بعد انهيار الليرة وجنون الدولار.. هل يتّجه لبنان الى العملة الرقمية؟

12/11/2020 09:17AM

"العملة الوطنية الرقمية".. مصطلح غريب أثار حفيظة اللبنانيين لاسيما غير المتخصصين منهم في مجال الإقتصاد والنقد ، بعد التصريحات التي أدلى بها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والتي لفت خلالها  الى "وجوب إعداد مشروع عملة لبنانية رقمية، خلال سنة 2021، تساعد على تطبيق "SYSTEM CASHLESS مما يتيح تحريك سوق النقد محليا وخارجيا".

غرابة هذا المصطلح أو هذه التقنية تكمن في كيفية أن يكون الرقم عملة بحد ذاته، تتم عبره عمليات الشراء والبيع بين الناس.

وفي هذا الصدد، يعرّف الخبير الإقتصادي لويس حبيقة مصطلح "العملة الوطنية الرقمية" أو ما يُعرف بـ " Digital currency " بأنها العملة المشفرة أو العملة الإفتراضية أو العملة الإلكترونية.

ويشرح حبيقة طبيعة هذه العملة وكيفية التعامل بها في حديث لـ "السياسة"، فيقول " هي عبارة عن حسابات عبر الإنترنت، ليست "كاش" وغير ملموسة باليد  كالـ"بيتكوين" مثلا، وهي عملات رقمية مشفرّة غير مركزية". ويضيف " تصبح عمليات الشراء والبيع عبر هذه الحسابات أي من حساب الشاري الى حساب البائع، وبالتالي يبتعد الناس عن استعمال العملات الورقية".

وهنا يلفت حبيقة الى أن Digital currency مختلفة عن الفيزا كارد والماسترد كارد التي تعتمد على النقد أي على الليرة أو الدولار أو اليورو.

وعن كيفية انشاء تلك الحسابات يقول حبيقة " يتم شراؤها بالمال النقدي ومن ثم تجري أعمال البيع والشراء عبرها دون اللجوء الى دفع نقد ورقي، على ذات قاعدة شراء الذهب".

أما عن فوائد اعتماد هذه التقنية فيقول: " هي ممتازة، تريح الناس من النقد الورقي، فتنسى أمر الليرة والدولار، وبالتالي يتعاملون عبر هذه الحسابات الرقمية التي ستسهل عملية التبادل بينهم، وتبعدهم عن التفكير بمسألة النقد، ما ينعكس بدوره إيجابا على كل ما يرتبط بحياتهم وقدراتهم الشرائية، كما أنها تساهم بفك الإرتباط الوثيق بالدولار الاميركي، وتُحسّن قنوات الجباية الضريبية وتحدّ من الهدر". 

لكن حبيقية يعتقد أن تطبيقها في بلد مثل لبنان يحتاج الى الكثير من الوقت والجهد لتصبح سائدة ومتعارف عليها بين جميع المواطنين، لا سيما وان عمليات الشراء والبيع لا يمكن أن تتم في هذه الحالة الا عبر حسابين رقميين. معتبرا أننا "تأخرنا كثيرا في لبنان بكل ما يتعلق بمسائل النقد، ولنقنع الناس برفض النقد واستعمال العملة الرقمية نحتاج الى وقت طويل من التحضير التثقيفي والنفسي والفكري والعلمي لهذا النوع من التقنيات، لا سيما وأن اللبنانيين أصبحوا مهووسين نوعا ما بالدولار".

ويشير الى أن "الـ "بيتكوين" لم تفعّل بشكل كبير عالميا، كون المواطنين في كل العالم متعلقين بالعملة الورقية، ما يفسّر عدم القدرة على تطوير هذا النظام حتى اليوم، والدليل على ذلك تقلب سعرها على الدولار بشكل كبير يوميا واسبوعيا، ما يعني أنها لا تزال مجرد سلعة لا استقرار فيها. لكن إن نُفّذت في لبنان وقام المصرف المركزي بدعمها فيمكن أن يعطيها ثقة بين الناس للوثوق بالفكرة ومحاولة استخدام هذه التقنية التي ستكون فعّالة".

بصورة عامة، لا يوجد توافق دولي على نجاعة العملات الرقمية، وتجارب الدول تختلف بحسب طبيعة نظامها السياسي وشكل اقتصادها. أما فيما يخص لبنان ومدى استفادته من إطلاق عملة وطنية رقمية خاضعة لسلطة الدولة في مواجهة أزمته الاقتصادية ، فيبدو أن ذلك يحتاج إلى دراسات مطوّلة وجهد كبير.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa