ستسكن البيت الأبيض، وتحكم العالم لا الولايات المتحدة الأميركية فقط.

المؤشرات الاولى تفيد بتقدم كاسح للمرشح الديمقراطي جو بايدن على الرئيس الحالي والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، فيما الأنظار تشخص باتجاه الولايات الخمس الاخيرة التي ستحدد الفائز. وترامب يبدو غير راض عن النتيجة، وقد توجه الى القضاء قبل انتهاء الفرز بسبب التزوير على حد تعبيره.

ما يجري عمليا بمرحلة عدّ الأصابع في هذه الإنتخابات، أبعد من تنافس بين مرشحين، والحقيقة وحدها تكمن في إرادة الدولة الاميركية العميقة.

فهذا التأخير الحاصل في إعلان النتائج ليس سوى هامش تفاوضي أمام الرئيس الأميركي المقبل. ولفهم المشهد أكثر لا بد من قراءة نتائج الإنتخابات التشريعية التي تحصل بالتوازي وتأثّر بشكل مباشر على هوية الرئيس المقبل.

وهنا، تشير أوساط مطلعة على ما يجري في كواليس تلك الانتخابات، الى أن الدول الاميركية العميقة لن تسمح بأن يسكن البيت الابيض رئيس يمتلك اغلبية في مجلسيّ النواب و الشيوخ، فضلا عن سيطرته على المحكمة العليا، وهذا الأمر إن حصل، يعني تكريس "اله" جديد على العالم  قد يطيح بكل المنظومة العميقة الحاكمة والتي تدير كل تفصيل في السياسة الدولية.

آخر الارقام تشير الى تقدم الجمهوريين في مجلس النواب، وهم حكما يمتلكون الأغلبية في مجلس الشيوخ، وما زال أمامهم عدد قليل من المقاعد للحصول على الأغلبية أيضا في مجلس النواب. وهذا ما يعد خطا أحمرا لدى الإدارة الاميركية. 

وتلفت الاوساط نفسها في هذا الخصوص، الى أن التفاوض الحاصل اليوم هو على تخيير الجمهوريين بين أغلبية مجلس النواب والبيت الأبيض، فالامر لم يعد عمليا بيد شخص ترامب.

وبالتالي، الأمر متوقف على قرار الجمهوريين، فإما يحتفظون بأغلبية مجلسي النواب والشيوخ وتذهب الرئاسة للديمقراطيين، وإما يخسرون أغلبية مجلس النواب ويحتفظون بترامب رئيسا، بحسب المطلعين على خفايا إدارة الدولة العميقة للإنتخابات.

يجري هذا وسط تصريحات مبطنة صدرت عن ترامب يتهم فيها "بعض من يهندس نتائج هذه الانتخابات" بالتزوير، وهي مازادت من وضعه الإنتخابي سوءا لأنه حكما لم يكن يقصد الديمقراطيين، إنما تحدث عن الإدارة العميقة، وما هو ما يُعتبر هجوما واضحا وصريحا، حسبما أشار المطلعون.

مهما كانت شخصية ساكن البيت الأبيض، فالسياسة الأميركية الخارجية تحددها تلك الدولة العميقة، التي تستنسب مصالحها في الطريقة الأمثل لإدارة الملفات الدولية، لاسميا وأن ترامب جلب لأميركا الكثير من العداوات خلال فترة حكمه، فضلا عن خروجه من الكثير من الإتفاقيات الدولية، ما يشير بحسب الأوساط، الى رغبة في إيجاد طريقة جديدة لمقاربة تلك الملفات. 

 


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa