عقيص والفلتان الامني في زحلة.. "ما بقى قادرين نسكت"

كتبت داني كرشي في "السياسة": 

هنا زحلة.. عروس البقاع حين تتألق بمفكريها، بشعرائها وبكَرْمَتِها.. وأم البقاع عندما تعبث بترابه جحافلُ الشر، فترفع زحلة عينيها الى السماء وتلف ذراعيها زناراً من نار بوجه الغرباء.

هنا زحلة، مدينة الانفتاح والتطور.. ولكن، يبدو أن "عيون الحسّاد" قد أصابتها في الصميم. 

سنتان مرّت، على معاناة الزحلاويين مع ظاهرة الفلتان الامني. إلا أن هذه الظاهرة استفحلت، وحوّلت زحلة الى فريسة سهلة المنال. 

"فرط البلد".. خلال أسبوعين شهدت زحلة عمليتي سرقة. الاولى في مطعم "ماكدونالدز". والثانية مساء الاثنين ٢٩ كانون الثاني، حين إقتحم مسلّحون صيدلية "المدينة" في حيّ السيدة، وسلبوا صاحبها أموالاً كانت في الخزنة، بعد ضربه بالسلاح على رأسه، وهاتفاً خلوياً. كما سرقوا سيارتي "شيروكي" و"سوزوكي" كانتا متوقّفتين أمام الصيدلية". 

"السياسة" تحدثت، مع ابن زحلة، عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب جورج عقيص، الذي كشف ان فعاليات زحلة تطالب منذ سنتين القوى الأمنية بتكثيف دورياتها لقمع هذه الأعمال". 

ويضيف: "أنا شخصيا كان لدي زيارات ومناشدات عدة لقائد الجيش جوزيف عون منذ أشهر، وللمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، وزيارات عدة لقائد منطقة البقاع في قوى الأمن وقيادة الجيش المحلية في البقاع". 

ويقول عقيص إن " القادة الآمنيين كانوا يعدونهم بالتشدّد بالمراقبة إلا أنهم كانوا يشكون من قلّة العديد والعناصر". 

عقيص كشف ان هذه الظاهرة استفحلت في الأيام الأخيرة، و" نحن نخشى اليوم من أن يتمّ تبرير هذه الأعمال تحت غطاء تفاقم الازمة المعيشية والاقتصادية". 

عقيص عبّر عن تخوّفه من تحوّل زحلة الى مدينة خارجة عن السيطرة وعن الرقابة القانونية والأمنية،"اذا لم تتخذ القوى الأمنية اجراءات جديدة وجذرية لقمع هذه الأعمال. 

"ما بقى قادرين نسكت"، يقول النائب عقيص، إلا أنه "لا يزال وأهالي زحلة يراهنون على القوى الامنية وشرعية الدولة لحماية أمنهم وأمن المدينة". 

ويتابع: "إذا لم تُحلّ القضية سنلجأ الى بلدية زحلة وشرطتها، وإذا  لم يحل الامر أيضا، خصوصا وأن البلديات عادة تعاني من قلة العديد والعتاد، سنطالب وزير الداخلية محمد فهمي بدعم البلدية والسماح لها بتطويع عناصر شرطة وتزويدها بما يلزم من سلاح وسيارات لإقامة دوريات". 

ويشدد عقيص على "أن اهل زحلة يريدون ان تتولى الجهات الرسمية الأمن ونحن كشعب ومواطنين زحلاويين وكفعاليات لن نتوانى عن وضع كل امكانياتنا بتصرف القوى الامنية والبلدية".  

ويشرح عقيص انه من السهل وضع خطة ذكية وحازمة لمراقبة مداخل المدينة ومخارجها خصوصا من الليل، لأن جغرافية زحلة تقع في واد على عكس المدن المنبسطة. 

عقيص قال أنه" يمثل شريحة كبيرة  من أهالي المنطقة، ودعا باسمهم الدولة كي تحزم امرها للمحافظة على امن زحلة. "مع العلم أن الزحلاويين لن ينتظروا لا جورج عقيص ولا غيره للدعوة الى الأمن الذاتي. فغريزة الانسان، وغريزة بقائه تحركه تجاه الدفاع المشروع عن النفس، وهذا منصوص عليه في قانون العقوبات"، كما قال عقيص. 

ويختم عضو تكتل الجمهورية القوية، النائب جورج عقيص: " عندما يرى الانسان ان الدولة متقاعسة في عملها ولا تدافع عنه وتحميه، حينها سيلجأ من دون شك لحماية نفسه وارزاقه بنفسه".