برج حمود الأكثر اكتظاظا.. هل تلتزم بالطوارئ العامة؟

14/01/2021 12:35PM

كتبت داني كرشي في "السياسة": 

"ما حدا بموت من الجوع.. حزّت المحزوزية.. صار لازم ننتبه على صحتنا.." ... بهذه العبارات عبّر سكّان برج حمود عن رأيهم إزاء دخول البلاد في مرحلة الاقفال التام والشامل. 

إذ، بعدما وصل عدد الاصابات بفيروس كورونا الى حدود 5000 حالة يوميا، لم يعد من مجال على الارجح لكبح جماح هذا الارتفاع الجنوني سوى بالاقفال الشامل من دون استثناءات منعا لوصول البلاد لاسوأ السيناريوهات وأشدها قساوة على الاطلاق.

وفجر اليوم دخل لبنان مرحلة الاقفال الشامل، على مدى عشرة ايام، في محاولة، ولو متأخرة، للحد من انتشار رقعة تفشي اخبث الاوبئة التي تفتك باللبنانيين من دون هوادة.

وعلى وقع هذا الأمر، اختار موقع "السياسة" أن يجول في برج حمود، المنطقة الاكثر اكتظاظا بالسكان، ليرى مدى التزام الناس في هذا القرار وما رأيهم بقرار الدولة الأول من نوعه بعد عام على ظهور الجائحة في  لبنان. 

"دومري ما في على طريق".. "شارعا آراكس ومرعش مقفلان.. الطوابير التي شهدناها أمام محال "هواتشيكن" اختفت.. "الكل التزم بخدمة الدليفري".. هذا ما لاحظناها خلال جولتنا في اليوم الأول من الاقفال. 

"يا حلوين ليش منكن ملتزمين".. بهذه الكلمات نادت علينا عجوزة تقف على شرفة منزلها لتراقب "الرايح والجايي". 

تواصلنا معها من خلال المناداة.. سلمى، المرأة العجوز، عبّرت لـ"السياسة" عن فرحها بقرار، متأملة أن يكون هذا الاقفال مصدرا خيّرا للقضاء الى حد ما على وباء كورونا. 

سلمى دعت الشباب الى الالتزام التام لأن الصحة هي الأهم في حياة المرء، لأن الإنسان السّليم من الأمراض هو الأقدر على خدمة نفسه و أمّته ومجتمعه، ولبنان اليوم بأمسّ الحاجة لشبابه اليوم ليعيده الى الحياة من جديد. 

وعلى أحد الأرصفة، صادفنا شابا يسير بسرعة البرق، وكأنه خائفا من أن يلحظه أحدا ويسجّل له ضبطا. 

هوفيك، الشاب العشريني، لم يكن بقدرته الانتظار لأخذ إذن الخروج لحالته الاستثنائية، عن طريق الأونلاين، لينزل الى الصيدلية الموجودة أمام باب منزله. 

ويقول هوفيك: "اضطررت للخروج بسرعة بعدما بدأت أمي بالبكاء من شدّة وجع رأسها، إذ لم أتحمل أن أرى دموعها والوقوف مكتوف اليدين. أمي ليست مصابة بكورونا إنما من كثرة تفكيرها بمصيرنا وخوفها على صحّتنا دائما ما يؤلمها رأسها". 

هوفيك يؤكد أنه "ملتزم بالحجر حتى صباح 25 شباط، لأن الامر لم يعد لعبة، خصوصا بعدما "حزّة المحزوزية وصار الوضع أكثر خطورة من ذي قبل". 

في مراحل الاقفال السابقة، كان الجميع يحتج، متذرعين بالحالة الاقتصادية المتردية، ولكن هل سمعنا يوما أن هناك من مات جوعا؟ سؤال يطرحه العم محمد بصوته المبحوح، من خلال قضبان شباكه.

"لا أحد يموت من الجوع، فلو كان هذا الكلام صحيحا لكنا متنا خلال الحرب الدموية التي عايشناها 25 عاما". 

يقول العمّ محمد، إن "الوضع زاد عن حدّه وعلى الجميع أن يعوا مخاطر هذا الوباء حفاظا على ما تبقى من شعب في هذا الوطن. أنا اليوم مصاب بكورونا نتيجة استهتار بعض المواطنين الذين يرفضون وضع الكمامة عند دخولهم الى محلي، (لديه محلّ للحلويات العربية)، هذا التهوّر أدى الى اصابتي بهذا الوباء، ما أجبرني على اقفال المحلّ. إذ من غير الاخلاقي أن أنزل الى العمل وأعدي الزبائن". 

بطبيعة الحال، الاقفال سيفرض التزاما قسريا للمواطنين بمنازلهم، على امل ان يقفلوا ابوابهم امام الزيارات التي تبين ان لها دورا اساسيا في نقل العدوى بين العائلات.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa