21/11/2020 06:02AM
رغم الاعتقاد بأن الحريري لم يتخلَّ عن ربط نزاعه بحزب الله، وتيقنه - لاسباب محلية ومذهبية اكثر منها اقتداءً بالحجج الاميركية - من ان لا حكومة من دون موافقته المتمثلة بمشاركة ما في تأليفها، يعرف في الوقت نفسه انه بات اضعف من ان يتجرأ على وضع مسودة في عِدادها ممثلون، مباشرون او غير مباشرين لحزب الله. ما بدا متاحاً مع سلفه اديب اضحى مستحيلاً الآن. لم يعد مفيداً وذا اهمية اظهار تخليه عن حقيبة المال لحركة امل وقبوله بحقيبة خدمات لحزب الله كالصحة وترك الحرّية لهما في اختيار وزرائهما. عرض كهذا كان الحريري سبّاقاً ابان تكليف اديب الى تقديمه الى الثنائي الشيعي، وساهم في اقصاء السلف المكلف كي يقدمه هو بنفسه.
سقط ذلك التنازل مذ اخطره الاميركيون برفضهم وضع حقيبة المال في يد حركة امل، لئلا يُتاح لحزب الله من خلالها الحصول على تمويل لنشاطاته التي يعدّها الاميركيون ارهابية. لم يكن ادراج اسم الوزير السابق علي حسن خليل في لائحة العقوبات الاميركية في 8 ايلول رسالة الى حركة امل تكتفي برفض عودة الحقيبة اليها، بل بتأكيد انها لن تكون بين يدي اي وزير يمت بصلة الى الحركة والحزب في آن. الامر نفسه يرتبط بوضع حقيبة خدماتية لدى حزب الله، وإن من خلال وزير اختصاصي. كانت السفيرة في بيروت دوروثي شيا وجهت اشارة سلبية سلفاً عندما كشفت ان إحجام حكومتها عن تقديم مساعدات الى وزارة الصحة في ظل وزيرها الاختصاصي الحالي حمد حسن بسبب ارتباطها بالحزب.
وليس خفياً على احد ان العقوبات الاميركية والتلويح وإن من بعد باحتمال انضمام عقوبات اوروبية اليها، باتت جزءاً لا يتجزأ من ادارة الصراع السياسي الداخلي في البلاد. لم تعد العقوبات هذه موقفاً اخلاقياً مرتبطاً بالمساءلة والعقاب على مخالفة القوانين وتفشي الفساد، مقدار ما هي في صلب الاخلال بالتوازنات اللبنانية الحساسة. عندما فُرضت العقوبات الاميركية على باسيل بدت لوقت قصير، وتطوّع كثيرون للترويج لها على انها مساءلة اخلاقية لفاسد، قبل ان يفصح الاميركيون قبل سواهم عن سر العقوبات هذه، ويعزوها الى تحالفه مع حزب الله. بذلك تساوى باسيل وحزب الله عند الاميركيين، ليس في طردهما من النظام المصرفي الدولي فحسب، بل في ادراجهما في لائحة مَن يُفترض ان يكونوا خارج السلطة اللبنانية، والاعتقاد تالياً ان من السهولة بمكان بناء سلطة جديدة بدءاً من تأليف حكومة لا مكان لهما فيها.
عندما تصبح المواجهة بين واشنطن وحزب الله مباشرة على الارض اللبنانية، يمسي تأليف الحكومة ودور الرئيس المكلف ثانوياً، هامشياً، من عدّة الشغل.
المصدر : الاخبار
شارك هذا الخبر
عون يتسلم دعوة قطرية للمشاركة في مؤتمر القمة العالمي للتنمية
فم أوزمبيك... ما عليكم معرفته والانتباه منه!
إدارة ترامب تأمر بإقالة 20% من جنرالات الجيش
لقاء سوري- إسرائيلي سري... ماذا يحصل في الكواليس؟
أدرعي: نقلنا سوريين دروز للعلاج في إسرائيل
الجيش: تفجير ذخائر غير منفجرة في هذه المنطقة
عملية بيجر ثانية كادت تستهدف الحزب!
"اليونيفيل": نواصل حث إسرائيل على الانسحاب الكامل من لبنان
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa