الإنتخابات الطلابية.. بداية نهاية الاحزاب أم أجندة سياسية جديدة؟

08/12/2020 02:09PM

هبة علّام - السياسة:

صادمة.. كانت نتائج الإنتخابات الطلابية التي حصلت في بعض الجامعات الخاصة مؤخرا، بالنسبة للبعض. لكنها مبشرة بأمل التغيير بالنسبة للشباب المنتفض والمستقل والعلماني. 

هذه النتائج التي أظهرت تقدما ملحوظا لأطراف جديدة، كالمستقلين والنادي العلماني، على حساب باقي الأحزاب والتنظيمات، طرحت الكثير من الأسئلة حول تبدل المزاج الشعبي والشبابي تحديدا. وانعكاس ما حصل على الأحزاب بصورة أزمة تنظيمية قد تكون بحاجة الى إعادة نظر. 

لكن بعيدا عن الصورة الإعلامية التي كانت عبارة عن "انتصار ساحق حققه العلمانيون والمستقلون في الإنتخابات". هناك تفاصيل تقنية ساهمت الى حد كبير بهذا الفوز وأهمها غياب أغلب الأحزاب في الكثير من كليات الجامعات لاسيما " AUB,LAU,USJ" عن المعركة الإنتخابية، فتم الحصول على مقاعد المجالس الطلابية عن طريق التزكية، فضلا عن بعض التحالفات وأهدافها والتي أثّرت على رصيد الأحزاب في بعض الكليات التي شاركت فيها. يضاف الى ذلك، طبيعة الإنتخابات التي كانت صورية نوعا ما خصوصا في الجامعة الأميركية، حيث كانت المدة الزمنية التي تفصل الإعلان عن إجراء انتخابات طلابية وانتهاء مهلة الترشيح أربعة أيام فقط، وهي مهلة لم تكن كافية لإنشاء تحالفات أو تشكيل لوائح. ما دفع الاحزاب لإعلان عدم مشاركتها في المعركة الإنتخابية. هذا ما قالته أوساط طلابية متابعة لملف الإنتخابات الجامعية. 

إلا أن الصورة العامة جاءت كالآتي: " أحزاب السلطة فقدت هيبتها أمام الشباب العلماني المستقل.. وبدأت تُهزم"!!


"حركة أمل" راضية عن نتائج الإنتخابات الطلابية  

علي تفاحة، مسؤول قسم الجامعات الخاصة الارسالية في مكتب الشباب والرياضة لحركة أمل، أكد في حديث لـ "السياسة" أن "نتائج الإنتخابات على الصعيد التنظيمي لحركة أمل في الجامعات الثلاثة كانت على قدر الآمال، وتم الحفاظ على عدد المقاعد مقارنة بالعام الماضي لا بل حصدنا عدد أكبر في اليسوعية".

ويلفت علي الى أنهم حققوا المطلوب على الصعيد التنظيمي، وهم راضون لا بل مرتاحون لتلك النتائج، لاسيما وأنهم التنظيم الوحيد الذي شارك في كل الانتخابات رغم غياب الاحزاب وشكلوا رأس حربة في المواجهة، ما يعني استقرار الوضع التنظيمي للحركة في الجامعات لا بل تحسنه في بعض الكليات.

أما بالنسبة لما حققه النادي العلماني والمستقلون، فيعتبر علي أنهم " استفادوا من غياب مشاركة الاحزاب بشكل كبير، وتغيُّر المزاج عند بعض الشباب بعد 17 تشرين الذي لا يمكن تخطيه، لا من ضعف الاحزاب. وبالتالي ذلك لا يعكس حقيقة الأرض التي تؤثر بصورة مباشرة على الإستحقاقات الإنتخابية الكبيرة". 


الإنتخابات الطلابية تجمع "المستقلين" و"القوات" على فرصة أمل! 

من جهته اعتبر طوني بدر، رئيس مصلحة الطلاب في حزب القوات اللبنانية، أن "نتائج الإنتخابات الجامعية ليست جرس إنذار بالنسبة إلينا بل فرصة وأمل بأن يكون هناك فعلا تبدل بالمزاج الشعبي، الذي نرغب به ولسنا خائفين منه، فالهدف الأسمى أكبر من كل التفاصيل والاشخاص الذين انتخبوا نتفق وإياهم بالحد لأدنى على عدة طروحات لجهة مكافحة الفساد وحتى النظرة السيادية للبنان".  

"فما حدث انعكاس لرغبة الشباب اللبناني خاصة بعد ثورة 17 تشرين بالتغيير، خاصة بعد خيبات الامل التي شعر بها بسب تصرفات هذه السلطة السياسية على مختلف الأصعدة بعيدا عن بعض الأمور التقنية المتعلقة بالترشيحات والتحالفات"، يقول بدر ويشدد على أنهم كقوات حافظوا على مقاعدهم وعلى حضورهم في الجامعات على الرغم من خوض الإنتخابات منفردين من دون تحالفات، " وهذا دليل إضافي على محافظتنا على قاعدتنا الشعبية وأن لا حاجة لإعادة النظر في خطابنا السياسي، وبالتالي نحن جاهزون دائما لخوض أي انتخابات أو أي نزال ديمقراطي".


هكذا يتمدّد "النادي العلماني" على أنقاض "الدولة"..

هذه المواقف الحزبية الرسمية، قابلها تساؤلات عدة من جمهور بعض هذه الأحزاب الذي طرح علامات استفهام حول "النادي العلماني" وخلفياته، وظهوره اليوم بهذه القوة.

وفي استطلاع آراء الجمهور، اعتبر البعض منهم، أن "هذا النادي هو امتداد لجمعيات ومنظمات الــ NGO's المُموّلة والمدعومة أميركياً عبر برامج ومشاريع مختلفة، إنما داخل الجامعات لإستهداف الشباب بعكس عمل الجمعيات الفعلية التي تستهدف الشارع. وعلى الرغم من أن النادي قديم كما المنظمات الى أنهم يتوسعون في المجتمع بشكل تدريجي وهادئ وبطرق مختلفة، ولديهم كل الإمكانات المادية والإعلامية لتحقيق ذلك. وبالتالي، لا بد من الإنتباه الى خلفياتهم وأهدافهم التي باتت اليوم، لا سيما بعد تلك الإنتخابات، ترسم مشروعا سياسيا منتظرا، وهذا بدا واضحا في خطابات انتصارهم في الإنتخابات الجامعية التي شكّلت برنامجا وطروحات سياسية أكبر من حجم مجالس طلابية وهموم جامعية".  

لكن في المقابل  يعتبر هذا الجمهور نفسه، أن ما ورد أعلاه ليس "شيطنة" لهذا النادي ومن خلفه من جمعيات داعمة كما أنه ليس دعما للأحزاب، وإنما تنبّه لأي دور له بأن يكون أداة خارجية تنفّذ أجندات سياسية معينة لا تقل سوءا عن ما نحن عليه، لأن الإرتباط بينه وبين المنظمات الممولة بات واضحا.  


وبغض النظر عن المشهد الذي رسمته تلك الإنتخابات بنتائجها، سواء كانت بروباغندا إعلامية بعيدة عن الواقع أم لا، يبقى السبب الرئيسي لتوسع هذا النادي وغيره والمنظمات هو غياب الدولة وفساد الطبقة السياسية الحاكمة وتقصيرها في شتّى المجالات. إضافة الى نهج تلك الأحزاب التي نصّبت نفسها المنقذ بالشعارات من دون أي خطوات عملية تجعلها محطّ استحسان الشعب وخصوصا فئة الشباب. 


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa