الفارّون من سجن بعبدا لم يكن هدفهم "سامي" لكنّه دفع الثمن!

26/11/2020 07:58PM

حُظوظُ فُقراء الارض إن حيكَت لخاطت قطعةَ قُماشٍ لا تكفي لتضميد جرحٍ صغيرٍ.. 

أمّا مأساتُهُم، فإن حيكَت لأشادت قصورًا.. 

في لبنان، حظوظهم أقلّ ومأساتهم أكبر حتّى.. وحيواتهم، تستمرّ بالصدفة، كموتِهِم، الصّدفويّ أيضًا... 

لم يمُت سامي بشارة ابو جودة حين هاجمه الفارّون من سجن بعبدا، من ماتت هي أحلامه، الّتي لم تتعدَّ أن تكون أكبر من قطع سيّارةِ أجرةٍ، يقتاتُ عبرها هو وعائلته.. 

لا شكّ أنّ المظلوميّة في بلدٍ كلُبنان لا تُفرِّقُ بين مواطنٍ وآخر. 

وإنّما الطغمة السياسيّة الحاكمة قد تفعل.

ففي حديثٍ لـ "السياسة" مع سائق التاكسي التي سرقها السجناء الفارّين من سجن بعبدا واصطدموا بها في شجرة، حيث مات معظمهم.. أكّد أنّ أحدًا من السياسيين لم يتّصل به أو يتواصل معه، كما لم يعوِّض عليه خسارته أحدٌ. 

لا من الهيئة العُليا للإغاثة، التي أكّد رئيسها اللواء خير أنّها تحتاجُ إذنًا من مجلس الوزراء لمساعدة سائق التاكسي. 

ولا من أيّ سياسيٍّ أو رجل أعمالٍ أو متموّلٍ سمع بالحادثة.. 

وحده، المطلوب للعدالة، نوح زعيتر، تواصل عبر أحد الأشخاص مع سامي، ومازال يحاول حتّى اللحظة تأمين سيّارةٍ بديلة له... 

سامي روى لـ "السياسة" تفاصيل سمع بها الجميع، عن ضربه ورميه من السيارة، هو الذي مرّ صدفةً من جانب سجن بعبدا خلال عمليّة الهروب.. 

لكنّ ما لا يعرفه معظم من سمع بالقّصة، هو أنّ سامي سامح السجناء الفارّين على سرقة سيارته. 

أمثالُ سامي، لن يصيروا يومًا وزراء أو نوّاب أو رجال أعمال مهمّين، أمثاله، يبقون على الرغم من كلّ طيبتهم وأخلاقهم ومسامحتهم على هامش بلادنا.. 

هُنا، يحتلُّ تلك المراكز من يتجبّرون ويزوّرون وينبطحون، قلائل من يبلغون مراكزهم لأنّهم يستحقّونها... 

لبنان، يُعلّقُ مشانق أبنائه كُلّ صباحٍ، يؤخّرُ إعدامهم أحيانًا لتغيب الشمس، كي لا يراهم يموتون.. 

يفيقُ في اليوم التّالي لـ "يشطف" دماءهُم من على ترابه.. ولا يلتفت لمآسي استمرارهم او استمرار من يحبُّهُم.. 

لبنان، يكادُ يصبحُ أضيق من نقطة حبرٍ، والحياةُ هُنا على المستضعفين انتحار! 


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa