رسوم الصين "غير مبررة".. أستراليا تقدم شكوى لدى منظمة التجارة العالمية

كشف وزير التجارة الأسترالي، سيمون برمنغهام، الثلاثاء، عن طلب سترسله بلاده لمنظمة التجارة الدولية، للتحقيق في  التعرفات الجمركية الصينية على عدة منتجات أسترالية، ولا سيما الشعير.

وقال برمنغهام  إن رسوم بكين الإضافية على واردات الشعير، والتي بلغت 80 في المئة "تفتقر إلى الأساس" و "لا تستند إلى حقائق وأدلة"، مضيفًا أنه يمكن اتخاذ مزيد من الإجراءات في قطاعات أخرى.

ويعد هذا تصعيدا كبيرا في التوترات بين البلدين.

وفي نوفمبر، لوحت أستراليا بتقديم شكوى لدى منظمة التجارة الدولية بعد أن فرضت الصين، في مايو الماضي، تعريفات جمركية بنسبة 80.5 في المائة على الشعير الأسترالي، الذي يستخدم في تخمير مشروب البيرة الكحولي، لـ"بيعه بأسعار منخفضة بشكل غير عادل"، الأمر الذي اعتبرته أستراليا "استنتاجاً خاطئاً"، مناشدة السلطات في بكين إلغاء هذا النوع من الضريبة.

وطال النزاع التجاري بين الدولتين قطاعات أخرى من بينها لحوم الأبقار والفحم وحتى النبيذ.

فقد علّقت الصين، في نوفمبر، واردات لحوم الأبقار من أربعة مصدرين أستراليين، بحجة انتهاكات صحية والحجر المفروض بسبب فيروس كورونا. كما توسعت الاحتكاكات التجارية إلى أنّ فرضت رسوماً على واردات النبيذ الأسترالي.

وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان إن تحقيقا أوليا كشف أن صناعة النبيذ الصينية تعرضت "لضرر مادي" نتيجة إغراق للنبيذ الأسترالي. 

وأوضحت الوثيقة أن واردات النبيذ الأسترالي ستخضع، اعتبارا من السبت، لرسوم إضافية تتراوح بين 107,1 بالمئة و212,1 بالمئة.

ويقضي الإغراق الذي تتهم بكين كانبيرا بممارسته، ببيع سلعة في الخارج بأسعار أقل من تلك المفروضة في السوق الوطنية. 

وكانت وزارة التجارة الصينية أعلنت، في أغسطس الماضي، بدء تحقيقات تستهدف النبيذ الأسترالي المستورد طوال 2019، وسط خلافات متزايدة بين الصين وأستراليا. 

وتوترت العلاقات بين بكين وكانبيرا منذ أن وقف رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، إلى جانب الولايات المتحدة، في أبريل، داعيا إلى إجراء تحقيق دولي في أصول فيروس كورونا المستجد.

وفي نهاية أبريل، حذر السفير الصيني في كانبيرا، تشينغ جينغي، من أن طلب أستراليا إجراء تحقيق في كوفيد-19 قد يؤدي إلى مقاطعة من جانب المستهلكين الصينيين. 

وقال السفير الصيني في تهديد ضمني حينها: "قد يقول الناس لماذا نشرب النبيذ الأسترالي؟ لماذا نأكل لحم البقر الأسترالي؟".

إلى ذلك، أثارت تغريدة للمتحدث باسم الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، غضب الجانب الأسترالي.

ونشر ليجيان صورة تمثيلية تظهر رجلاً يرتدي بزة عسكرية أسترالية وهو يضع سكيناً على عنق طفل أفغاني. 

والصورة هي عمل للفنان الصيني ووهيكيلين الذي عرف بمواقفه المؤيدة لبكين خلال تظاهرات هونغ كونغ العام الماضي. 

ويأتي نشر التغريدة بعد أيام من صدور تقرير عن جرائم حرب ارتكبها جنود أستراليون ارتكبوها في أفغانستان بين عامي 2005 و2016. 

وندد رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، بالتغريدة واعتبرها إهانة مشينة، مطالبا بتقديم اعتذار رسمي.

وأضاف "على الحكومة الصينية أن تخجل من هذه التغريدة"، معتبراً أن ذلك "لا يزيد من قيمتها في أعين العالم أجمع".